أمن
القوات الأميركية تعزز التزامها بمكافحة داعش في سوريا
تسلط عمليات مكافحة داعش الضوء على الدور المستدام للتحالف الدولي في حفظ الأمن بالمنطقة.
![أحد كبار مسؤولي تنظيم داعش قيد الاحتجاز بعد إلقاء القبض عليه من قبل قوات سوريا الديموقراطية في محافظة دير الزور الشرقية يوم 16 أيار/مايو. [قوات سوريا الديموقراطية]](/gc1/images/2025/05/20/50453-syria_2-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
قال خبراء لموقع الفاصل إنه خلافا للمزاعم التي تحدثت عن انسحاب كامل، لا تزال القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي تحتفظ بتواجد نشط في سوريا حيث تتعاون بشكل وثيق مع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) لإجراء تدريبات مشتركة ومهام مكافحة إرهاب تعزز الاستقرار الإقليمي.
وأكدوا أن التواجد العسكري الأميركي في أجزاء من سوريا يظل ضروريا نظرا للمخاوف الأمنية المستمرة والتعاون المتواصل مع قوات سوريا الديمقراطية من أجل مواجهة محاولات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الرامية لاستغلال التغيرات الحاصلة في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال عدنان أزادي المسؤول بقوات الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) للفاصل إن "التعاون بكل أشكاله بين قوات سوريا الديموقراطية وقوات التحالف الدولي وخاصة القوات الأميركية المتواجدة في مناطق شمال وشرق سوريا لا يزال كما كان خلال السنوات الماضية".
وأضاف أن ذلك يشمل الدعم اللوجستي والتدريب العسكري وعمليات مكافحة الإرهاب المشتركة.
![مقاتلة من وحدات حماية المرأة خلال عملية ضد تنظيم داعش في محافظة دير الزور الشرقية يوم 16 أيار/مايو. [قوات سوريا الديموقراطية]](/gc1/images/2025/05/20/50454-syria_3-600_384.webp)
وتستمر المناورات المشتركة في تعزيز قدرات القوات المحلية مع ضمان حماية البنية التحتية. وذكر خبراء أنه لم يحدث أي ضرر بالمرافق العامة خلال هذه المهام.
نجاح عمليات مكافحة الإرهاب
ووفق أزادي، شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدا بالعمليات المنفذة ضد عناصر داعش وذلك بدعم استخباري وجوي واسع من التحالف الدولي.
هذا ويمتد الدعم العسكري الأميركي في شمالي شرقي سوريا في المقام الأول إلى قوات قسد بما في ذلك الوحدات التابعة لها مثل وحدات حماية المرأة، وذلك مع بعض الدعم المقدم أيضا للقوات المحلية مثل قوات الأسايش.
وذكر أزادي أن "التشديد قائم على مواصلة العمل بجدية لمكافحة الإرهاب في مناطق انتشار مجموعات قسد"، مضيفا أن قيادة قسد لم تتلق أية توجيهات تشير إلى انسحاب القوات الأميركية.
وأشار إلى أن فرق مكافحة إرهاب متخصصة أظهرت مؤخرا أداء أفضل في تأمين تلك المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد.
وذكر أنه "تم توقيف العشرات من عناصر تنظيم داعش وبينهم قيادات هامة كانت تقوم بمحاولات لإعادة تشكيل المجموعات وضم عناصر جديدة عبر التهديد والإغراء".
وتابع "كما تمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات وأجهزة الاتصال وملفات سيكون لها الدور الأكبر في مسار العمليات خلال الفترة المقبلة".
ضرورة استراتيجية
ومن جانبه، قال الخبير العسكري يحيى محمد علي إن الحديث عن انسحاب القوات الأميركية يعتبر "كلاما مرسلا لا حقيقة له على الإطلاق".
وأضاف في حديث للفاصل أن الأسباب الكامنة وراء الانتشار العسكري الأميركي أي مواجهة داعش وإنشاء قوات التحالف وتدريب قوات قسد، لا تزال موجودة.
وذكر أن تنظيم داعش يحاول جاهدا استغلال التطورات الأخيرة لإعادة التموضع في بعض المناطق وتنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين.
وأكد أن البلاد تحتاج إلى دعم أميركي مستمر لتنفيذ استراتيجيات مكافحة الإرهاب بفعالية.
وأوضح أن "الواقع السوري الجديد معقد جدا ويستلزم المزيد من العمل لوقف أي تحركات للتنظيمات الإرهابية".
وأكد أن "هذا الواقع يعتبر شرطا لإطلاق سوريا الجديدة ورفع العقوبات عنها تماما ودعمها سياسيا وعسكريا واقتصاديا".