أمن

استعراض عسكري حوثي يلقي بظلاله على التفاؤل اليمني عقب المحادثات مع السعودية

أثار استعراض القوة الذي قامت به الجماعة المدعومة من إيران في صنعاء الشكوك بشأن نوايا الحوثيين في أعقاب المحادثات التي اختتمت مؤخرا في الرياض.

جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن تعرض الأسلحة خلال عرض عسكري بصنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر. [مواقع التواصل الاجتماعي]
جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن تعرض الأسلحة خلال عرض عسكري بصنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر. [مواقع التواصل الاجتماعي]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

صنعاء -- أقامت جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن استعراضا عسكريا واسعا في صنعاء يوم الخميس، 21 أيلول/سبتمبر بعد أيام من محادثات سلام عقدت مع السعودية، وذلك أثناء إحيائها الذكرى التاسعة للانقلاب الذي نفذته والذي أدى إلى حرب دام أمدها.

وعبرت آليات مدرعة وصواريخ وآلاف المقاتلين الذين يرتدون اللباس العسكري أمام شخصيات حوثية رفيعة في استعراض للقوة، في حين حلق الطيران العسكري في الأجواء.

وجرى الاستعراض بعد يومين من مغادرة وفد من الحوثيين الرياض عقب محادثات "إيجابية" ولكن غير حاسمة تهدف إلى إنهاء الحرب التي دمرت أفقر بلد في شبه جزيرة العرب.

وسيطر مقاتلو الشمال على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 وهددوا باجتياح البلاد، ما أدى إلى تدخل عسكري دولي بقيادة السعودية بدءا من آذار/مارس 2015.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يتوجه بكلمة إلى الجمعية العامة الـ 78 للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في 21 أيلول/سبتمبر. [تيموثي إ. كلاري/وكالة الصحافة الفرنسية]
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يتوجه بكلمة إلى الجمعية العامة الـ 78 للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في 21 أيلول/سبتمبر. [تيموثي إ. كلاري/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف من الناس جراء أسباب مباشرة أو غير مباشرة، ونزوح ملايين الآخرين فيما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وجاء في بيان صدر عن الحوثيين بشأن الاستعراض "سنضاعف مستوى جاهزيتنا القتالية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ضمن الاستجابة العملية والمسؤولة للتعامل الحازم والرادع مع أية تطورات".

وأضاف البيان في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية "جاهزون لخوض المعارك دفاعا عن الوطن والشعب في حال لم يلتزم العدوان بمتطلبات السلام المشرف".

وسار مقاتلون يمتطون الخيول وآخرون مشيا على الأقدام إلى جانب سيارات مدرعة مزودة بمدافع رشاشة وزوارق سريعة محملة على شاحنات، أمام منصة ضمت رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين مهدي المشاط ومسؤولين آخرين.

ووصف الطرفان محادثات الرياض بأنها "إيجابية".

وقال المشاط لوسائل الإعلام التابعة للحوثيين عشية الاستعراض "بكل صدق وشفافية ووضوح، نؤكد أن صنعاء جاهزة للتعامل مع أية مخاوف صادرة عن الرياض، وذلك بقدر جهوزية الرياض للتعامل مع مخاوف صنعاء".

ولكن مراقبين ومسؤولين يمنيين أشاروا إلى أن استعراض القوة أثار شكوكا.

ʼلا تنازلات إضافيةʻ

ومتحدثا في الجمعية العامة فيما كان الحوثيون يجرون استعراضهم في صنعاء، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إنه لن تقدم أي تنازلات جديدة للجماعة المدعومة من إيران.

وشدد على ضرورة أن يستند السلام طويل الأمد إلى اتفاقيات ثابتة، ولكنه حذر أن بلاده لن تعود "إلى زمن العبودية" بسبب هيمنة الحوثيين، حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.

وقال العليمي إن قيادته والحكومة اليمنية ليس لديهما أية تنازلات إضافية لتقديمها وعبّر عن شكه في نوايا الحوثيين، مشيرا إلى تجاهل الحوثيين لكل الاتفاقيات السابقة.

وحذر أيضا من تحول بلاده إلى مركز لتصدير الإرهاب.

وأوضح أن "أي تساهل من قبل المجتمع الدولي أو المس بالوضع القانوني للدولة أو حتى التعامل مع الميليشيات على أنها سلطة قائمة، كلها ستحول حتما القمع وانتهاك الحريات العامة إلى سلوك لا مهرب منه".

وأوردت وكالة رويترز أنه بعد يوم من استعراض القوة الذي نفذه الحوثيون، استعرضت إيران معداتها العسكرية في طهران في ذكرى حربها مع العراق، بما في ذلك "المسيرة الأطول مدى في العالم" وصواريخ بالستية وأخرى تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إنه تم الكشف عن مسيرة مهاجر-10 في الاستعراض الذي تم بثه مباشرة وإنه تم عرض مسيرات مهاجر وشاهد وآرش.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *