أمن
الحوثيون المدعومون من إيران متهمون بصناعة أسلحة كيميائية
يهدد تهريب طهران لمكونات أسلحة كيميائية إلى الميليشيات التابعة لها اليمن والمنطقة بأسرها والأمن العالمي.
![حوثيون يحرسون صاروخا بالستيا بعيد المدى طراز طوفان خلال استعراض عسكري في صنعاء باليمن، في 21 أيلول/سبتمبر 2023. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/12/51911-houthis-toofan-missile-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- أثارت خطوة النظام الإيراني المتمثلة في نقل كيماويات سامة وخبرة تصنيع الأسلحة للحوثيين تحذيرات عاجلة من المسؤولين والمحللين اليمنيين، الذين يقولون إن هذه الخطوة تنطوي على خطر تحويل البلاد إلى ساحة اختبار للأسلحة المحظورة وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
وقد اتهم معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، ميليشيا الحوثي ببناء منشآت أسلحة كيميائية بدعم من إيران، حيث صرح لصحيفة ذا ناشيونال يوم 4 أيلول/سبتمبر أن المصانع أنشأت "بإشراف وإدارة مباشرة من خبراء إيرانيين".
وبحسب الإرياني، فقد قامت طهران بتهريب غازات سامة ومواد سلائف إلى مناطق سيطرة الحوثيين على دفعات، وأن معلومات استخباراتية تشير إلى أن الحوثيين بدأوا في تجهيز تلك المواد لاستخدامها على صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وحذر من "مؤامرة إيرانية لتحويل الأراضي اليمنية إلى مختبرات سرية لإنتاج واختبار عوامل سامة وكيميائية وبيولوجية".
وأوردت صحيفة ذا ناشيونال أن مصدرين مقربين من الحكومة اليمنية أكدا أن تقريرا سريا سلم إلى الرئاسة حدد مواقع حوثية مشتبه بها للأسلحة الكيميائية.
وقال المصدران إن شحنة واحدة على الأقل من السلائف دخلت اليمن بنجاح هذا العام.
كما اعترضت القوات اليمنية شحنة أسلحة منفصلة الشهر الماضي، اعترف خلالها المهربون بمحاولات سابقة لنقل سلائف كيميائية ومكونات محظورة.
تأثير إقليمي
من جانبه، قال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات، إن إيران تعمل على نقل صناعات خطرة من سوريا إلى اليمن، تشمل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وأيضا إنتاج المخدرات .
وأضاف ضمن تصريحه للفاصل أن الحوثيين حصلوا أيضا على مواد من معامل تابعة للنظام السوري.
وحذر من أن إيران تسعى لإيجاد "بديل استراتيجي عن سوريا من خلال تحويل اليمن إلى مركز لتصنيع الأسلحة المحظورة".
فيما قال فيصل المجيدي، وكيل وزارة العدل اليمنية، إن دور إيران الجديد يشكل "خرقا واضحا" لقرارات مجلس الأمن الدولي.
ووصف ذلك بأنه "تطور كارثي" يكشف عن النظام الإيراني كدولة راعية للإرهاب عازمة على زعزعة استقرار المنطقة.
وأكد أن هذه الأسلحة تشكل تهديدا مباشرا للأمن الدولي وتعرض حياة المدنيين للخطر وتهدد الطرق البحرية الحيوية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب .
بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن أفعال إيران تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يفرض حظر أسلحة على الحوثيين.
وأكد أن استخدام الحوثيين للمواد الكيميائية كأسلحة يرقى لجريمة حرب بموجب القانون الدولي، وشدد على أن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يمكن أن يطبق على اليمن في حالة إحالة مجلس الأمن لليمن للمحكمة.
كما حذر أحمد من أن تعاون الحوثيين مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يمكن أن يسهل وصول جماعات إرهابية لمثل هذه الأسلحة، مذكرا بكيفية حصول التنظيم على مسيرات في الماضي.
هذا وقد حث الإرياني منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والهيئات الدولية على التدخل الفوري.
وحذر من أن عدم اتخاذ أي إجراء سيحول اليمن إلى "ورشة خلفية لبرامج محظورة ومنصة انطلاق دائمة للإرهاب الإيراني".