إقتصاد

هجمات الحوثيين تعطل واردات القمح إلى اليمن المهدد بالمجاعة

أدى استهداف الحوثيين لسفن الشحن إلى تراجع ملحوظ في صادرات القمح إلى مينائي عدن والمكلا الجنوبيين وسط أزمة غذاء متفاقمة.

عمال يفرغون حمولة مساعدات القمح المقدمة من اليونيسف من سفينة شحن في ميناء الحديدة على البحر الأحمر في عام 2018. [عبدو حيدر/ وكالة الصحافة الفرنسية]
عمال يفرغون حمولة مساعدات القمح المقدمة من اليونيسف من سفينة شحن في ميناء الحديدة على البحر الأحمر في عام 2018. [عبدو حيدر/ وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

توقفت حركة واردات القمح إلى الموانئ اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة جراء هجمات الحوثيين على الشحن العالمي في البحر الأحمر وخليج عدن، ما يفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في البلد الهش أصلا.

وأظهرت بيانات نشرت في 4 شباط/فبراير عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن استهداف الحوثيين المدعومين من إيران لسفن الشحن أدى إلى تراجع ملحوظ في واردات القمح إلى مينائي عدن والمكلا الجنوبيين.

وارتفعت رسوم الشحن أربعة أضعاف تقريبا خلال الأشهر الماضية مع تحويل شركات الشحن الكبرى مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر في ظل هجمات الحوثيين، فباتت هذه الأخيرة تبحر حول رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لإفريقيا.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن واردات القمح عبر البحر الأحمر ومينائي عدن والمكلا تراجعت في كانون الأول/ديسمبر بصورة ملحوظة مقارنة بتشرين الثاني/نوفمبر لتبلغ 43 و37 في المائة على التوالي.

صورة تظهر ميناء عدن جنوبي اليمن من قلعة صيرة في 24 شباط/فبراير 2022. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة تظهر ميناء عدن جنوبي اليمن من قلعة صيرة في 24 شباط/فبراير 2022. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ولفتت إلى أن أسعار المواد الغذائية والمشروبات ارتفعت بنسبة 6 في المائة، مشيرة إلى أن "هذه الزيادات تعكس ارتفاع تكاليف النقل ورسوم تحويل الأموال الباهظة بين المحافظات وانخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار".

وفي هذا السياق، قال وزير النقل عبد السلام حميد خلال ورشة عمل نظمته مؤسسة الرابطة الاقتصادية في 3 شباط/فبراير حول ميناء عدن، إن رسوم التأمين ارتفعت نتيجة مخاطر الحرب بـ 16 ضعفا عما كانت عليه سابقا.

وأضاف أن كلفة النقل البحري إلى ميناء عدن ارتفعت بنسبة مائة في المائة.

وبدوره، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان نبيل عبدالحفيظ إن "ما يحدث من أعمال قرصنة واستهداف الملاحة البحرية بواسطة الحوثي وكيل إيران في المنطقة أدى إلى نتائج وخيمة وكارثية على الواردات لليمن".

وذكر للفاصل أن أفعال الحوثيين كان لها أيضا أثر سلبي على مستوى العالم.

تراجع في حركة السفن

يُذكر أن البحر الأحمر يشكل الممر الذي تعبر فيه المواد الغذائية ليتم تسليمها إلى الموانئ اليمنية في البحر الأحمر وبحر العرب، علما أن التوترات فيه قد عطلت مسار الحركة التجارية هذا.

وبدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت في حديث للفاصل إن الحركة عبر ميناء عدن تراجعت في كانون الثاني/يناير.

وتابع "بلغ عدد السفن الواصلة لميناء عدن في حزيران/يونيو 12 سفينة مقارنة بـ 6 سفن فقط في تشرين الثاني/نوفمبر".

وأضاف أن شهر كانون الثاني/يناير شهد وصول "8 سفن فقط" إلى الميناء، حتى بعد نقل الأمم المتحدة آلية التفتيش على السفن من ميناء جدة إلى ميناء عدن في 28 كانون الأول/ديسمبر.

وأكد ثابت أن تكلفة نقل الحاوية ارتفع من 2000 دولار إلى 7000 دولار وهذا سيؤدي إلى زيادة إضافية في الأسعار ومستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وذكر أن اليمنيين يعانون من التبعات الاقتصادية والإنسانية للحرب الدائرة أصلا، ملقيا باللائمة على الحوثيين في إشعال الصراع بفعل الانقلاب الذي نفذوه في 2014 وسيطرتهم على مؤسسات الدولة.

بؤر المجاعة

ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي فارس النجار للفاصل إن "نقص واردات القمح له مؤشرات سلبية كبيرة وآثار سيئة على الاقتصاد الوطني وحياة الفرد".

وأضاف أن أسعار القمح ارتفعت بين تموز/يوليو 2023 وكانون الثاني/يناير من العام الجاري بمقدار 19 بالمائة، في نتيجة مباشرة لتداعيات هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وأوضح أن القمح يعتبر مادة رئيسية للغذاء في اليمن، مشيرا إلى أن ذلك يسلط الضوء على تفاقم حدة الأمن الغذائي في البلاد.

ولفت النجار إلى "ظهور مؤشرات بؤر مجاعة في عدد من مناطق سيطرة الحوثي في المحويت وحجة والحديدة، حسب تقرير للبنك الدولي".

وتابع أن هذه البؤر مرشحة للزيادة.

هذا وأكدت مؤشرات الأمم المتحدة أن 21.6 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في حين يعاني 17 مليون غيرهم من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بينهم 6 ملايين هم على حافة المجاعة.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

حيا الله أنصار الله الحوثيين فهم يفكون الحصار الخانق على غزة المفروض عليهم من قبل الخونة العرب وعلى رأسهم مصر والأردن بناءا على أوامر واملاءات صهيونية والخزي والعار للامارات والسعودية وكل من يتخندق مع أميركا وإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني