أمن

تركة إيران في سوريا: بقايا أسلحة الأسد الكيميائية تُعرّض المدنيين للخطر

لا تزال بقايا برنامج الأسلحة الكيميائية لبشار الأسد تُشكّل تهديداً خطيراً على حياة مدنيين السوريين.

ينظر رجل إلى ملصق يُصوّر الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مرتدياً قناع غاز خلال نشاط في مدينة عفرين في 20 أغسطس/آب 2023. صادف هذا الحدث الذكرى السنوية العاشرة للهجمات الكيميائية التي أودت بحياة أكثر من 1400 شخص في الغوطة، بالقرب من العاصمة دمشق. [رامي السيد/وكالة الصحافة الفرنسية]
ينظر رجل إلى ملصق يُصوّر الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مرتدياً قناع غاز خلال نشاط في مدينة عفرين في 20 أغسطس/آب 2023. صادف هذا الحدث الذكرى السنوية العاشرة للهجمات الكيميائية التي أودت بحياة أكثر من 1400 شخص في الغوطة، بالقرب من العاصمة دمشق. [رامي السيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق الفاصل |

خلّف استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية أكثر من 100 موقع يُشتبه في تلوثها منتشراً في جميع أنحاء البلاد.

كان دعم إيران لنظام الأسد عاملاً اساسياً في تمكين النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية خلال الصراع السوري.

عبر الدعم السياسي والعسكري واللوجستي الواسع، شجعت طهران الأسد على تحدي الأعراف الدولية وتصعيد استخدام هذه الأسلحة.

أدى ذلك إلى معاناة آلاف المدنيين السوريين من عواقب وخيمة.

اذ غالباً ما تكون بقايا المواد السامة، الموجودة في المناطق التي استُهدفت سابقاً أو استُخدمت لإنتاج الأسلحة الكيميائية، قريبة بشكل مثير للقلق من المراكز السكانية.

ويظل خطر التعرض الجانبي مرتفعاً، مما يُعرّض الأرواح وسبل العيش للخطر في المجتمعات التي مزقتها الحرب بالفعل.

وقد دقّ الدكتور محمد كتوب، مندوب سوريا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ناقوس الخطر بشأن هذا الخطر المستمر.

وفي حديثه من لاهاي، سلّط الضوء على تاريخ نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية على مدى 12 عاماً. وقد وقع أحدث هجوم موثّق في ديسمبر/كانون الأول 2024 في ريف حماة.

ولا يزال الناجون من هذه الهجمات، مثل ماجد حيبا، يعانون من أمراض تنفسية وعصبية مُنهكة بعد سنوات من التعرض.

وتُبرز رواية حيبا المروعة الأثر طويل الأمد لهذه الأسلحة، حيث رفضت مستشفيات دمشق تقديم العلاج له، مما أجبره على اللجوء إلى الأردن.

تُبذل جهودٌ لمعالجة التلوث، حيث تقوم السلطات السورية بتفتيش 23 موقعاً من أصل 100 موقع مشتبه به، وتسعى للحصول على تعاون تقني دولي.

ومع ذلك، لا يزال حجم المشكلة هائلاً. وتُعدّ معاناة الناجين بمثابة تذكير صارخ باستخفاف نظام الأسد بالحياة البشرية.

دور إيران

لم تكن قدرة نظام الأسد على نشر أسلحة كيميائية بهذا الحجم ممكنةً لولا الدعم الخارجي الكبير، وخاصةً من إيران.

حيث دعمت طهران الأسد في حملته من الهجمات الكيميائية ضد المدنيين دون عقاب.

وقد وثقت منظمات دولية، مثل هيومن رايتس ووتش، استخدام نظام الأسد المتكرر للأسلحة الكيميائية منذ عام 2011 وحتى انهيار النظام في عام 2024.

ويشمل ذلك هجماتٍ بارزة مثل مجزرة السارين عام 2013 في الغوطة الشرقية، والتي أودت بحياة ما يقرب من 1400 شخص.

لقد لعب الدعم الإيراني دوراً أساسياً في استدامة البرنامج الكيميائي السوري، وحماية الأسد دبلوماسياً، وتزويده بالمعرفة التقنية اللازمة لإنتاج ونشر هذه الأسلحة.

إن عواقب هذا الدعم وخيمة. لقد سُمِّمت مجتمعات بأكملها، ويعاني الناجون من مشاكل صحية مزمنة، ولا تزال المواقع الملوثة تمثل قنبلة موقوتة للأجيال القادمة.

إن تواطؤ إيران في هذه الفظائع يستدعي المساءلة، إذ ساهمت بشكل مباشر في معاناة أعداد لا تُحصى من المدنيين الأبرياء.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *