إرهاب

القاعدة تنتهك الشريعة الإسلامية بإعدامها المزعوم لصحافي ومدنيين

يعد إعدام القاعدة المزعوم لـ 11 مدنيا بينهم صحافي، انتهاكا للشريعة الإسلامية وأثار موجة غضب في اليمن وفي المجموعات الإعلامية.

قوات الأمن تفتش حقيبة امرأة في معقل تنظيم القاعدة السابق بالمكلا في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. وتم خطف الصحافي محمد المقري على يد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في المكلا عام 2015. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]
قوات الأمن تفتش حقيبة امرأة في معقل تنظيم القاعدة السابق بالمكلا في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. وتم خطف الصحافي محمد المقري على يد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في المكلا عام 2015. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن - يسلط ادعاء تنظيم القاعدة الأخير بإعدامه صحافي يمني كان قد خطفه في العام 2015 إلى جانب 10 رهائن آخرين، الضوء على انتهاك التنظيم المتواصل للتعاليم الإسلامية بشأن قدسية الحياة.

وفي 28 كانون الأول/ديسمبر، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عن إعدامه مراسل قناة اليمن اليوم من محافظة حضرموت محمد المقري.

وذكر أنه قتل أيضا ناجي الزهيري ويوسف صالح أحمد الحميقاني وحسين علي محمد السوادي إلى جانب آخرين أشار إليهم على أنهم "جواسيس".

ودانت اليمن اليوم الجريمة بشدة، في حين أصدرت عائلة المقري بيانا عبّرت فيه عن "شكوك قوية" بشأن صحة ادعاء القاعدة وقالت فيه إنها لا تزال تأمل بأنه على قيد الحياة.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمود الطاهر لموقع الفاصل إن "القاعدة أعطت لنفسها حق محاكمة وإعدام أي شخص يعارض رأيها. إنه تنظيم مارق خارج عن حدود الشريعة ومبادئ الإسلام الأساسية".

وأضاف أن "التنظيم يرفض الاعتراف بانتهاكه المتواصل للشريعة الإسلامية إذ يعتبر مقاربته وأيديولوجيته الإرهابية المتطرفة صحيحة على عكس كل ما هو غير ذلك".

وتابع "بالتالي، يصبح أي شخص يحاول فضح أيديولوجيته المتطرفة عدوا مباشرا".

يُذكر أن المقري خطف في تشرين الأول/أكتوبر 2015 أثناء تغطيته التظاهرات ضد القاعدة في المكلا مركز محافظة حضرموت.

واتهمته القاعدة في جزيرة العرب بالتجسس ضد المصالح اليمنية الوطنية علما بأن هذه تهم رفضتها عائلته، بحسب ما نقله موقع يمن مونيتور في 3 كانون الثاني/يناير.

القاعدة تحت الضغط

هذا ويأتي ادعاء القاعدة بتنفيذ عملية الإعدام في ظل مواجهة التنظيم المتطرف ضغوطا من جانب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي أبين و شبوة .

وبدوره، قال الباحث في الجماعات المتطرفة سعيد الجمحي إن التوقيت ليس صدفة .

وذكر للفاصل أن "التنظيم سارع لتنفيذ هذه الأحكام لأنه لم يعد قادرا على الحفاظ على مواقعه ومناطق سيطرته الجغرافية".

وتابع "تريد القاعدة إرسال رسالة بأنها لا تزال قوية وتستطيع فضح الجواسيس".

وفي هذا الإطار، قالت لجنة حماية الصحافيين إن خطف المقري واختفاءه يسلطان الضوء على "المخاطر الكبرى" التي يواجهها الصحافيون اليمنيون.

كذلك دان الاتحاد الدولي للصحافيين إعدام المقري المزعوم معتبرا إياه "جريمة بشعة"، في حين طالبت نقابة الصحافيين اليمنيين بالمحاسبة.

ومن جانبها، استنكرت شبكة حماية الصحافيين في اليمن الفعل في بيان وقعته 8 منظمات أخرى، بما في ذلك المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين.

وجاء في البيان أن "هذه الجريمة لا تعكس فقط انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وحرية التعبير، بل هي أيضا اعتداء فج على الإنسانية وقيمها وقيم المجتمع اليمني".

وقال الطاهر إن "هذه الإعدامات ترقى إلى القتل المتعمد للمدنيين الأبرياء. إنها تنتهك المبادئ الإسلامية الأساسية نظرا لغياب المحاكمات العادلة من جانب أي هيئة رسمية وشرعية".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *