إرهاب
تنظيم القاعدة يقايض الأيديولوجيا بالأسلحة في تحالفه مع الحوثيين باليمن
يتعاون فرع تنظيم القاعدة في اليمن الآن مع أعدائه اللدودين أي الحوثيين، مقايضا بذلك مبادئه التي طالما نادى بها بالأسلحة وكاشفا نفاقه الأيديولوجي.
فريق عمل الفاصل |
خان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب معتقداته الأساسية عبر الدخول في شراكة مع عدوه اللدود أي جماعة الحوثي في اليمن، كاشفا بذلك عن استعداده للتضحية بعقيدته من أجل الحصول على ميزة تكتيكية حسبما ذكر محللون.
ويهزأ تحالف المصالح هذا من سنوات من الحرب الطائفية بين الجماعتين.
ويدمر هذا التحول الدراماتيكي الصارخ صورة "الطهارة الدينية" التي رسمها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعناية.
ووفق ما ذكرته إليزابيث كيندال الخبيرة بمعهد الشرق الأوسط، فكان التنظيم يخصص 75 في المائة من عملياته لمهاجمة الحوثيين في أوائل عام 2017.
ولكن بنهاية العام، انخفضت هذه النسبة إلى 49 في المائة إذ وجه التنظيم المتطرف 51 في المائة من عملياته ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وظهر التحالف بين الحوثيين وتنظيم القاعدة للعلن في أيار/مايو 2023 عندما نشر التنظيم مسيرات مقدمة من الحوثيين ضد أهداف تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وبما أن قدرة التنظيم التقنية على تطوير المسيرات محدودة، "فلربما كان الدعم الخارجي لتوفير هذه الأسلحة أمرا حيويا"، وفق ما كتبه روبن داس من المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب في مجلة لوفير.
وبحسب تقرير حديث للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، قدم الحوثيون الدعم اللوجستي لتنظيم القاعدة، بما في ذلك الصواريخ الحرارية والمسيرات ومعدات الاستطلاع.
وعزز مقتل القيادي الحوثي البارز أبو قصي الصنعاني أثناء القتال إلى جانب قوات تنظيم القاعدة في عام 2022 الدليل على هذه الشراكة.
تواطؤ متزايد
وفي هذا السياق، قال العقيد علي البداح وهو رئيس قيادة العمليات في منطقة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي لصحيفة تلغراف إن الصنعاني كان يزود مقاتلي القاعدة بـ "الإمدادات الغذائية والأسلحة والذخيرة" حين قتل في معقل معروف لتنظيم القاعدة.
هذا ويدير العدوان السابقان الآن بشكل علني نقاط تفتيش متجاورة على طريق شبوة-البيضاء حيث يرفعان أعلامهما.
وقال أحد الأهالي لصحيفة تلغراف "يعيشون في وئام فهم لا يشتبكون أبدا، وكل جماعة ترفع رايتها وهو ما يشير بوضوح إلى تعاون متزايد".
وذكر الباحث في مؤسسة جيمس تاون مايكل هورتون أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أظهر استعداده للتكيف مع البيئات المتغيرة من خلال الحفاظ على مرونته.
وأضاف أن ذلك يتضح من خلال استعداده للتخلي عن جوانب أساسية من أيديولوجيته القتالية "لصالح استراتيجيات أكثر ملاءمة وبراغماتية".
وفي حين أن الاتحاد ضد عدو مشترك وهو المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية اليمنية هو الذي يدفع هذا التحالف غير المحتمل، فإن تنظيم القاعدة يخاطر بتنفير أنصاره.
ومن جهته، قال المحلل اليمني إياد قاسم إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد يستفيد من الدعم الحوثي لتصعيد الهجمات على طرق الملاحة الدولية أو شن عمليات عبر الحدود.
ويكشف زواج المصلحة هذا عن خواء الخطاب الديني لتنظيم القاعدة ويثبت أن التنظيم مستعد للتخلي عن قيمه المعلنة عندما يناسب ذلك مصالحه الخاصة.