حقوق الإنسان
هجمات الحوثيين تؤدي إلى تأخير وصول المساعدات الإنسانية الحيوية للمستضعفين حول العالم
يؤثر تصعيد الجماعة المدعومة من إيران في البحر الأحمر سلبا على المحتاجين للإغاثة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السودان وإثيوبيا واليمن، حيث يحتاج 80 في المائة من السكان إلى المساعدات.
فريق عمل الفاصل |
تتسبب هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر والمنطقة المحيطة به بارتفاع الأسعار، وتؤدي إلى تأخير تسليم المواد الإنسانية الضرورية مثل الغذاء والدواء في الأماكن حيث الحاجة إليها ماسة.
وفي تصريح انتقد فيه المجموعة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم 21 شباط/فبراير، "أن هذا الأمر يؤثر سلبا على المحتاجين إلى المساعدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في السودان وإثيوبيا واليمن نفسه".
وقال ميلر إن "العديد من السفن التي هاجمها الحوثيون كانت تحتوي على أغذية، مثل الحبوب والذرة ومتجهة إلى تلك الدول"، مضيفا أن "الحوثيين يواصلون مرارا وتكرارا إظهار استخفافهم بالشعب اليمني".
وفي 18 شباط/فبراير، هاجم الحوثيون سفينة مدنية وعطلوها، متسببين بخطر تسرّب الأسمدة والوقود إلى البحر وتهديد صناعة صيد الأسماك في اليمن.
وبعد ظهر يوم 19 شباط/فبراير، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن على سفينة إم في سي شامبيون، وهي ناقلة بضائع سائبة مملوكة للولايات المتحدة وترفع العلم اليوناني كانت تحمل الذرة وإمدادات غذائية أخرى للشعب اليمني في عدن والحديدة، حسبما أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي.
وأضاف بيان القيادة "انفجر أحد الصواريخ بالقرب من السفينة وسبب أضرارا طفيفة، "ومع ذلك، تابع طاقمها مسارهم إلى وجهتهم النهائية: تسليم الحبوب إلى عدن في اليمن، لصالح الشعب اليمني".
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، أن "سفينة إم في سي شامبيون أوصلت المساعدات الإنسانية إلى اليمن 11 مرة خلال السنوات الخمس الماضية"، مشيرة إلى أن "عدوان الحوثيين في المنطقة أدى إلى جعل الحاجة في اليمن، والمرتفعة أصلا بسبب الصراع، حاجة ماسة".
حماية المساعدات الإنسانية
أشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أن اليمن ما يزال "أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم"، حيث يحتاج ما يقارب 80 في المائة من السكان إلى مساعدات إنسانية.
وتابعت القيادة "نحن ملتزمون بالتصدي للأنشطة الحوثية الخبيثة التي تهدد بشكل مباشر واردات المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية لليمن".
من جهته، قال ميلر إن "الولايات المتحدة بذلت قصارى جهدها للتأكد من أن عقوباتنا وغيرها من الإجراءات لجعل الحوثيين يدفعون ثمن أعمالهم، لا تقيد الشحنات التجارية أو المساعدات الإنسانية للشعب اليمني".
وأكد ميلير أنه "في المقابل، تمنع تصرفات الحوثيين تسليم المواد الغذائية والمواد الأساسية التي يعتمد عليها الشعب اليمني، وتجعل من الصعب على العاملين في المجال الإنساني القيام بعملهم الأساسي ".
وأضاف أن هذا الأمر يعرض الوضع الإنساني الهش أصلا للخطر.
بدورها، أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية أنها "تشهد بالفعل تأخيرا في شحنات السلع المنقذة للحياة، بما في ذلك الأدوية"، فضلا عن "ارتفاع التضخم، وزيادة تكاليف السلع الأساسية في الأسواق المحلية مثل الغذاء والوقود".
واتهم ميلر أيضا الحوثيين بـ "تنفير المجتمع الدولي وتعريض عملية السلام في اليمن للخطر، بعد أن بُذل جهد كبير على مدى العامين الماضيين لدفع الأطراف كافة إلى التفاوض، بما في ذلك الحوثيين.
وأشار ميلر إلى أن الولايات المتحدة أوضحت أنها لا تريد صراعا في البحر الأحمر، مضيفا أن الولايات المتحدة وشركائها سيواصلون حماية حرية الملاحة والشحن التجاري، والمساعدة الإنسانية.
غارات تستهدف الطائرات المسيّرة والصواريخ الحوثية
يوم 23 شباط/فبراير، أسقطت القوات الأميركية ثلاث طائرات مسيرة هجومية أحادية الاتجاه بالقرب من سفن تجارية في البحر الأحمر. وفي الساعات الأولى من يوم 22 شباط/فبراير، أسقطت الطائرات الأميركية وسفينة حربية تابعة للتحالف ست طائرات مسيرة هجومية أحادية الاتجاه في البحر الأحمر.
وأفادت القيادة المركزية الأميركية أن الطائرات المسيرة كانت على الأرجح تستهدف السفن الحربية الأميركية وسفن التحالف.
في وقت لاحق من يوم 22 شباط/فبراير، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن من جنوب اليمن على خليج عدن، ما أدى إلى إلحاق أضرار بسفينة الشحن أم في أيلاندر التي ترفع علم بالاو والمملوكة للمملكة المتحدة، وتسبب في إصابة شخص واحد بجروح طفيفة.
إلى ذلك، أبلغت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة وشركة أمبري للأمن البحري عن نشوب حريق على متن السفينة، التي قالت أمبري إنها "يبدو أنها كانت متجهة من ماب تا فوت، تايلاند"، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي اليوم نفسه، اعترضت إسرائيل ما بدا أنه هجوم شنه الحوثيون بالقرب من مدينة إيلات الساحلية، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس.
في 21 شباط/فبراير، نفذت القوات الأميركية أربع ضربات دفاع عن النفس ضد سبعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن تابعة للحوثيين ومنصة إطلاق صواريخ باليستية متنقلة مضادة للسفن كانت معدة للانطلاق نحو البحر الأحمر.
وأسقطت القوات الأميركية كذلك نظام طائرات غير مأهولة هجومي أحادي الاتجاه دفاعا عن النفس، قائلة إن الصواريخ والقاذفات والطائرات غير المأهولة كانت تمثل "تهديدا وشيكا" للسفن التجارية ولسفن البحرية الأميركية في المنطقة.
وفي بيانه الصادر في 21 شباط/فبراير، أشار ميلر إلى أن الولايات المتحدة "تدين الهجمات المتهورة والعشوائية التي ينفذها الحوثيون على سفن الشحن المدنية".
وأضاف "الحوثيون يتصرفون كمنظمة إرهابية تهاجم المدنيين والملاحة المدنية والبحارة الأبرياء، ويواصلون احتجاز طاقم سفينة "غالاكسي ليدر" ، المكون من 25 شخصا يتحدرون من خمس دول مختلفة".
"هذه قرصنة".