إقتصاد
الولايات المتحدة وبريطانيا تُدرجان على القائمة السوداء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بصفته "أداة تمكين" لهجمات الحوثيين
تستهدف العقوبات الجديدة نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وعدة وحدات منه، إلى جانب أفراد آخرين يساعدون الحوثيين في عدوانهم.
فريق عمل الفاصل |
أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في 27 شباط/فبراير عن جولة جديدة من العقوبات المشتركة تستهدف الأفراد والمنظمات الذين يساندون ويمكّنون الحوثيين المدعومين من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن هذا الإجراء المنسق يعكس "الشراكة الثنائية بين البلدين في الحرب العالمية ضد الإرهاب"، ويأتي في أعقاب جولة سابقة من العقوبات المشتركة.
وجاءت العقوبات إثر شن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الجولة الرابعة من الضربات المشتركة ضد 18 هدفا للحوثيين في ثمانية مواقع باليمن يوم 24 فبراير/شباط، شملت منشآت تخزين الأسلحة وطائرات مسيرة هجومية وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات وطائرة هليكوبتر.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أن نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني محمد رضا فلاح زاده والذي أدرج على القائمة السوداء، هو "عميل موالي للحوثيين يدعم أعمالهم العدوانية".
من جهتها، أكدت حكومة المملكة المتحدة فرض عقوبات على الوحدة 190 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، "المسؤولة عن نقل وتهريب الأسلحة إلى المنظمات والجماعات والدول المتحالفة مع إيران"، إلى جانب الوحدة 6000 والوحدة 340.
وأوضحت أن الوحدة 6000 تشرف على العمليات في شبه الجزيرة العربية ولديها عناصر على الأرض في اليمن يدعمون النشاط العسكري للحوثيين. بينما توفر الوحدة 340 "التدريب والإسناد الفني للمجموعات المدعومة من إيران".
أضافت وزارة الخزانة الأميركية أن "فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عزز بشكل مطرد تزويد الحوثيين بترسانة أسلحة متطورة إضافة إلىتدريبهم على استخدام هذه الأسلحة ضد الشحن التجاري والبنية التحتية المدنية".
وتابعت أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين قدمواالدعم الاستخباراتي لاستهداف السفن العابرة للمنطقة، الأمر الذي مكّن الحوثيين من شن عشرات الهجمات البحرية على الشحن الدولي.
وكشفت وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة أدرجت أيضا على القائمة السوداء إبراهيم النشيري، وهو عضو في حركة الحوثيين وكان يمتلك ويدير سفينة تستخدم لشحن السلع الإيرانية لدعم كل من الحوثيين وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على وزير أمن الحوثيين، علي حسين بدر الدين الحوثي، "لتهديده السلام والأمن والاستقرار في اليمن عبر دعم الهجمات ضد الشحن في البحر الأحمر".
بدوره، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أن "هجمات الحوثيين المدعومين من إيران غير مقبولة وغير قانونية، وتمثل تهديدا لأرواح الأبرياء وحرية الملاحة".
وأضاف أن النظام الإيراني "يتحمل مسؤولية هذه الهجمات بسبب الدعم العسكري الكبير الذي يقدمه للحوثيين".
وتابع "يجب على كل الذين يسعون إلى تقويض الاستقرار الإقليمي أن يعلموا أن المملكة المتحدة، إلى جانب حلفائنا، لن تتردد في التحرك".
وأشار المسؤول في وزارة الخزانة الأميركية، بريان نيلسون، إلى أنه "في الوقت الذي يواصل الحوثيون تهديد أمن التجارة الدولية السلمية، ستستمر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتعطيل منابع التمويل التي تمكّن هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار".
الميسّرون الإيرانيون
يشغل فلاح زاده منصب نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منذ نيسان/أبريل 2021.
وكان ضابطا في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا خلال الحرب، وتولى سابقا رئاسة شركة طرق كربلاء والتنمية الحضرية التابعة لمقر خاتم الأنبياء للإعمار، أكبر مجموعة مقاولات تابعة للحرس الثوري الإيراني.
هذه المجموعة الخاضعة أصلا لعقوبات أميركية، تدير مشاريع بعشرات المليارات من الدولارات.
إلى ذلك، أوردت وزارة الخزانة الأميركية أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والحوثيين يبيعون سلعا إيرانية إلى مشترين أجانب لتوليد إيرادات من أجل تمويل عمليات الحوثيين.
ويتم توجيه جزء كبير من هذا النشاط من خلال شبكة الميسر المالي الحوثي المقيم في إيران والمدعوم من الحرس الثوري الإيراني، سعيد الجمال، الذي يرأس شبكة من الشركات والسفن الواجهة التي تدر مداخيل للحوثيين.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على الجمال في 10 حزيران/يونيو 2021، لدعمه فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحذت المملكة المتحدة حذوها في 27 شباط/فبراير.
وأدرجت الولايات المتحدة أيضا شركتين إضافيتين على القائمة السوداء تملكان وتديران سفينة متورطة في شحن سلع إيرانية تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار لحساب وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية (MODAFL).
وقال ميلر إن وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية تواصل تسهيل وصول الأسلحة والطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا لدعم حربها في أوكرانيا، وإلى الميليشيات الموالية لإيران في الشرق الأوسط.
وكانت السفينة أرتورا التي تملكها وتشغلها شركة كاب تيز للملاحة المحدودة ومقرها هونغ كونغ، قد نقلت سلعا إيرانية لشبكة الجمال.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن أرتورا أخفت هويتها باستخدام اسم سفينة أخرى، سنان 2، من أجل إتمام بعض شحناتها.
الاضطرابات الاقتصادية
قالت الحكومة البريطانية إن العقوبات الأميركية-البريطانية الأخيرة "مستهدفة، وليس المقصود منها تعطيل أو تأخير إيصال المساعدات المنقذة للحياة وواردات الأغذية أو النشاط التجاري الهادف لدعم الشعب اليمني".
وكانت هجمات الحوثيين قد أدت إلى اضطراب عالمي، إضافة إلى تأخير تسليم المساعدات الحيوية إلى السودان وإثيوبيا واليمن.
وفي 26 شباط/فبراير، أعلنت غرفة التجارة البريطانية أن أكثر من نصف المصدرين البريطانيين يعانون من الاضطرابات الناجمة عن هجمات الحوثيين.
وذكر استطلاع أجرته الغرفة شمل أكثر من 1000 شركة، أن ما لا يقل عن 55 في المائة من المصدرين تأثروا باضطراب البحر الأحمر، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن نحو 53 في المائة من الشركات المصنعة وتلك التي تتعامل مع المستهلكين، مثل تجار التجزئة، تأثرت أيضا، مشيرا إلى أن "التداعيات الرئيسة التي ذكرتها الشركات هي زيادة التكاليف والتأخير".
وذكر الاستطلاع أن بعض المصدرين كشفوا أن تكاليف استئجار الحاويات ارتفعت بنسبة 300 في المائة، في حين أضافت التأخيرات اللوجستية ما يصل إلى أربعة أسابيع إلى مواعيد التسليم.
وأشار مشاركون آخرون في الاستطلاع إلى التأثيرات غير المباشرة، بينها صعوبات التدفق النقدي ونقص في القطع والمكونات.
في هذا الإطار، قال رئيس السياسة التجارية في غرفة التجارة البريطانية ويليام باين "تشير أبحاثنا إلى أنه كلما استمر الوضع الحالي فترة أطول، كلما زاد احتمال أن تبدأ ضغوط التكلفة في التراكم".