إرهاب

الصمود هو الاهتمام الأساسي للقاعدة في ظل تقهقرها ميدانيا والكترونيا

يعكس التواجد المقلص للقاعدة عبر الإنترنت وخسارتها الدعم والمصداقية أزمة أيديولوجية أعمق داخل التنظيم.

منطقة شربور في كابل بتاريخ 2 آب/أغسطس 2022 بعد مرور يومين على ضربة أميركية نفذت بمسيرة وأدت إلى مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري هناك. [وكيل كوهسار/وكالة الصحافة الفرنسية]
منطقة شربور في كابل بتاريخ 2 آب/أغسطس 2022 بعد مرور يومين على ضربة أميركية نفذت بمسيرة وأدت إلى مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري هناك. [وكيل كوهسار/وكالة الصحافة الفرنسية]

عمر |

كابل - يشير صمت تنظيم القاعدة النسبي خلال السنوات الأخيرة إلى ضعف التنظيم ميدانيا وفشل جهوده الترويجية عبر الإنترنت، بحسب ما بينته تقييمات عالمية متعددة.

وفي أفغانستان لا تستطيع القاعدة الإقرار إلا بانتماء 60 عنصرا لها على أكثر تقدير، وغالبيتهم شخصيات بارزة تتواجد في كابل وقندهار وهلمند وكونار، بحسب ما استنتجه تقرير صدر عن مجلس الأمن بالأمم المتحدة عام 2023.

وفي حزيران/يونيو، نقل فريق مراقب للعقوبات وتابع للأمم المتحدة أن التنظيم يفتقر إلى القدرة لتنفيذ عمليات خارجية واسعة النطاق.

وتسارع هذا التراجع بعد مقتل الزعيم السابق أيمن الظواهري في ضربة أميركية نفذت بمسيرة في كابل عام 2022.

ولفتت دراسة صدرت عن وكالة اليوروبول في العام 2024 إلى أنه "كان لمقتل الظواهري أثر كبير على الإنتاج الترويجي لـ’جوهر‛ القاعدة وأدى إلى تراجع تواجدها الإعلامي إلى حد كبير في أحداث اعتبرت مهمة".

وبحسب خبراء إقليميين، يعكس هذا التواجد الإعلامي المقلص أزمة أيديولوجية أعمق في داخل التنظيم.

’لا أجندة ولا قيم‛

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي المقيم في هرات جواد بينيش إنه "ليس للقاعدة أجندة أو قيم تقاتل من أجلها. لم يعد لأهدافها وقيمها السابقة التي كانت تستخدمها لخداع المسلمين، أي ثقل ضمن المجتمعات الإسلامية".

وتابع أن "كل أنشطة القاعدة حول العالم باتت محصورة بصفقات تجارية غير مشروعة وأنشطة إجرامية . أينما يتواجد، يكون التنظيم متورطا في تهريب السلاح والابتزاز والاغتيالات وأنشطة المافيا".

وبدوره، قال محمد خليل نوري وهو كولونيل متقاعد يقيم في ولاية هرات الأفغانية إن بقاء التنظيم أصبح الاهتمام الأساسي للقيادات المتبقية.

وأوضح "تم القضاء على العقول المدبرة والقيادة الأساسية للقاعدة في السنوات الماضية بعمليات عسكرية نفذتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة".

وأضاف " تم إضعاف [القاعدة] إلى حد كبير في اليمن و سوريا وباكستان وأفغانستان وحتى في إفريقيا".

وأشار إلى أن انسحاب الزعيم الحالي إلى إيران يأتي بعد سنوات من الضغط العسكري المستدام ويعكس المخاوف الأمنية العميقة للتنظيم.

عزلة متزايدة

ومن جهته، قال المحلل السياسي عبدالقادر كامل المقيم في هرات إن "القاعدة فقدت المصداقية وتم تهميشها ليس فقط بين المجتمعات ومؤيديها، بل أيضا بين التنظيمات الإرهابية الأخرى".

وبهدف الإبقاء على موقعها، قدمت الدعم المالي لتنظيمات متطرفة أخرى بما في ذلك طالبان باكستان.

وذكر كامل "يمكن القول إن القاعدة تحاول كسب موقع ومصداقية لها عبر تقديم المال لتنظيمات إرهابية، ولكن حتى اليوم باءت هذه الجهود بالفشل".

وفي هذا الإطار، قال الأستاذ الجامعي عبدالكريم نظري المقيم في هرات إن عزلة التنظيم تستمر بالتزايد.

وأضاف أن "القاعدة كونها تنظيم إرهابي متطرف تتمتع بتاريخ أسود، وهي غير مقبولة من أحد. ونرى أن بعض فروع القاعدة في الشرق الأوسط قد انفصلت عن التنظيم الأساسي".

وشرح أن قيادات التنظيم تركز على كسب المال عبر طرق إجرامية وهي " منبوذة تماما ".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *