أمن
برنامج إيران للمسيرات العسكرية يتعرض لعقوبات دولية واسعة
تستهدف العقوبات الجديدة 'قادة عصابات الجيش الإيراني' عقب هجوم إيران على إسرائيل، إضافة إلى الشركات التي تدعم الحرس الثوري الإيراني وتمده بالمعدات.
فريق عمل الفاصل |
أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن عقوبات واسعة النطاق على برنامج إيران للمسيرات العسكرية يوم 18 نيسان/أبريل، ردا على أول هجوم مباشر تشنه الجمهورية الإسلامية على إسرائيل بأكثر من 300 مسيرة وصاروخ.
كما فرض الاتحاد الأوروبي مجموعة عقوبات على إيران يوم 17 نيسان/أبريل.
حيث قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه توجد قيود على صادرات الشركات الأوروبية لإيران من "المكونات التي تسمح بإنتاج تلك الأنواع من الأسلحة" منذ تموز/يوليو 2023.
وأضاف أنه توجد خطط لمراجعة منظومة العقوبات وزيادتها.
وتستهدف العقوبات الأميركية 16 فردا وشركتين لتورطهم بالعمل في برنامج المركبات الجوية غير المأهولة (المسيرات) الإيراني، وأيضا مكونات المسيرات الإيرانية من طراز شاهد التي استخدمت في هجوم 13 نيسان/أبريل، بحسب وزارة الخزانة الأميركية.
وأضافت الوزارة أن "هؤلاء الفاعلين يعملون لحساب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وذراعه لإنتاج المسيرات، وهي شركة كيميا بارت سيفان (Kimia Part Sivan)، وشركتين أخريين لصناعة المسيرات ومحركاتها".
فيما قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إنه "بناء على ما ناقشته مع زملائي قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في صباح اليوم التالي للهجوم، فنحن ملتزمون بالعمل بصورة جماعية لزيادة الضغط الاقتصادي على إيران".
كما قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن العقوبات الجديدة تهدف إلى "إضعاف وتعطيل الجوانب الرئيسية لنشاط إيران الخبيث، بما في ذلك برنامج المسيرات، والإيرادات التي يحصل عليها النظام لدعم الإرهاب".
وأضافت "سنستمر في استخدام سلطة العقوبات المتاحة لنا لمواجهة إيران بمزيد من الإجراءات في الأيام والأسابيع القادمة".
وتابعت "على مدار السنوات الثلاثة الماضية، استهدفنا أكثر من 600 فرد وكيان مرتبطين بنشاط إيران الإرهابي وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها وتمويلها لحركة حماس والحوثيين وحزب الله والميليشيات العراقية".
وذكرت "لقد نفذنا العقوبات بقوة أيضا"، مضيفة أن الإجراءات الأميركية "تجعل الأمر أكثر صعوبة وكلفة بالنسبة لإيران في كافة التفاصيل للاستمرار في سلوكها المزعزع للاستقرار".
العقوبات تستهدف 'قادة العصابات'
بدورها، أعلنت حكومة المملكة المتحدة بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأميركية عن مجموعات عقوبات ضد طهران يوم 18 نيسان/أبريل، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
حيث فرضت عقوبات على سبعة أفراد وست شركات على خلفية تمكين إيران من مواصلة "نشاطها المزعزع للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك هجومها المباشر على إسرائيل".
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن المملكة المتحدة كانت قد فرضت عقوبات على "قادة عصابات الجيش الإيراني والقوات المسؤولة عن هجوم عطلة نهاية الأسبوع".
وتستهدف العقوبات الأميركية المديرين التنفيذيين لشركة أوجي بارفاز مادو نافار (Oje Parvaz Mado Nafar)، وهي شركة يقع مقرها في إيران وتصنع المحركات المستخدمة في المسيرات طراز شاهد-131 وشاهد-136من خلال الهندسة العكسية.
كما توفر شركة أسمان بيشراناه المحدودة (Aseman Pishraneh Co. Ltd) التي يقع مقرها في إيران خدمات الصيانة لنماذج محركات الطائرات الصغيرة المستخدمة في عدة أنواع من المسيرات الإيرانية، بما في ذلك شاهد-129 ومهاجر-6.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن إدارة 8000 بفيلق القدس مكلفة بتطوير المسيرات وتوفير التدريب على المسيرات للوكلاء مثل الحوثيين في اليمن والميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق وسوريا.
يذكر أن المسيرات التي تصنعها إيران قد تم توريدها للميليشيات التي تدعمها إيران في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط والتي قامت باستخدامها في شن هجمات على الجنود الأميركيين وقوات الحلفاء والسفن البحرية في البحر الأحمر، بحسب الوزارة.
وأوضحت الوزارة أن شركة كيميا بارت سيفان يقع مقرها في إيران وقد عملت مع فيلق القدس لتحسين برنامج المسيرات. وقد ساعدت هذه الشركة في شراء مكونات المسيرات وإجراء الاختبارات وتوفير المساعدة الفنية لفيلق القدس".
استهداف مصادر دخل الحرس الثوري
وبالإضافة إلى استهداف برنامج المسيرات العسكرية، فقد أدرجت الولايات المتحدة على اللائحة السوداء خمس شركات تقدم قطع الغيار لصناعة الفولاذ الإيرانية، فضلا عن شركة لصناعة السيارات متورطة في تقديم "الدعم المادي" للحرس الثوري.
حيث تستهدف العقوبات شركة خوزستان للصلب (Khuzestan Steel)، وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للصلب في إيران، إلى جانب ثلاث شركات تابعة لمجموعة بهمان لصناعة السيارات (Bahman Group).
وتنتج شركة بهمان للديزل (Bahman Diesel) الشاحنات الثقيلة وغير ذلك من عربات العمل لحساب القوات المسلحة الإيرانية، علما أن تلك الشاحنات قد استخدمت في العمليات العسكرية للحرس الثوري، بما في ذلك العمليات التي استخدمت فيها المسيرات والصواريخ، بحسب الخزانة.
فيما تبيع شركة إيران دوشارخ (Iran Docharkh) دراجات بخارية بقيمة ملايين الدولارات سنويا للمنظمة التعاونية لأفراد القوات المسلحة التي لها صلات ببرنامج الصواريخ الإيراني والحرس الثوري.
كما أن شركة إيران لصناعة الهياكل (Iran Chassis Manufacturing) قد اشترت بضائع بعشرات الملايين من الدولارات من شركة مباركه للصلب (Mobarakeh Steel) التي يقع مقرها في إصفهان، وهي أكبر شركة لإنتاج الصلب في إيران.
وأوضحت الخزانة أن "قطاع المعادن الإيراني يحقق إيرادات تعادل عدة مليارات من الدولارات سنويا، ويأتي معظمها من صادرات الفولاذ".
هذا وسيفرض مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية على نحو منفصل قيود جديدة تهدف لتقييد وصول إيران لبعض التكنولوجيات مثل الإلكترونيات الدقيقة التجارية الأساسية.