فيصل أبو بكر | 2025-02-15

عدن - قال خبراء إن السيطرة على ممرات التهريب الساحلية والداخلية التي تنقل من خلالها الأسلحة والغاز، تشكل القوة الموحدة التي تجمع بين الخصمين الأيديولوجيين أي تنظيم القاعدة والحوثيين.

ويتمحور التحالف العملي بين الحوثيين المدعومين من إيران وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب و حركة الشباب التابعة للقاعدة في الصومال ، حول تأمين ممرات التهريب الحيوية على طول ساحل البحر الأحمر في اليمن وفي الأراضي الداخلية.

وقال المحلل السياسي محمود الطاهر لموقع الفاصل إن هذه الجماعات وضعت اختلافاتها جانبا للحفاظ على خطوط إمداد حيوية، وأقامت غرفة عمليات مشتركة يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني.

وأضاف أنه من أجل تسهيل حركة الأسلحة حول المنطقة، تدعم خطوط الإمداد هذه جهود الحوثيين للسيطرة على موارد النفط والغاز الاستراتيجية وتحويل الإيرادات عن الحكومة الشرعية لليمن.

هذا وأنشأ الحوثيون والقاعدة شبكة موسعة ومربحة لتهريب الأسلحة بين اليمن والصومال، بحسب سي تي سي سنتينال وهو منشور بحثي لمكافحة الإرهاب.

وذكر أنه منذ العام 2023، مارس الحوثيون سيطرة أكبر على حركات تدفق هذه الأسلحة واستخدموا أسلحة ووعود بإمكانية الوصول إلى المسيرات لتأمين الدعم مع الحفاظ على خطوط الإمداد لبرامجهم الخاصة بالمسيرات والصواريخ.

وتابع أنه يتم نقل غالبية المواد المشحونة من الصومال إلى الشاطئ في محافظة لحج اليمنية، لافتا إلى أن "التهريب يشكل مصدر دخل مهما للميليشيات القبلية التي تسيطر على معظم أنحاء لحج حيث ينشط أيضا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".

وأشار إلى أن الممرات التي تبدأ بالقرب من رأس العارة وتمر في الصبحية وصولا إلى جبال لحج الشمالية المحاذية لمحافظات تعز والضالع والبيضاء.

وأضاف أن المهربين الذين يعملون في لحج هم متورطون أيضا في تجارة المخدرات والبشر، لافتا إلى أن "الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة الشباب وإيران والمهربين قد طوروا علاقة يستفيدون كلهم منها ".

تعاون موثق

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي عبدالله اسماعيل للفاصل إن الحكومة اليمنية قدمت في آذار/مارس 2021 ملفا متكاملا لمجلس الأمن الأممي عن التعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وشمل ذلك أدلة عن قتال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى جانب الحوثيين في مأرب وصعدة والجوف.

ومن جانبه، قال المحلل فيصل أحمد للفاصل إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هاجم الحكومة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي عدة مرات منذ العام 2022، مع وقف الهجمات في المناطق الخاضعة للحوثيين.

وبحسب سي تي سي سنتينال، فإن التحالف بين القاعدة والحوثيين ازداد منذ مطلع العام 2023 إذ شارك الطرفان في عمليات تبادل أسرى ومشاركة معلومات استخبارية عن "الأخصام المشتركين".

وذكر أحمد أن الحوثيين زودوا القاعدة بالصواريخ والمسيرات التي استخدمت في هجمات ضد القوات الحكومية في محافظتي شبوة وأبين، وذلك في ظل استمرار تطور التحالف بوساطة إيرانية.

وأضاف أن طهران تستمر باستضافة زعيم تنظيم القاعدة سيف العدل وتشجيع زعيم التنظيم في جزيرة العرب سعد العولقي على التعاون مع حلفاء إيران لمواجهة الأعداء المشتركين في المنطقة.