إرهاب
الحوثيون يستولون على سفينة تجارية بالبحر الأحمر في أحدث تصعيد لحرب حماس
استولت الجماعة المدعومة من إيران على سفينة تجارية تديرها اليابان في البحر الأحمر واقتادتها إلى ميناء الصليف في اليمن. وتعهدت الجماعة بالاستيلاء على السفن الإسرائيلية في المنطقة.
فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |
أعلنت اليابان يوم الاثنين، 20 تشرين الثاني/نوفمبر، أنها "ستتواصل مباشرة" مع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن بعد أن استولوا على سفينة تديرها شركة يابانية في البحر الأحمر وعلى متنها نحو 25 من أفراد طاقمها.
واستولى الحوثيون على سفينة غالاكسي ليدر قبالة سواحل محافظة الحديدة اليمنية يوم الأحد، بعد أيام من تهديدهم باستهداف السفن الإسرائيلية في الممر المائي على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال مصدر في البحرية اليمنية إن الحوثيين "استولوا على سفينة تجارية" واقتادوها إلى ميناء الصليف الواقع في الحديدة والخاضع للجماعة المدعومة من إيران.
وبحسب 3 مسؤولين أميركيين، استولى الحوثيون على السفينة في غارة بطائرة هليكوبتر، مع نزول مسلحين إلى سطح السفينة، حسبما ذكرت شبكة إن بي سي.
وقال موقع تتبع حركة المرور البحرية إن السفينة غالاكسي ليدر "غادرت من كورفيز في تركيا وكانت في طريقها إلى بيبافاف في الهند. وانقطع الاتصال معها يوم السبت جنوبي غربي جدة بالسعودية".
وقالت اليابان إنها "تدين بشدة" عملية الاستيلاء على السفينة التي تديرها شركة نيبون يوسين اليابانية، المعروفة أيضا باسم إن واي كي لاين أوف جابان.
وذكرت شركة الأمن البحري أمبري أن الجهة المالكة للسفينة حددت على أنها شركة راي كار كاريرز، وتعود شركتها الأم إلى رجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام "رامي" أونغار.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن السفينة مملوكة لشركة بريطانية وتديرها شركة يابانية.
وأكدت شركة نيبون يوسين أنها تدير سفينة غالاكسي ليدر التي ترفع علم جزر البهاما.
وقال وزير الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا إن طوكيو "تتواصل مع إسرائيل".
وتابع "إضافة إلى التواصل المباشر مع الحوثيين، إننا نطالب أيضا السعودية وعمّان وإيران والدول الأخرى المعنية على حث الحوثيين بشدة للإفراج بسرعة عن السفينة وأفراد طاقمها".
وقالت إسرائيل إنها شكلت فريق عمل لجمع المعلومات وضمان سلامة الطاقم المكون من 25 شخصا وبينهم أوكرانيون وبلغاريون وفلبينيون ومكسيكيون، علما أنه لا يضم أي أفراد من الجنسية الإسرائيلية.
إيران تنفي تورطها
ووصف مكتب نتنياهو عملية الاستيلاء بأنها "هجوم إيراني ضد سفينة دولية".
وأضاف أن "السفينة... اختطفت من قبل ميليشيا الحوثي اليمنية بتوجيهات إيرانية".
وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الجماعة تعمل على رصد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، حتى تلك التي لا تحمل العلم الإسرائيلي.
وأضاف في كلمة بثتها قناة المسيرة التابعة للجماعة "أعيننا مفتوحة للمراقبة المستمرة والبحث عن أي سفينة إسرائيلية".
وفي أعقاب الهجوم الإرهابي لحماس على إسرائيل، عمد الحوثيون الذين أعلنوا أنفسهم جزءا من محور المقاومة المزعوم المؤلف من الجماعات التابعة لإيران، إلى شن سلسلة من الهجمات بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وأشادت إيران التي تدعم حماس ماليا وعسكريا، بهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر ووصفتها بأنها "ناجحة"، لكنها نفت أي تورط مباشر لها.
وحذرت مرارا وتكرارا من اتساع نطاق الصراع، وقال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان في وقت سابق من الشهر الجاري إن شدة الحرب جعلت توسعها "حتميا".
ومع ذلك، رفضت إيران يوم الاثنين اتهامات إسرائيل "الباطلة" بأن الحوثيين تصرفوا بناء على "توجيهات" من طهران عندما استولوا على السفينة في البحر الأحمر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر الكناني "لقد أعلنا مرارا وتكرارا أن فصائل المقاومة في المنطقة تمثل بلدانها وتتخذ قراراتها وتتصرف بناء على مصالح بلادها".
وبدوره، ذكر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن إيران ترى أن "من واجبها دعم جماعات المقاومة"، لكنه أصر على أنها "مستقلة في رأيها وقرارها وتحركها".
وفي خطاب متلفز مطول ألقاه يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر، أغدق أمين عام حزب الله حسن نصر الله وهو وكيل إيراني آخر، بالثناء على حماس محافظا في الوقت عينه وبشكل واضح على مسافة من الجماعة الإرهابية الفلسطينية.
انتهاك القانون الدولي
وقال الجيش الإسرائيلي في تغريدة على موقع إكس إن "اختطاف الحوثيين لسفينة شحن... هو حادث خطير للغاية وله عواقب عالمية".
وأكد مسؤول عسكري أميركي أن الاستيلاء على السفينة "يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
وتابع "نطالب بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها. سنتشاور مع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة بشأن الخطوات التالية المناسبة".
وأرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في إطار الجهود الرامية إلى منع توسع الحرب.
وأشار محللون إلى أن هدف الحوثيين هو استراتيجي وليس عسكريا، إذ تسعى الجماعة المدعومة من إيران إلى الحصول على الشرعية الإقليمية والمحلية.
وقال محمد الباشا كبير محللي شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي ومقرها الولايات المتحدة، إن "التأكيد على أن فشل 8 موجات إطلاق للصواريخ والطائرات المسيرة نفذها الحوثيون من اليمن في ضرب أهداف داخل إسرائيل، ربما أثر على قرار إعادة التركيز على ساحة البحر الأحمر".
نعم