أمن

سفينة تجسس إيرانية تزود الحوثيين بمعلومات استخبارية وأسلحة لاستهداف السفن في البحر الأحمر

تنقل سفينة التجسس التابعة للحرس الثوري الإيراني بهشاد المعلومات الاستخبارية للحوثيين عن السفن التجارية في البحر الأحمر وحوله، ما يمكن الجماعة التي تدعمها إيران من استهدافها.

سفينة التجسس التابعة للحرس الثوري الإيراني بهشاد في ميناء جزيرة قشم عام 2020. [وكالة بورنا نيوز]
سفينة التجسس التابعة للحرس الثوري الإيراني بهشاد في ميناء جزيرة قشم عام 2020. [وكالة بورنا نيوز]

فيصل أبو بكر |

عدن -- قالت مصادر يمنية إن هجمات الحوثيين على السفن التي تعبر مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر تأتي بمساعدة وتحريض سفينة تجسس إيرانية تمدهم بالمعلومات الاستخبارية والأسلحة.

وفي مؤشر آخر على تصاعد التوترات في الممر المائي الرئيس، دخلت السفينة الحربية الإيرانية البرز البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب يوم 1 كانون الثاني/يناير، وفقا لوكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وقال محللون إن قرار إيران بإرسال سفينة حربية إلى البحر الأحمر يفاقم على نحو إضافي وضعا متوترا أصلا في المنطقة.

وقبل وصول السفينة البرز، كانت سفينة تجسس إيرانية أخرى في البحر الأحمر تمد الحوثيين بالمعلومات الاستخبارية المتعلقة بحركة السفن التجارية بين قناة السويس ومضيق باب المندب، وفقا لخبراء عسكريين في اليمن.

دخلت السفينة الحربية الإيرانية البرز يوم 1 كانون الثاني/يناير البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب وسط تواترت متصاعدة في المنطقة. [وكالة إسنا]
دخلت السفينة الحربية الإيرانية البرز يوم 1 كانون الثاني/يناير البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب وسط تواترت متصاعدة في المنطقة. [وكالة إسنا]

وقال الضابط المتقاعد في الجيش اليمني عبد الله حمود للفاصل (الأسم مستعار بسبب حساسية المعلومات)، إن سفن التجسس الإيرانية في البحر الأحمر مثل بهشاد وقبلها سافيز تخدم الحوثيين.

واتهم الحرس الثوري الإيراني بتهريب السلاح والمسيرات وقطع الصورايخ للحوثيبن باستخدام تلك السفن.

وأضاف حمود أن إيران تستخدم السفن أيضا لتقديم المعلومات الاستخباراتية للحوثيين حول حركة الملاحة، ما يمكن الجماعة المتمردة من استهداف السفن التجارية.

وأكد أن المعلومات تفيد أن عملية اختطاف الحوثيين للسفينة غلاكسي ليدر في 19 تشرين الثاني/نوفمبر تمت بعد مرورها بالقرب من سفينة بهشاد الإيرانية، حيث فقد الاتصال بها بعد ذلك.

وتابع حمود أنه بالإضافة إلى تقديم المعلومات الاستخبارية للحوثيين، فإن السفينة بهشاد تستخدم لتهريب الأسلحة الإيرانية ونقل المدربين الإيرانيين من الحرس الثوري لدعم الحوثيين في الحديدة وصنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وكان نائب وزير العدل اليمني فيصل المجيدي قد اتهم سابقا الحرس الثوري باستخدام سفن الصيد بشكل روتيني في تهريب الأسلحة التي يتم تفريعها من السفن الإيرانية إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

مركز عمليات

وفي آب/أغسطس 2022، حلت السفينة بهشاد محل سافيز، وهي سفينة إيرانية كانت تجمع المعلومات الاستخبارية وتقوم بدوريات في البحر الأحمر طيلة خمس سنوات.

وقال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات، إن السفينة بهشاد تقدم "دعما لوجستيا كبيرا للحوثيين".

وأضاف في حديث للفاصل أن ذلك يتم عبر توفير الزوارق والقوارب والمعدات الأخرى للحوثيين لتسليحهم وتجهيزهم لمهاجمة السفن.

بدوره، قال العقيد يحيى أبو حاتم من التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية للفاصل، إن سفينة بهشاد "هي غرفة عمليات للحرس الثوري الإيراني لإدارة العمليات العسكرية والتجسس وأيضا أنشطة تهريب الأسلحة".

وقال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل أن "الحوثيين يستطيعون الحصول على معلومات عن كل سفينة بالتنسيق المباشر مع الحرس الثوري الإيراني".

وأضاف أن "الحرس الثوري يزودهم ببيانات جميع السفن من خلال مرورها عبر مضيق هرمز أو تلك المبحرة من المحيط الهندي باتجاه بحر العرب".

وأكد أنه يمكنهم الحصول على هذه المعلومات قبل 17 يوم تقريبا من وصول السفينة إلى البحر الأحمر قبالة الحديدة.

وأشار أحمد إلى تزويد الحرس الثوري الحوثيين بوسائل الاستطلاع والرادارات لمسافات طويلة تمكنهم من تحديد هوية السفن، إضافة إلى استخدامهم بعض برامج وتقنيات التتبع الإلكترونية لمعرفة خط سير أي سفينة.

وأوضح أن برنامج إكويسيس هو أحد البرامج ضمن تلك التكنولوجيات التي تسمح للحوثيين بتحديد هوية السفن والحصول على البيانات الخاصة بها واستهدافها.

تأمين السفن التجارية

هذا وأنذرت 13 دولة بقيادة الولايات المتحدة الحوثيين يوم 3 كانون الثاني/يناير بالتوقف فورا عن هجماتهم ضد السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر.

وأشار البيان المشترك الذي أصدره البيت الأبيض إلى الإجماع الواسع الذي عبرت عنه 44 دولة يوم 19 كانون الأول/ديسمبر ومجلس الأمن الدولي يوم 1 كانون الأول/ديسمبر، والذي دان هجمات الحوثيين على السفن التجارية.

وأشار إلى "التصعيد الكبير على مدار الأسبوع المنصرم في استهداف السفن التجارية بالصواريخ والقوارب الصغيرة ومحاولات الخطف".

وقال إن "هجمات الحوثيين المتواصلة في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة ومزعزعة بشدة للاستقرار. ولا يوجد مبرر قانوني لاستهداف الشحن المدني والسفن عن عمد".

ولمواجهة هجمات الحوثيين التي عطلت حركة مرور السفن التجارية في البحر الأحمر وتسببت في ارتفاع أسعار النفط، أعلنت الولايات المتحدة يوم 18 كانون الأول/ديسمبر عن إنشاءفريق مهام بحري متعدد الجنسيات.

فعملية حارس الازدهار، التي تعمل تحت رعاية القوات البحرية المشتركة التي تضم 39 عضوا وقيادة فريق المهام المشترك 153 التابع لها، تهدف لضمان حرية الملاحة لكل البلاد في البحر الأحمر وتعزيز الأمن والرخاء بالمنطقة، حسبما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

ولتأمين مرور السفن التجارية في البحر الأحمر أهمية كبرى، حيث أن 12 في المائة من التجارة العالمية تمر عبر البحر.

هل أعجبك هذا المقال؟