فريق عمل الفاصل | 2024-03-13

عدن -- واصل الحوثيون المدعومون من إيران إطلاق الصواريخ على السفن التجارية في البحر الأحمر حتى بعد أن قتلوا ثلاثة أفراد طاقم مدنيين في هجوم وقع يوم 6 آذار/مارس وأثار إدانة شديدة في اليمن.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن أربعة آخرين من أفراد الطاقم أصيبوا في الهجوم الذي تسبب في "أضرار جسيمة للسفينة".

ومنذ أشهر والحوثيون يستهدفون السفن التجارية التي تعبر طريق البحر الأحمر التجاري، لكن الوفيات على متن السفينة ترو كونفيدنس المملوكة من ليبيريا والتي ترفع علم بربادوس، شكلت حالات الوفاة الأولى التي يتم الإبلاغ عنها نتيجة لمثل هكذا هجمات.

لكن وحسبما قال يمنيون للفاصل، فإنه نظرا للطبيعة العشوائية لهجمات الحوثيين واستمرارهم في استهداف السفن التجارية، فإن المسألة كانت مسألة وقت فقط قبل أن يفقد مدنيون أرواحهم.

وحذروا من أنه سيأتي يوم تراق فيه المزيد من الدماء، مشيرين إلى أنه في بيان أصدره الحوثيون يوم 12 آذار/مارس وتبنوا فيه المسؤولية عن هجوم على سفينة شحن أخرى هي بينوكيو، هددوا بتصعيد "العمليات العسكرية" خلال شهر رمضان.

قتل ’غير قانوني' للبحارة

قال وكيل وزير العدل فيصل المجيدي إن الحكومة اليمنية دانت الهجوم على سفينة ترو كونفيدنس منذ لحظة وقوعه، كما استنكرت هجمات الحوثيين منذ أن بدأوا باستهداف السفن التجارية.

وأضاف للفاصل أن "قتل البحارة هو بلا شك عمل غير قانوني".

من جانبه، أكد رئيس هيئة حماية البيئة السابق عبد القادر الخراز، إن مقتل البحارة الثلاثة أمر مستهجن لأنهم مدنيون.

وأشار في حديثه للفاصل إلى أن الهجمات التي تؤدي إلى مقتل أو جرح البحارة المدنيين هي "مسألة خطيرة للغاية ولها تداعيات جسيمة ولا تخدم اليمن".

أما المدير العام لمكتب حقوق الإنسان في صنعاء، فهمي الزبيري، فقال إن الهجوم الإرهابي الذي شنه الحوثيون على سفينة ترو كونفيدنس "استهدف مدنيين لا علاقة لهم بما يحدث في غزة أو غيرها".

وأضاف للفاصل أن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر تهدد السلامة الدولية والملاحة البحرية وأمن اليمن واستقراره.

وتابع أن البحارة على متن السفن التجارية "هم مدنيون ولا يشاركون في العمليات القتالية ولا يحملون أسلحة".

’لا اعتبار لسلامة المدنيين‘

أعلنت البحرية الهندية أنها أنقذت 21 فردا من أفراد طاقم سفينة ترو كونفيدنس، وانتشلت ثمانية أشخاص إلى بر الأمان بطائرة هليكوبتر بينما تم إجلاء الآخرين إلى مستشفيات في جيبوتي.

وقالت إدارة العمال المهاجرين التابعة للحكومة الفلبينية، إن اثنين من أفراد الطاقم الذين قتلوا فلبينيان وأن فلبينيين آخرين أصيبوا "بجروح خطيرة".

في المقابل، أكد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الجماعة استهدفت ترو كونفيدنس بصواريخ متعددة "بعد أن رفض طاقم السفينة رسائل تحذيرية" من الحوثيين، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكشفت شركة أمبري للأمن البحري أنه قبل الهجوم عليها، تم الاتصال بالسفينة "من قبل كيان يعلن نفسه أنه البحرية اليمنية"، وهو اللقب الذي يتبناه الحوثيون.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر في مؤتمر صحافي يوم 6 آذار/مارس، "واصل الحوثيون شن هذه الهجمات المتهورة دون أي اعتبار لسلامة المدنيين الأبرياء الذين يعبرون البحر الأحمر".

وأردف "الآن للأسف وبشكل مأساوي، قتلوا مدنيين أبرياء"، مضيفا أن "الولايات المتحدة ستواصل محاسبة الحوثيين على هجماتهم" وتدعو الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى أن تحذو حذوها.

فيما كتب وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في تغريدة على موقع إكس إن هجوم الحوثيين العشوائي على السفينة ترو كونفيدنس يظهر استهتارهم المطلق بحياة البحارة الدوليين.

ووصفت السفارة البريطانية في صنعاء الخسائر في الأرواح بأنها "النتيجة المحزنة ولكن الحتمية لإطلاق الحوثيين الصواريخ بشكل متهور على السفن الدولية".

وجاء مقتل البحارة بعد أيام فقط من غرق السفينة روبيمار في 2 آذار/مارس والتي ترفع علم بيليز والمسجلة في بريطانيا ويديرها لبنان، بعد تعرضها لهجوم بصواريخ الحوثيين في 18 شباط/فبراير.

من جهته، قال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد "أعتقد أن مقتل البحارة المدنيين وغرق السفينة البريطانية هو مجرد البداية"، محذرا من أن الحوثيين قد يصبحون أكثر عدوانية.

وأكد للفاصل استهداف السفن التجارية ومقتل البحارة "في ممرات التجارة العالمية التي يؤمن سلامتها ويحميها القانون الدولي"، مضيفا أنه يجب محاسبة الحوثيين على أفعالهم.

[ساهم في إعداد هذا التقرير فيصل أبو بكر من عدن]