إرهاب
شحنات أسلحة الحوثيين التي تتدفق لليمن تعرقل السلام
كشفت اعترافات الطاقم وضبطيات المرافئ أن شبكات التهريب من إيران والصين تعزز الصراعات.
![صورة تظهر بعض الأسلحة الإيرانية التي تم ضبطها خلال مؤتمر صحافي عقدته في 24 تموز/يوليو قوات المقاومة الوطنية اليمنية في مدينة المخا. [القوات المشتركة في الساحل الغربي]](/gc1/images/2025/08/15/51511-iranian-weapons-display-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- قال خبراء لموقع الفاصل إن اعترافات طاقم سفينة أسلحة تم ضبطها في حزيران/يونيو، إضافة إلى ضبط قطع مسيرات صينية مؤخرا في ميناء عدن، تكشف كيف أن الحوثيين يستغلون مسارات التهريب الدولية لإشعال الصراع في اليمن وتقويض السيادة الوطنية ومفاقمة الأزمة الإنسانية .
وذكرت قوات المقاومة الوطنية اليمنية في 9 آب/أغسطس أن طاقم السفينة "الشروا" المؤلف من 7 أفراد ذكر تفاصيل ثلاثة مسارات رئيسية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين في اعترافات مصورة بثتها قناة الجمهورية.
وتعد هذه المسارات مسارات شحن مباشرة من ميناء بندر عباس في إيران إلى الصليف في اليمن وشحنات يرسلها الحرس الثوري الإيراني عبر سفن إلى الساحل الصومالي وعمليات نقل يقوم بها الحرس الثوري إلى جيبوتي مموهة على شكل شحنات تجارية.
وتحدثت معلومات عن اتخاذ السفينة الشروا، التي كانت تحمل 750 طنا من الذخيرة، المسار الثالث.
وقالت قوات المقاومة الوطنية اليمنية إن أفراد الطاقم رفضوا ادعاءات الحوثيين عن إنتاج الأسلحة محليا، وذكروا أنهم أدركوا في نهاية المطاف أن كل الأسلحة مصدرها إيران.
وكشف 4 أفراد أنهم تدربوا على يد متخصصين من الحرس الثوري في طهران قبل المشاركة في عدة عمليات لتهريب الأسلحة، بما في ذلك شحنات تحتوي على مواد كيميائية تستخدم في تصنيع الصواريخ والمتفجرات.
وفي حادث منفصل، كشفت ضبطية جرت في 2 آب/أغسطس بعدن عن شحنات أسلحة كان مصدرها الصين .
وذكر جهاز مكافحة الإرهاب في اليمن أن حاويات كانت تحتوي على مسيرات عسكرية ووحدات تحكم متقدمة وأجهزة لاسلكية وقطع غيار كانت قد وصلت على متن سفينة تجارية تم تحويلها من ميناء الحديدة الذي تعرض للقصف.
وأضاف الجهاز أن "نتائج التحقيق أكدت أن ميناء الحديدة يستخدم كممر تهريب لصالح ميليشيا الحوثي، ضمن شبكة ممنهجة لجلب الأسلحة والمعدات المتطورة".
مشروع إيران الحربي
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي وضاح الجليل للفاصل إن "التدخلات الإيرانية في اليمن، بما في ذلك إرسال الأسلحة إلى الحوثيين الذين انقلبوا على الدولة اليمنية وعلى التوافق الوطني، تمثل انتهاكا للسيادة اليمنية وتعزز الصراع الداخلي في البلاد".
وأضاف أن الشحنات تقوض أية إمكانية للمصالحة أو إحياء جهود السلام.
وأوضح أن "المشروع الإيراني في المنطقة يتطلب دوام الصراع في عدد من دول الإقليم مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان".
وذكر "يبدو أن إيران تحاول تعويض خسائرها في لبنان و سوريا بزيادة نفوذها في اليمن، ولذلك نشهد إرسال كميات كبيرة من الأسلحة للحوثيين".
وبدوره، قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل في اليمن للفاصل إن النظام زود الحوثيين بأسلحة متطورة لجعلهم القوة الأقوى في اليمن والتصرف كرادع يدعم مصالحه.
وتابع "لا يتصرف الحوثيون إلا بأوامر مباشرة من الحرس الثوري الإيراني".
وأشار إلى أن شبكة التهريب الخاصة بهم تحول الموارد عن وظائف الدولة الأساسية، ما يفاقم معاناة المواطنين ويدفع نحو 80 في المائة من الشعب إلى الفقر.
وختم قائلا إن "تزويد الحوثيين بالسلاح يهدف لإطالة أمد الصراع ومنع عودة الاستقرار والسلام لأن الحوثي مشروع حرب".