إرهاب

خلايا داعش تعيد تجميع صفوفها وتنفذ هجمات في البادية السورية

بين كانون الثاني/يناير و1 أيلول/سبتمبر الماضي، نفذ تنظيم داعش نحو 200 هجوم في البادية في شرقي سوريا.

عناصر من قوات الأمن الكردية السورية تراقب إطلاق سراح محتجزين سابقين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش في مدينة الحسكة بشمال شرقي سوريا يوم 2 أيلول/سبتمبر. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
عناصر من قوات الأمن الكردية السورية تراقب إطلاق سراح محتجزين سابقين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش في مدينة الحسكة بشمال شرقي سوريا يوم 2 أيلول/سبتمبر. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

صعد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدار العام الماضي هجماته في صحراء سوريا الشرقية (البادية)، حيث نفذ على نحو منتظم هجمات مسلحة ونصب كمائن، لا سيما في خلال الليل.

وغالبا ما طالت الهجمات المدنيين، إضافة إلى قوات سوريا الديموقراطية (قسد) وقوات النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الإيرانية.

وتنتشر خلايا داعش في البادية على شكل مجموعات متناثرة.

وتمتد هذه المنطقة الصحراوية على مساحة 74 ألف كيلومتر مربع (ما يشكل نحو 40% من مساحة سوريا)، وتضم محافظات دير الزور والرقة وحلب وحماة وحمص وريف دمشق والسويداء.

ورغم انبساط الأرض وقلة الغطاء النباتي، تبقى البادية مكانا آمنا واستراتيجيا لتنظيم داعش بسبب اتساعها، ما يوفر لعناصره سهولة التحرك من مكان لآخر.

إلى هذا، يعزز وجودهم في البادية من قدرتهم على تشكيل تهديد جدي لمراكز المدن.

استهداف المزارعين وجامعي الكمأة

وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذ تنظيم داعش 183 عملية في البادية بين كانون الثاني/يناير ومطلع أيلول/سبتمبر الماضي، بينها 82 عملية في حمص و64 عملية في دير الزور، وباقي الهجمات في الرقة وحماة وحلب.

وذهب ضحية هذه العمليات عشرات المدنيين، لا سيما من بين المزارعين ورعاة الأغنام وجامعي الكمأة ، بالإضافة إلى أفراد من جنود النظام ومقاتلي الميليشيات.

ففي 11 أيلول/سبتمبر، استهدفت خلية لداعش بأسلحة خفيفة ومتوسطة مقرين عسكريين تابعين للنظام السوري في باديتي الميادين والقورية، شرقي دير الزور.

وأسفر الهجوم عن مقتل أحد جنود النظام وجرح ثلاثة آخرين، وفق كالة نورث برس السورية.

وقبل ذلك بثلاثة أيام، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم استهدف نقطة عسكرية قرب موقع نفطي في ريف حمص الشرقي وأسفر عن قتل ثمانية من جنود النظام.

مقاربة خادعة

في حديثه للفاصل، قال رئيس مجموعة المصدر الإعلامية، نورس العرفي، إن هجمات تنظيم داعش الأخيرةوالتصاعد الملفت في نشاطاته ، "مؤشر على أن خطره ما يزال قويا".

وأضاف أن التنظيم لديه خلايا متفرقة في أنحاء مختلفة من البادية، مشيرا إلى أن تهديدات مقاتلي التنظيم تنصب بالأساس ضد قوات النظام السوري، وكذلك الميليشيات الإيرانية الحليفة له.

وأوضح أن النظام والميليشيات يستفيدان من تنامي نشاط داعش "لتعزيز قبضتهما العسكرية وفرض نفوذهما على الأراضي السورية بذريعة محاربة الإرهاب".

وتابع "لكن ممارساتهم ليست في الواقع سوى خداع، إذ أنهما لا يبذلات أي جهد عسكري حقيقي لاجتثاث خلايا الإرهابيين من البادية، ولا يرغبان باستقرار المنطقة".

وأكد أن "النظام وشريكته إيران يسعيان فقط لبث الفوضى وإحلال الدمار في كل مكان".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

جيد

تم حزف التعليق لانتهاكه سياسة التعليقات

جميل.