إرهاب
الحوثيون يعرضون المدنيين للخطر عمدا خلال هجوم على سفينة شحن في البحر الأحمر
الهجوم المتواصل الذي شنته الجماعة على سفينة الشحن ماجيك سيز، فتح فصلا جديدا من العنف في هذا الممر البحري الدولي الحيوي.

فيصل أبو بكر |
عدن -- قال محللون إن الهجوم الأخير الذي شنه الحوثيون على سفينة شحن تديرها شركة يونانية في البحر الأحمر، شكل انتكاسة للتقدم في اليمن وبدد الآمال في التزام الجماعة بتعهداتها بوقف هجماتها على الملاحة الدولية.
شكل الهجوم الذي استمر لساعات، ونفذته الجماعة المدعومة من إيران في 6 تموز/يوليو على السفينة إم في ماجيك سيز التي ترفع علم ليبيريا أثناء عبورها البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، أول اعتداء لها على سفينة تجارية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وكان الحوثيون قد هاجموا السفينة بالرصاص والصواريخ وقوارب مفخخة يتم التحكم بها عن بُعد، في هجوم متواصل أدى في نهاية المطاف إلى غرق السفينة.
اضطر جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 22 شخصا إلى مغادرة السفينة، وتم إنقاذهم بواسطة سفينة الشحن سافين بريزم التي كانت تمر في المنطقة. وقد وصلوا بسلام إلى جيبوتي في 7 تموز/يوليو.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
وقال المحلل السياسي فارس البيل لموقع الفاصل، إن التصعيد الحالي من قبل الحوثيين والذي يهدد بدفع اليمن نحو أزمة إنسانية أعمق، يبدو أنه مدروس بعناية بهدف تعزيز موقف النظام الإيراني التفاوضي في المحادثات النووية المتعثرة.
وأضاف أن هذا التصعيد يهدد بـ"عرقلة مشاريع السلام والمفاوضات ودفع اليمن إلى دورة جديدة من الصراع تؤثر على جميع جوانب الحياة وتعيق جهود التعافي".
’هجمات غير مبررة‘
في حديثه للفاصل، قال عبد القادر الخراز، مدير مشاريع البحث في المركز الديمقراطي العربي في برلين، إن هجمات الحوثيين "غير مبررة".
وتشمل هذه الحوادث هجوما في آب/أغسطس 2024 على ناقلة النفط سونيون، والذي تسبب في اندلاع حريق وقطع طاقة المحرك وإجبار الطاقم على الإخلاء، وتم إنقاذهم بواسطة فرقاطة فرنسية تعمل ضمن المهمة البحرية أسبيدس.
وتشمل الهجمات أيضا هجوما في حزيران/يونيو 2024 على سفينة الشحن تيوتور، الذي أسفر عن مقتل بحار فلبيني وغرق السفينة في نهاية المطاف؛ وهجوما في آذار/مارس 2024 على السفينة ترو كونفيدنس، الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم وإصابة أربعة آخرين.
واستهدفت هجمات سابقة سفينة روبيمار التي غرقت بعد أن تعرضت لهجوم في شباط/فبراير 2024، وسفينة غالاكسي ليدر.
وأكد الخراز أن اضطراب حركة التجارة العالمية الناجمة عن هذه الهجمات تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن وأسعار السلع وأقساط التأمين.
وأضاف أن هجمات الحوثيين على السفن تتسبب أيضا في "تلوث واسع النطاق في البحر الأحمر يؤثر على الحياة البحرية والسلسلة الغذائية العليا"، حيث تنتقل السموم إلى الإنسان عبر الأسماك الملوثة.
وقال إن عسكرة البحر تضر بمهنة الصيد ومعيشة الصيادين في ظل الفقر المستمر والمعاناة التي تسببها الحرب.