أمن

انعكاسات مقلقة لمشاركة تكنولوجيا المسيرات بين إيران وروسيا على سوريا

حذر مسؤول أميركي من أن روسيا التي أنشأت مصنعا لتجميع الطائرات المسيرة الإيرانية، قد تسعى إلى تعديلها لاستخدامها في سوريا وأوكرانيا.

دخان أسود يتصاعد فوق مدينة لفيف غربي أوكرانيا في 19 أيلول/سبتمبر، بعد هجوم بطائرة روسية مسيرة. [يوري دياشيشين/وكالة الصحافة الفرنسية]
دخان أسود يتصاعد فوق مدينة لفيف غربي أوكرانيا في 19 أيلول/سبتمبر، بعد هجوم بطائرة روسية مسيرة. [يوري دياشيشين/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

حذر قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط يوم الأربعاء الماضي، 20 أيلول/سبتمبر، من أن التعديلات الروسية قد تعزز تكنولوجيا المسيرات الإيرانية وقد تقوي حملة طهران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

ومحذرا من العلاقات العسكرية "المتطورة" بين إيران وروسيا، قال قائد القوات الجوية الأميركية التاسعة الجنرال أليكسوس غرينكويتش إن تكنولوجيا المسيرات المشتركة تشكل مصدر قلق أساسي.

وقال "مع قبول روسيا شراء المسيرات من إيران وقيامها بتعديل تلك الأسلحة، أرى خطرا في... إمكانية مشاركة بعض هذه التكنولوجيا مع إيران مجددا [و]منحها قدرات إضافية".

وتشهد أدلة كثيرة على استخدام روسيا للمسيرات الإيرانية الصنع في هجماتها على أوكرانيا.

إيران تستعرض طائرتها المسيرة شاهد-136 المصنوعة في عام 2021 في أحد المعارض. [وكالة مهر للأنباء]
إيران تستعرض طائرتها المسيرة شاهد-136 المصنوعة في عام 2021 في أحد المعارض. [وكالة مهر للأنباء]
أشخاص يتظاهرون خارج السفارة الإيرانية في العاصمة الأوكرانية كييف في 17 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن تعرضت المدينة لأسراب من المسيرات الانتحارية التي باعتها إيران لروسيا. [سيرجي تشوزافكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]
أشخاص يتظاهرون خارج السفارة الإيرانية في العاصمة الأوكرانية كييف في 17 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن تعرضت المدينة لأسراب من المسيرات الانتحارية التي باعتها إيران لروسيا. [سيرجي تشوزافكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

ونفى النظام الإيراني في البداية تورطه في حرب موسكو، لكن الأدلة الجنائية أظهرت أن المسيرات التي استخدمتها موسكو في هجماتها والتي قتلت مدنيين ودمرت الكثير من البنية التحتية في أوكرانيا هي مصنوعة في إيران.

وزعمت طهران بعد ذلك أنها زودت موسكو بالمسيرات قبل بدء حربها على أوكرانيا.

تعاون وتواطؤ

هذا وأصبحت المسيرات المصنعة من قبل إيران سمة رئيسية للغزو الروسي لأوكرانيا ويتم استخدامها بانتظام في سوريا حيث تتمتع كل من إيران وروسيا بحضور قوي لدعم نظام الأسد.

وازداد التحالف بين إيران وروسيا قوة مع تحولهما إلى دولتين منبوذتين ومعزولتين. ولكن شكّل اعتماد روسيا على إيران للحصول على الأسلحة مفاجأة للعالم، إذ أن الكرملين دأب لعقود من الزمن على الترويج لبراعته العسكرية.

وقال غرينكويتش "أرى تداعيات تلك العلاقة [بين إيران وروسيا] تتجلى قليلا في سوريا. من كان يظن أن الاتحاد الروسي سيحتاج إلى الذهاب إلى إيران للحصول على القدرات العسكرية؟ ومع ذلك، رأينا ذلك يحصل".

وفي آب/أغسطس، كشفت طهران النقاب عن طائرتها المسيرة الهجومية من طراز مهاجر-10، وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عندما زار الشرق الأقصى الروسي في وقت سابق من الشهر الجاري هدية هي عبارة عن طائرات مسيرة.

وقال غرينكويتش للصحافيين في أبوظبي "أنا قلق بشأن مستوى التعاون الذي قد يحدث بين القوات الروسية (و)حجم التعاون والتواطؤ الذي يحدث في سوريا بين روسيا وإيران".

وقالت الولايات المتحدة إنه بالإضافة إلى تزويد روسيا بالمسيرات، تساعد إيران موسكو في بناء مصنع لتصنيعها.

وفي هذا السياق، فرضت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عقوبات على 7 أفراد و4 شركات في الصين وروسيا وتركيا قال مسؤولون إنهم مرتبطون بتطوير برنامج المسيرات الإيراني.

وتشمل هذه الشركات شركة شاهين الإيرانية للمسيرات والتي كانت خاضعة للعقوبات سابقا مع مدرائها التنفيذيين، ومجموعة من مصنعي قطع الغيار الروسية و2 من صرافي العملات الأتراك وهما محمد توكديمير وعلاء الدين أيكوت.

ومن جانبه، قال المسؤول في وزارة الخزانة الأميركية براين إ. نيلسون إن "نشر [إيران] المستمر والمتعمد" لبرنامجها الخاص بالمسيرات يمكّن روسيا "وغيرها من الجهات الفاعلة المزعزعة للاستقرار من تقويض الاستقرار العالمي".

التواجد في سوريا

وتتمتع القوات الروسية والإيرانية بحضور بارز في سوريا، على الرغم من أن الإيرانيين كانت لهم اليد العليا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأشرف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على عمليات انتشار الميليشيات الأخيرة في محافظة دير الزور، وفقا لتقرير نشره في آب/أغسطس معهد دراسة الحرب.

وذكر التقرير أن عناصر الميليشيات الإيرانية انتشروا في البداية عند خطوط السيطرة إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية.

وأضاف أن فيلق القدس أشرف أيضا على نشر الميليشيات المدعومة من إيران في مناطق قريبة من منطقة الحظر التي يبلغ قطرها 55 كيلومترا حول حامية التنف في منطقة المثلث الحدودي جنوبي سوريا.

وبحسب التقرير، نقلت قوات روسية غير محددة 17 شاحنة أسلحة إلى الميليشيات المدعومة من إيران في مدينة دير الزور بين 19 و20 حزيران/يونيو.

تطوير المسيرات

وتشير وثائق إلى أن موسكو قد تحركت نحو هدفها المتمثل في تصنيع نسخة مختلفة من الطائرة المسيرة الإيرانية شاهد-136 وهي طائرة هجومية بدون طيار قادرة على التحليق على مسافة تزيد عن الألف ميل (1609 كيلومتر)، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 17 آب/أغسطس.

وأضافت الصحيفة أن مهندسين في منشأة بمنطقة تتارستان يحاولون تطوير تقنيات التصنيع القديمة في إيران باستخدام الخبرة الصناعية الروسية لإنتاج المسيرات على نطاق أوسع من طهران ومع مراقبة أكبر للجودة.

وتحوّل روسيا مسيرة شاهد-136 الإيرانية إلى ما تسميه جيران-2 وتستخدم هذه الأخيرة في هجماتها على أوكرانيا.

ويمكن للطائرة المسيرة المطورة والتي يشير إليها الأوكرانيون باسم "الدراجة البخارية" نظرا للضجيج الذي تحدثه، أن تحمل حمولة قدرها 118 رطلا (53.5 كيلوجرام) نحو هدف محدد قبل إطلاقها.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، كان أحد مراكز الأبحاث في كييف من أوائل المنظمات غير الحكومية التي قامت بفحص حطام المسيرة الروسية جيران-2 التي أسقطت في أوكرانيا.

ووجد المركز أن الأجزاء الرئيسية للمسيرة أي المحرك والرأس الحربي، تم إنتاجها في طهران، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *