أمن
هجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية تهدد حرية الملاحة
تتصاعد الإدانات الدولية مع إعلان الجماعة المدعومة من إيران مسؤوليتها عن سلسلة جديدة من الهجمات على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر.
فريق عمل الفاصل |
اتهم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يوم الجمعة، 15 كانون الأول/ديسمبر، الحوثيين بتهديد "حرية الملاحة للشحن التجاري"، حيث أعلنت الجماعة المدعومة من إيران عن سلسلة جديدة من الهجمات أدت إلى ارتفاع هائل في تكاليف التأمين.
ويمر نحو 40 في المائة من التجارة الدولية، بما في ذلك شحنات النفط والبضائع الضخمة، عبر مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حيث يهاجم الحوثيون السفن من جنسيات مختلفة.
وقال سوليفان إن "الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي ومع شركاء من المنطقة ومن جميع أنحاء العالم للتعامل مع هذا التهديد"، في إشارة إلى يد إيران وراء وكلائها الحوثيين.
من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي إنه "يدين بشدة الهجمات الصاروخية الحوثية الأخيرة"، مشددا على ضرورة التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان يوم الأربعاء، إن الهجمات العديدة التي تنطلق من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن تهدد الملاحة الدولية والأمن البحري، في انتهاك خطير للقانون الدولي.
ووصف الهجمات بأنها "غير مقبولة"، ودعا الحوثيين إلى الامتناع عن توجيه المزيد من التهديدات والهجمات على ممرات الشحن الدولية، كما ناشد جميع الدول الامتناع عن تسهيل أو تشجيع الجماعة في أنشطتها غير القانونية.
وأشار إلى أن الهجمات على السفن الدولية "تقوض أمن اليمن، بما في ذلك الأمن الغذائي، إذ تمر معظم واردات البلاد الغذائية عبر البحر الأحمر".
وأدانت أيضا منظمة هيومان رايتس ووتش الهجمات في بيان صدر يوم الأربعاء، وقالت إنها "تشكل استهدافا للمدنيين والممتلكات المدنية، وهو أمر إذا تم تنفيذه بشكل متعمد أو متهور، فسيكون بمثابة جريمة حرب".
وكشفت التقارير عن ارتفاع تكلفة التأمين على السفن التي تعبر المنطقة، بعد أن زادت في الأيام الأخيرة عشرات الآلاف من الدولارات للسفن الأكبر حجما.
الحوثيون يهاجمون سفينة شحن
قصف الحوثيون سفينة شحن في البحر الأحمر يوم الجمعة متسببين في نشوب حريق على سطح السفينة، وذلك في آخر سلسلة من الهجمات شبه اليومية في الممر المائي الحيوي للتجارة.
وقال مسؤول دفاع أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن على علم بأن شيئا ما تم إطلاقه من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أصاب هذه السفينة، ما أدى إلى تعرضها لأضرار، وتحدث تقرير عن اندلاع حريق".
وعرّف المسؤول السفينة بأنها سفينة الجسرة التي ترفع علم ليبيريا، وهي سفينة حاويات.
وقالت شركة أمبري البريطانية لإدارة المخاطر البحرية إن السفينة المملوكة لشركة النقل الألمانية هاباج لويد "تعرضت لأضرار مادية جراء هجوم جوي" شمال مدينة المخا الساحلية اليمنية.
وبحسب ما ورد، أصابت القذيفة الجانب الأيسر من السفينة وسقطت حاوية واحدة في البحر بسبب الاصطدام. وأضافت أمبري انها تسببت أيضا في نشوب حريق على سطح السفينة أبلغ عنه عبر الراديو.
وأكد متحدث باسم هاباغ لويد وقوع "هجوم على إحدى سفننا" بينما كانت في طريقها من ميناء بيريوس اليوناني إلى سنغافورة.
وأضاف أنه لم تقع إصابات وأن السفينة تتجه الآن نحو وجهتها.
مجهولون يصعدون على متن ناقلة بضائع سائبة في بحر العرب
وفي حادث منفصل، ورد أن مجهولين صعدوا على متن ناقلة بضائع مملوكة لبلغاريا في بحر العرب قبالة سواحل اليمن، حسبما ذكرت أمبري يوم الخميس.
وأكدت شركة الشحن نافيبولغار أن إحدى سفنها، ذي روين، "تعرضت لحادث أمني على بعد 380 ميلا بحريا شرق جزيرة سقطرى اليمنية"، لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال رئيس الشركة ألكسندر كالتشيف لوسائل الإعلام المحلية إن الاتصال بالسفينة فُقد في المياه التي لا يعرف عنها أنها موقع لهجمات القراصنة.
وقالت أمبري "ورد أن مجهولين صعدوا على متن ناقلة بضائع سائبة ترفع علم مالطا".
وأضافت أن سفينة صيد ترفع علم إيران وكانت تعمل في السابق قبالة الشواطئ الصومالية، أغلقت جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها قبل ست ساعات من وقوع الحادث، بالقرب من المكان الذي يبدو أن ناقلة البضائع السائبة قد انجرفت إليه.
وأصدرت وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أيضا تحذيرا من صعود مجهولين على متن السفن يوم الخميس، قائلة إنها تلقت تقريرا عن نداء استغاثة من سفينة "صعد عليها أشخاص مجهولون".
وذكرت أن الحادث وقع "على بعد 700 ميل بحري تقريبا شرق بوساسو في الصومال"، ونصحت السفن بالعبور بحذر وإبلاغ وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة عن أي نشاط مشبوه.
وقال نافيبولغار في بيان إن "أولويتنا هي ضمان سلامة الطاقم المتعدد الجنسيات المكون من 18 فردا".
الحوثيون يطلقون النار على سفينة تجارية
أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها، إنه ظهر يوم الخميس، أُطلق صاروخ بالستي من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه الممر الملاحي الدولي شمال باب المندب.
وأضافت أنه لم تقع إصابات أو أضرار بالسفينة التجارية التي ترفع علم هونغ كونغ ميرسك جبل طارق.
وقالت القيادة المركزية الأميركية "بعد إطلاق الصاروخ، أطلق الحوثيون وابلا من النيران على الناقلة ميرسك جبل طارق، وهددوا بمزيد من الهجمات الصاروخية".
وأضافت "على الرغم من أن هذا الحادث لا يتعلق بالقوات الأميركية، إلا أننا نواصل مراقبة الوضع عن كثب. وتستمر هذه الهجمات في تهديد الأمن البحري الدولي".
وأكدت شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك أنه لم يصب أحد بأذى في الحادث الذي تعرضت له سفينتها التي كانت تبحر من صلالة في سلطنة عمان إلى جدة في المملكة العربية السعودية.
وقالت ميرسك في بيان إن "الطاقم والسفينة بخير"، مضيفة أن الشركة "ما زالت تعمل على التحقق من وقائع الحادث".
وأضافت أن "الهجمات الأخيرة على السفن التجارية... مثيرة للقلق للغاية".
وأردفت "إن الوضع الحالي يعرض حياة البحارة للخطر وهو أمر غير مستدام بالنسبة للتجارة العالمية. وبما أن صناعة الشحن العالمية لا يمكنها حل هذه المعضلة بمفردها، فإننا ندعو إلى اتخاذ إجراءات سياسية لضمان التهدئة السريعة".
وذكرت أمبري أن السفينة المملوكة لجزر مارشال تعرضت لإطلاق نار على بعد 45 ميلا بحريا قبالة ساحل المخا، مضيفة أن الطاقم لم يصب بأذى.
وقالت الشركة في بيان "إن أمبري تدرك أن الشركة الأم تعاونت مع ناقلة إسرائيلية، لكن هذه السفينة بالذات لم يتم تقييمها على أن إسرائيل تشغلها عند وقت كتابة هذا التقرير".
وكان الحوثيون قد أعلنوا في وقت سابق أنهم سيستهدفون أية سفن تسافر قبالة سواحل اليمن متجهة إلى إسرائيل، بغض النظر عن مالكيها.
وكشفت أمبري أنه كما فعلوا مع العديد من السفن الأخرى مؤخرا، أمر الحوثيون السفينة أولا بالرسو في ميناء يمني قبل إطلاق النار عليها عندما لم تمتثل.
يحيه شعب اليمن وتحية مصر