أمن

النظام السوري يُشعل الاشتباكات في دير الزور

قال سكان محليون، إن النظام السوري حاول تصوير القتال الأخير على أنه نزاع عربي- كردي، على الرغم من أن الواقع هو أكثر تعقيدا.

مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية ينفذون تمشيطا أمنيا في دير الزور في 1 أيلول/سبتمبر، كجزء من عملية التعزيز الأمني التي انتهت في الفترة الأخيرة. [قوات سوريا الديموقراطية]
مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية ينفذون تمشيطا أمنيا في دير الزور في 1 أيلول/سبتمبر، كجزء من عملية التعزيز الأمني التي انتهت في الفترة الأخيرة. [قوات سوريا الديموقراطية]

بقلم سمر عبد الفتاح |

أكد ناشطون محليون أن الوضع في محافظة دير الزور الشرقية يتجه نحو الهدوء وذلك إثر إعلان قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، يوم الأربعاء، 6 أيلول/سبتمبر، "انتهاء العمليات العسكرية" بعد مرور أيام على الاشتباكات الدامية فيها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أيام المعارك في دير الزور أسفرت عن مقتل 90 شخصا، معظمهم من المقاتلين، لكن الحصيلة شملت تسعة مدنيين أيضا.

هذا وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن أعمال العنف بدأت في 27 آب/أغسطس، عندما اعتقلت قسد الرئيس السابق لمجلس دير الزور العسكري التابع لها، أحمد الخبيل.

إلى ذلك، أشار ناشطون محليون للفاصل إلى أن الخبيل، المعروف أيضا باسم "أبو خولة، اعتقل بناء على أوامر قضائية لتورطه في تهريب النفط والمخدرات والتعاون مع قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني.

شيوخ عشائر من مدينة الطبقة شمالي سوريا، يعلنون دعمهم لقوات سوريا الديموقراطية في 3 أيلول/سبتمبر، خلال عملية التعزيز الأمني التي انتهت مؤخرا. [لقطة من شريط فيديو تابع لقسد]
شيوخ عشائر من مدينة الطبقة شمالي سوريا، يعلنون دعمهم لقوات سوريا الديموقراطية في 3 أيلول/سبتمبر، خلال عملية التعزيز الأمني التي انتهت مؤخرا. [لقطة من شريط فيديو تابع لقسد]
لقطة من مقطع فيديو نشرته قوات سوريا الديمقراطية على الإنترنت في 3 أيلول/سبتمبر، يُظهر عنصراً من داعش تم اعتقاله خلال عملية التعزيز الأمني جنوب محافظة الحسكة.
لقطة من مقطع فيديو نشرته قوات سوريا الديمقراطية على الإنترنت في 3 أيلول/سبتمبر، يُظهر عنصراً من داعش تم اعتقاله خلال عملية التعزيز الأمني جنوب محافظة الحسكة.

لكنّهم قالوا إن الاعتقال اتخذ أبعادا سياسية مع ترويج وسائل الإعلام الحكومية وأخرى تابعة لها أنه نزاع عربي- كردي.

من جهته، أوضح الناشط الإعلامي عمار صالح للفاصل، أن "الآلة الإعلامية التابعة لقوات النظام وإيران وروسيا حاولت تصوير ما يحدث في دير الزور على أنه اقتتال بين العرب والأكراد".

وأضاف، أن تصوير الوضع هذا غير الدقيق، وجاء "كمحاولة لتوسيع دائرة التوتر وزرع الفتنة بين المكونات العرقية في مناطق شمالي وشرقي سوريا التي تشكل حصنا ضد النظام".

وقال صالح "تم التأكد أيضا من قيام قوات النظام السوري بتقديم دعم مباشر لبعض المسلحين الذين هاجموا قسد والمدنيين ومراكز الخدمة المدنية التابعة للمجالس المحلية التي تقدم الخدمات للمواطنين".

وأردف، إن دعم النظام للمتمردين شمل تغطية إعلامية ملاءمة وكذلك أسلحة ومعدات.

وتابع تضمن ذلك أيضا "تسهيل انتقال المسلحين الموالين من مناطق غرب الفرات إلى مناطق سيطرة قسد [شرق الفرات] للمشاركة في المعارك".

تعزيز العمليات الأمنية

من جهته، قال الضابط في قسد فرهاد خوجة للفاصل، إنه منذ اندلاع المعارك بعد اعتقال الخبيل، "تمارس قسد ضبط النفس إلى أقصى الحدود، رغم تكبدها خسائر بشرية ومادية".

وأضاف، أن قسد قامت بذلك لحماية المدنيين، بعد أن عبر مسلحو الخبيل والمقاتلون المتحالفون معها من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق هيمنتها وتمركزوا في المنازل الخاصة والأماكن العامة.

وأكد أن هذا الأمر أجبر قسد على الانسحاب مؤقتا من بعض البلدات والقرى.

وأردف خوجة أنه بعد التواصل مع قيادات المواطنين وشيوخ العشائر وتلقي العديد من المناشدات من المدنيين، أطلقت قسد عملية التعزيز الأمني بمشاركة الوحدات كافة.

وأشار إلى أن القوة التي يقودها الأكراد تتكون من جميع المكونات العرقية الموجودة في المنطقة.

ونوه خوجة بأن هدف العملية العسكرية يشمل "عملية تمشيط دقيقة لجميع البلدات والقرى من أجل القضاء على جميع المسلحين".

وأكد أن من بينهم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) "الذين حاولوا استغلال الوضع الأمني للظهور وتنفيذ هجمات ضد المدنيين وضد قسد".

وشدّد على أن بلدات وقرى دير الزور "عادت إلى سيطرة القوات الأمنية التابعة لقسد ومجلس دير الزور العسكري، بعد التقدم ببطء حفاظا على حياة المدنيين وتفاديا لوقوع إصابات بينهم".

وأضاف أنه تم اعتقال عدد من المقاتلين خلال العملية، بينهم عدد كبير ممن تأكد أنهم عبروا من منطقة غرب الفرات.

هذا وتقع هذه المنطقة تحت سيطرة النظام السوري والميليشيات والأفراد الموالين للحرس الثوري الإيراني، وخصوصا نواف البشير، الذي يرأس لواء الباقر، وهو كتيبة عشائرية تابعة للحرس الثوري الإيراني دربها حزب الله.

دعم محلي لقوات سوريا الديمقراطية

أما الناشط الإعلامي جميل العبد فقد قال للفاصل، أن "أهالي دير الزور ىسئموا التصرفات الأخيرة التي قام بها الخبيل والمسلحون الموالون له".

وأضاف، أن الموالين هم من المستفيدين المباشرين للأموال التي كان يجنيها من عمليات التهريب وبيع النفط للنظام السوري وتجارة المخدرات.

وأشار العبد أيضا إلى أن قسد تحركت ضد الخبيل ردا على نداءات العشائر المحلية وعدد كبير من السكان المحليين، بعد تأكيد تورطه مع قوات النظام و"حزب الله اللبناني" وتحوله إلى تهديد كبير.

وكشف أنه صدرت بحق الخبيل أوامر قضائية بفصله واعتقاله لتورطه في السرقة وتجارة المخدرات والتعاون مع النظام وأطراف أجنبية، بالإضافة إلى التراخي في محاربة مسلحي داعش.

ورأى أن النظام السوري حاول دون جدوى استغلال الوضع، لأن من مصلحته رؤية زعزعة الوضع الأمني والانتشار المحتمل لمقاتلي داعش نتيجة للانهيار.

وشدد العابد على أن النظام يأمل في إظهار الانهيار الأمني في شمال شرق سوريا وأن المنطقة ترفض وجود قسد وأن الأخيرة غير قادرة على فرض الأمن أو حتى التخلص من الإرهابيين".

لكنه أضاف، أن الاستجابة الأمنية لقسد أظهرت بدلا من ذلك قدراتها الحقيقية، إذ أصبحت غالبية المناطق والبلدات والقرى الآن "مستقرة أمنيا للغاية".

وقال إن عددا كبيرا من المسلحين استسلموا ويجري اعتقالهم تمهيدا لإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *