إقتصاد

السفن التجارية تواجه تحديات جراء تعطيل الهجمات الحوثية حركة التجارة

مع تواصل تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، تواجه شركات الشحن عقبات متعددة، بما في ذلك ارتفاع التكاليف والمخاطر الإضافية من الهجمات العشوائية.

صورة تظهر السفينة سي تشامبيون المملوكة للولايات المتحدة والتي تحمل علم اليونان، في مدينة عدن بتاريخ 21 شباط/فبراير بعد يوم من استهدافها من قبل الحوثيين في خليج عدن. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة تظهر السفينة سي تشامبيون المملوكة للولايات المتحدة والتي تحمل علم اليونان، في مدينة عدن بتاريخ 21 شباط/فبراير بعد يوم من استهدافها من قبل الحوثيين في خليج عدن. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

تواجه شركات الشحن التجاري التي كانت تبحر سابقا في البحر الأحمر بدون حوادث مجموعة هائلة من المشاكل والقرارات الصعبة سواء أبحرت في الممر التجاري الحيوي أو تجنبته.

ومع مواصلة الحوثيين هجماتهم العشوائية على السفن في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن وتركز معظم الهجمات في محيط مضيق باب المندب، أجبرت شركات الشحن على النظر في خياراتها بحذر.

ويعد الخيار صعبا: فتستطيع إما أنتغير مسار سفنها وتتكبد تكاليف إضافية أو أن تعبر البحر الأحمر حيث قد تتعرض لهجوم، وهو واقع انعكس في ارتفاع أسعار التأمين.

وبحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، يستغرق أي التفاف حول رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لإفريقيا ما بين 10 و15 يوما إضافيا مقارنة بمسار البحر الأحمر، وقد تستغرق سفينة بطيئة 20 يوما إضافيا.

سفينة الشحن روبيمار تبحر في البحر الأسود بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2022. وهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفينة في 18 شباط/فبراير بالقرب من مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي إلى البحر الأحمر. [أوزان كوسي/وكالة الصحافة الفرنسية]
سفينة الشحن روبيمار تبحر في البحر الأسود بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2022. وهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفينة في 18 شباط/فبراير بالقرب من مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي إلى البحر الأحمر. [أوزان كوسي/وكالة الصحافة الفرنسية]

كذلك، يواجه أصحاب السفن ارتفاعا في كلفة الوقود والعمالة للرحلة الأطول، إلى جانب مخاطر أخرى مثل القرصنة.

ووقع البحارة على اتفاقيات على مستوى الصناعة أعطتهم حق رفض الإبحار على متن السفن العابرة في البحر الأحمر مع تقاضي رواتب مضاعفة عند الدخول في مناطق عالية المخاطر، بحسب وكالة رويترز.

وعقب هجوم الحوثيين في 18 شباط/فبراير على السفينة روبيمار التي تعرضت لأضخم الأضرار بين السفن التجارية حتى تاريخه في أزمة البحر الأحمر، تعهدت الجماعة بمواصلة تصعيدها.

وكانت سفينة الشحن روبيمار التي تحمل علم بليز وهي مسجلة في المملكة المتحدة ومشغلة من طرف لبناني، في طريقها إلى بيلاروسيا حاملة شحنة أسمدة عندما استهدفت بصاروخين بالقرب من باب المندب.

وتم إجلاء طاقم السفينة متعدد الجنسيات المؤلف من 24 عضوا إلى جيبوتي، نظرا لتسرب النفط من السفينة وتعرضها لخطر الغرق.

وفي خطاب تلفزيوني، هدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في 22 شباط/فبراير بمزيد من التصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن، متوعدا باستخدام "أسلحة الغواصات" ضد السفن الغربية، وفق ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.

ارتفاع رسوم التأمين على الشحن لغالبية السفن

وأدت هجمات الحوثيين على السفن التجارية إلى ارتفاع أقساط التأمين بشكل ملحوظ، ما ضخم التكاليف التي كانت أصلا مثقلة بأسعار الشحن المتزايدة والمسارات التجارية البديلة الأطول.

وتراجعت حركة نقل الحاويات البحرية بما يقارب الثلث في العام 2024 حتى اليوم مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.

وتحتاج السفن التجارية الحصول على 3 أنواع من التأمين. فيغطي تأمين الهيكل الأضرار التي تطال السفينة، في حين يغطي تأمين الشحن حمولة السفينة، فيما يغطي تأمين الحماية والتعويض أية أضرار تطال جهات ثالثة.

وذكر فريدريك دونيفل رئيس شركة غاركس الفرنسية المتخصصة في تأمين المخاطر البحرية أن أقساط التأمين للسفن وشحناتها "ارتفعت بصورة كبيرة" عقب هجمات الحوثيين.

وأضاف أنها ارتفعت بما يتناسب مع مستوى الخطر.

وبدوره، قال نيل روبرتس مدير قسم الشؤون البحرية والجوية في لويدز ماركت أسوسيشن إن البحر الأحمر منطقة مدرجة، ما يعني أنه يتوجب على السفن التي تنوي الدخول إليه إبلاغ شركات التأمين الخاصة بها بذلك.

وتستطيع عندئذ شركات التأمين مراجعة السفينة ومسارها والمطالبة بقسط حرب إضافي علاوة على التغطية العادية.

ولكن قسط الحرب الإضافي هذا يقتصر على فترة زمنية قصيرة.

يُذكر أن اللجنة المشتركة المعنية بالحروب في لويدز ماركت أسوسيشن تجتمع بصورة دورية لتقييم المخاطر الأمنية على الشحن حول العالم.

ومن جانبه، قال ماركوس بيكر المدير العالمي للنقل البحري والشحن في شركة مارش "في حال كانت التجارة تتم في منطقة تقول هذه اللجنة عنها إنها خطرة نوعا ما، فإن التغطية تتوقف فعليا فور الدخول إلى هذه المنطقة. وبالتالي يتوجب عليك الدفع عن هذه الفترة أثناء تواجدك هناك قبل أن يُستأنف التأمين عندما تخرج منها".

معاملة خاصة للسفن الصينية

وفي هذا السياق، قدرت المديرة العامة لشركة أسكوما إنترناشونال كلير هامونيك أن قسط التأمين في حالة الحرب قد تضاعف بمعدل يتراوح بين 5 و10 مرات للسفن والشحنات التي تعبر البحر الأحمر.

وبحسب عدة مصادر مطلعة لم يكشف عن هويتها، يتراوح المعدل الحالي لتأمين مخاطر الحرب بين 0.6 و1 في المائة من قيمة السفينة.

وتزيد قيمة بعض السفن عن مائة مليون يورو (108 مليون دولار).

وفي هذا الإطار أيضا، قال مونرو أندرسون مدير العمليات في شركة فيسيل بروتكت المتخصصة في مخاطر الحرب إنه يتم إعطاء اهتمام خاص لجنسية السفينة.

وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الحوثيين ذكروا بشكل خاص أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

وتابع أن "هناك عدد من السفن التي ترتبط ببلدان غير معرضة ببساطة للمستوى نفسه من المخاطر أو تحمل أعلامها".

وقال "هناك على سبيل المثال السفن المرتبطة بالصين. فتتاجر في هذه المنطقة سفن صينية مرتبطة بهونغ كونغ، وهي كثيرة. وستستطيع هذه الأخيرة الاستفادة من رسوم تغطية أقل مقارنة بتلك المرتبطة بإسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة".

وفي مقابلة نشرتها صحيفة إزفيستيا الروسية في 19 كانون الثاني/يناير، تعهد مسؤول حوثي كبير بتأمين ممر آمن للسفن الروسية والصينية في البحر الأحمر.

يذكر أن إيران متحالفة بصورة وثيقة مع روسيا والصين، كما أنها تزود الحوثيين بالأسلحة. ومن خلال الإعلان، ظهر الحوثيون وكأنهم يقدمون مكافأة لروسيا والصين ويؤكدون تحالفهم مع هاتين الدولتين ومع إيران.

وفي محاولة لتجنب الاستهداف من قبل الحوثيين "عمد عدد من السفن إلى اعتماد رسائل نظام تحديد الهوية الآلي للإشارة إلى عدم صلتهم بإسرائيل"، حسبما نقلت قناة الجزيرة.

وتابعت الجزيرة أن شركة سباير غلوبال أظهرت أن السفن تستخدم رسائل وقائية موجهة بنظام تحديد الهوية الآلي مثل allchinesecrew (الطاقم صيني بالكامل) أو norelationtoisrael (لا صلة بإسرائيل).

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *