إرهاب
الولايات المتحدة تواصل الضغط بلا هوادة على عناصر وفروع القاعدة
تستمر جهود مكافحة الإرهاب في تحقيق النجاحات من خلال الضربات الهادفة وجمع المعلومات الاستخباراتية والتعاون مع القوات الإقليمية.
سماح عبد الفتاح |
من جبال أفغانستان إلى ساحات المعارك في سوريا، تواصل الولايات المتحدة مطاردة عناصر القاعدة بلا هوادة مع قيام الضربات الدقيقة والتحالفات المحلية بتفكيك قدرات شبكة التنظيم المتطرف بصورة منتظمة.
وقال الخبير العسكري يحيى محمد علي للفاصل إن "الولايات المتحدة الأميركية كانت من أوائل الدول التي استشعرت الخطر الكامن من انتشار أفكار تنظيم القاعدة وما تلاها"، مشيرا إلى أنها لعبت دورا رياديا في مواجهة التطرف.
وذكر أن حملات الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب حققت "نجاحات متتالية" عزاها خبراء إلى 3 عوامل أساسية هي الضربات الهادفة وجمع المعلومات الاستخباراتية والتعاون مع القوى الإقليمية.
وقد ارتقت القدرات الأميركية وباتت أكثر تعقيدا، من الغارة التي أدت عام 2011 إلى مقتل أسامة بن لادن في مخبأه الباكستاني إلى الضربة التي نفذت بطائرة مسيرة وقضت عام 2022 على خلفه أيمن الظواهري في كابول.
وشكلت عملية تصفية الظواهري علامة فارقة باعتبارها "أول ضربة معروفة بعيدة المدى تنفذها الولايات المتحدة على هدف في أفغانستان منذ أن سحبت واشنطن قواتها من البلاد"، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب شبكة إيه بي سي نيوز، عكست الضربة براعة تكتيكية متطورة علما أنها استخدمت وسائل مراقبة متطورة وصاروخ متخصص من طراز هيلفاير آر9إكس صُمم لتقليل الخسائر بين المدنيين.
وفي أيلول/سبتمبر، ضرب الجيش الأميركي تنظيم حراس الدين التابع للقاعدة في شمالي غربي سوريا، ما أدى إلى مقتل الزعيم البارز مروان بسام عبد الرؤوف و8 غيره.
وجاءت هذه العملية بعد قتل قيادي آخر من كبار قادة التنظيم قبل شهر فقط، وهو أبو عبد الرحمن المكي.
أبعد من الضربات المباشرة
وتتعدى الاستراتيجية الأميركية نطاق الضربات المباشرة، إذ أشار الخبير العسكري وائل عبد المطلب إلى أن القوات الأميركية تدرب مقاتلين محليين أو "أصحاب الأرض" للحفاظ على الأمن بعد الانسحاب الأميركي.
وأثبت هذا النهج المزدوج فعاليته في العراق. وفي هذا الإطار، قال أنتوني بفاف الزميل غير المقيم في مبادرة العراق بالمجلس الأطلسي، "بالإضافة إلى العمليات الحركية العديدة ضد قيادات القاعدة، تعاون القادة الأميركيون أيضا مع الزعماء المحليين لعزلهم سياسيا".
وأضاف أنه "نتيجة لذلك، تمكنت الولايات المتحدة وشركاؤها العراقيون من طرد قيادة القاعدة من المناطق الحضرية الكبرى".
وأظهر هذا النهج نجاحا مماثلا في سوريا، حيث تعمل القوات الأميركية بشكل وثيق مع قوات سوريا الديموقراطية. وقال عبد المطلب إن "التناغم يظهر واضحا ومحققا لأهداف العمليات بشكل دقيق".
وتبقى التكنولوجيا قوة مضاعفة حاسمة. فتمكّن المنصات المتقدمة مثل مسيرات إم كيو-9 ريبر وأنظمة المراقبة المتطورة تحديد الأهداف بدقة مع تقليل المخاطر.
وتابع عبد المطلب أن "القوات المسلحة قامت باستغلال التقدم التكنولوجي ليس فقط لتحقيق الانتصارات بل للحفاظ على حياة الجنود وتقليل نسبة الخسائر".
وبدوره، حذر علي من أنه في حين أن قدرة القاعدة تراجعت بشدة عبر أفغانستان والعراق وسوريا، إلا أن خلايا التنظيم النائمة لا تزال موجودة رغم أنها "باتت لا تشكل أي خطر حقيقي يذكر" في تلك المناطق.