فريق عمل الفاصل | 2024-03-12

قبل يوم من بداية شهر رمضان المبارك، أحبطت القوات الأميركية والقوات الحليفة لها أحد أضخم هجمات الحوثيين حتى تاريخه، فأسقطت ما لا يقل عن 28 مسيرة هجومية أطلقت من اليمن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتبدو الجماعة المدعومة من إيران مصممة على مواصلة عدوانها الذي شمل هجوما نفذ في 6 آذار/مارس على سفينة تجارية (هي السفينة ترو كونفيدنس) أسفر عن مقتل 3 أفراد مدنيين من طاقمها خلال الشهر الفضيل.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن وابل المسيرات الهجومية "واسع النطاق" انطلق عند الساعة 4 فجر يوم 9 آذار/مارس واستمر حتى الساعة 8.20 صباحا.

وقالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية إن مقاتلاتها وسفينة حربية واحدة تابعة لها أسقطت 4 من المسيرات في خليج عدن.

وذكرت الوزارة في بيان نشر في 9 آذار/مارس أن "هذا الإجراء الدفاعي ساهم مباشرة في حماية سفينة الشحن ترو كونفيدنس (التي تحمل علم بربادوس) التي استهدفت في 6 آذار/مارس ويتم حاليا سحبها بعيدا عن مكان تعرضها للهجوم".

يُذكر أن القوات الفرنسية تتحرك في البحر الأحمر تحت مظلة مهمة أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي والتي تم الإعلان عنها في شباط/فبراير، من أجل حماية الشحن الدولي من هجمات الحوثيين.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيين أطلقوا في 8 آذار/مارس صاروخين بالستيين مضادين للسفن من اليمن باتجاه خليج عدن، مستهدفين السفينة بروبل فورتشون التي تحمل علم سنغافورة وهي مملوكة ومدارة منها.

وتابعت القيادة أن "الصاروخين لم يلحقا أضرارا بالسفينة. ولم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار".

وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس عبر موقع إكس إن الفرقاطة ريتشموند استخدمت صواريخ سي سبتور من أجل إسقاط المسيرتين، "وصدت بذلك هجوما غير قانوني آخر نفذه الحوثيون المدعومون من إيران".

وأكد "ستواصل المملكة المتحدة وحلفاؤها اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأرواح وحماية حرية الملاحة".

وذكرت القيادة المركزية الأميركية أن القوات الأميركية نفذت في وقت سابق من اليوم نفسه ضربة دفاع عن النفس ضد صاروخين مضادين للسفن ومثبتين على متن شاحنة في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.

استمرار أعمال العنف

وتدل كل المؤشرات على أن جماعة الحوثي ستستمر بهجماتها خلال شهر رمضان، علما أن عدة وكالات معنية بالأمن البحري أبلغت عن سماع صوت انفجار في 11 آذار/مارس بالقرب من سفينة قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر.

ونقل موقع ميدل إيست مونيتور أن الحوثيين نظموا استعراضا عسكريا في صنعاء في 9 آذار/مارس، وأن زعيمهم عبدالملك الحوثي قال في كلمة ألقاها بتاريخ 10 آذار/مارس إن الجماعة ستواصل هجماتها خلال الشهر المبارك.

هذا ونفذت الولايات المتحدة وبريطانيا منذ كانون الثاني/يناير ضربات متكررة على أهداف للحوثيين في اليمن ردا على الهجمات ضد السفن، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الجيش الأميركي آنذاك إن القوات الأميركية والبريطانية أسقطت في 9 كانون الثاني/يناير 18 مسيرة و3 صواريخ كان قد أطلقها الحوثيون باتجاه سفن في البحر الأحمر.

وذكرت بريطانيا أن ذلك شكّل أوسع هجوم للحوثيين حتى تاريخه.

ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، نفذ الحوثيون أكثر من 48 هجوما على الشحن التجاري والسفن التجارية في البحر الأحمر ومحيطه، حسبما ذكر البنتاغون.

واستخدمت الجماعة صواريخ بالستية مضادة للسفن وصواريخ موجهة مضادة للسفن ومسيرات ضد السفن السطحية.

كما استولت على السفينة غالاكسي ليدر خلال غارة نفذتها بمروحية، فاحتجزت الطاقم كرهائن لاستخدامهم كبيادق مدنية.

وأثرت الهجمات سلبا على مصالح أكثر من 55 دولة، كما أنها تهدد التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، ما دفع أكثر من 12 شركة شحن كبرى إلى تعليق حركة العبور في البحر الأحمر.

وأشار البنتاغون إلى أن ذلك تسبب بارتفاع في رسوم التأمين على السفن ويعرّض حياة البحارة للخطر، ما يرفع الأسعار ويؤدي إلى تأخير في تسليم المساعدات الإنسانية مثل الأغذية والأدوية.