فريق عمل الفاصل | 2024-04-02

قالت مصادر إن تعطل حركة الشحن العالمي عبر قناة السويس والناجم عن هجمات الحوثيين العشوائية على السفن التجارية، يؤشر إلى اضطراب أوسع تنسقه جهات جيوسياسية رئيسة.

في ندوة عبر الإنترنت جرت مؤخرا حول تعطل حركة الشحن الذي سببه الحوثيون في البحر الأحمر، قال خبير الأمن البحري موريتز بريك إن الوضع في السويس يتجاوز مجرد الاضطرابات التي تشهدها خطوط الشحن، حسبما ذكرت القناة 16 التابعة لدرياد غلوبال.

وأكد بريك، مؤسس شركة الاستشارات البحرية نيكسماريس في كولونيا، أن الوضع في السويس هو من تداعيات اضطراب أكبر في النظام الاقتصادي العالمي الحالي، وهو مدبر عمدا من قبل الجهات الجيوسياسية الرئيسة الفاعلة.

وأوضح بريك أن هذا التعطيل هو تحرك استراتيجي يقف وراءه كل من روسيا وإيران (عبر وكلائها، الحوثيين)، ويتلقى الدعم الصيني الضمني ضد الغرب.

وأضاف أن هجمات الحوثيين وهجماتهم المضادة تمتد إلى ما هو أبعد من إثارة الإضطرابات في الممرات المائية التي تتصدر اليوم الاهتمامات الدولية، إذ أنها تؤثر على الأسواق العالمية وتؤدي إلى إنهيار الصناعات في الدول الغربية مثل ألمانيا.

السفن الحربية الروسية في البحر الأحمر

وأشار إلى أنه "مع مواصلة الحوثيين مهاجمة السفن، فقد وفروا " ممرا آمنا" لسفن حليفتي إيران، روسيا والصين، اللتين سعتا للاستفادة من الوضع تجاريا وربما عسكريا أيضا.

وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية الحكومية في 28 آذار/مارس، أن السفن الحربية الروسية من أسطول المحيط الهادئ، بينها الطراد الصاروخي فارياغ والفرقاطة مارشال شابوشنيكوف، دخلت البحر الأحمر عبر باب المندب.

وبحسب الخدمة الصحفية للأسطول الروسي في المحيط الهادئ، تنفذ هذه السفن "المهام الموكلة إليها في إطار الحملة البحرية طويلة المدى".

وذكرت بلومبرغ أن الوجهة النهائية للسفن لم تكن واضحة، وكذلك السبب وراء إرسال روسيا سفنا إلى المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا أن سفنا حربية صينية وروسية شاركت في مناورة بحرية مشتركة مع إيران في خليج عمان يومي 12 و15 آذار/مارس.

الصين تدعم الحوثيين

من جانبها، تعمل الصين على تمكين هجمات الحوثيين بشكل غير مباشر من خلال شرائها النفط الإيراني، الذي تمول إيراداته فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو في 28 آذار/مارس.

وأفادت الصحيفة أن الصين تشتري نحو 90 في المائة من النفط الإيراني، بما في ذلك النفط الخام الذي يبيعه فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، علما أن الفيلق يدرب ويمول وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بينهم حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

وبالإضافة إلى تمكين الحوثيين من خلال شراء النفط الإيراني، نأت الصين عن مساعدة السفن الدولية عند تعرضها للهجوم، حسبما قال ضابط عسكري أميركي كبير لقناة العربية.

ففي حديثه لوسائل الإعلام من على متن حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور أثناء عبورها جنوب البحر الأحمر، قال الأدميرال البحري الأميركي مارك ميغيز، إنه لم يجر أي تواصل مع الجيش الصيني بشأن أي مساعدة.

وعلى الرغم من أن الصين لها وجود عسكري في البحر الأحمر، في المقام الأول لعمليات مكافحة القرصنة، إلا أنها لم تساعد السفن التي أرسلت نداء إغاثة.

وأضاف ميغيز: "كانوا على مقربة عندما تعرضت السفن للهجوم". "وأؤكد أن أيا من [سفنهم] لم تعرض مساعدة ولو لواحد من التجار الأبرياء الذين تعرضوا للهجوم".

وكانت هجمات الحوثيين على السفن التي تعبر البحر الأحمر قد دفعت شركات شحن كبرى إلى إعادة توجيه سفنها بعيدا عن الممر المائي، وأدت إلى إطلاق مبادرة ردع بحري دولية واسعة النطاق.

واشتبكت قوات القيادة المركزية الأميركية في 30 آذار/مارس مع منظومتين جويتين بدون طيار ودمرتهما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، إحداهما فوق البحر الأحمر والأخرى على الأرض أثناء استعدادها للانطلاق.

وفي ليل 28 آذار/مارس، دمرت قوات القيادة المركزية الأميركية أربع طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه سفينة تابعة للتحالف وسفينة حربية أميركية.

وفي ساعات ما قبل فجر يوم 27 آذار/مارس، دمرت القيادة المركزية الأميركية أربع طائرات مسيرة بعيدة المدى فوق البحر الأحمر أطلقها الحوثيون، وكانت تستهدف سفينة حربية أميركية.