إرهاب

الشراكات الأمنية الدولية حيوية لإبقاء تنظيم داعش تحت السيطرة

أتاحت الشراكات الأمنية الإقليمية والدولية القوية تنفيذ العملية التي أسفرت عن مقتل النائب الأول لتنظيم داعش ’أبو خديجة‛.

النائب الأول لزعيم تنظيم داعش عبد الله مكي مصلح الرفاعي عندما كان محتجزا في أحد سجون العراق عام 2011 بتهمة الإرهاب، في صورة غير مؤرخة متداولة على الإنترنت.
النائب الأول لزعيم تنظيم داعش عبد الله مكي مصلح الرفاعي عندما كان محتجزا في أحد سجون العراق عام 2011 بتهمة الإرهاب، في صورة غير مؤرخة متداولة على الإنترنت.

أنس البار |

قال مسؤولون إن عملية 13 آذار/مارس التي أسفرت عن مقتل أحد أبرز قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تظهر كيف أن التعاون الأمني الدولي مستمر في شل حركة التنظيم عبر العراق وسوريا.

فقتل النائب الأول لتنظيم داعش عبد الله مكي مصلح الرفاعي (المكنى أبو خديجة) في غارة جوية نفذتها القوات الأميركية بالتعاون مع الاستخبارات وقوات الأمن العراقية في الصحراء بمحيط الرطبة في محافظة الأنبار العراقية.

وفي بيان صدر عقب العملية، أشارت القنصلية الأميركية في أربيل إلى الشراكة "الحيوية" مع قوات البيشمركة في الحرب ضد داعش.

وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف إن الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل الرفاعي كانت نتيجة تنسيق سلس بين أجهزة الاستخبارات العراقية وقوات النخبة وقيادة العمليات المشتركة وسلطات الأمن الكردية.

وأثناء انتشال الجثث بعد الضربة، اكتشف فريق عراقي-أميركي مشترك أسلحة ومتفجرات في المكان علما أن اختبار الحمض النووي أكد لاحقا هوية الرفاعي.

وذكر أبو رغيف لموقع الفاصل أن "الجميع ساهم في وضع نهاية لإرهابي لا يقل شراسة عن زعامات الإرهاب الكبيرة كبن لادن والزرقاوي وأبو بكر البغدادي".

ومن جانبه، قال صباح النعمان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن الرفاعي وبصفته الرجل الثاني في تنظيم داعش، كان يتمتع بنفوذ كبير فيسيطر على الشبكات اللوجستية والمالية في مختلف أنحاء العراق وخارجه.

وأضاف "كان لديه مهمة استراتيجية وهي إعادة تجميع صفوف داعش وبناء خلاياه والتنسيق اللوجستي في تنفيذ العمليات الخارجية للإرهابيين على الصعيد الدولي".

وتابع أنه مع إخراج الرفيعي من المشهد " يبقى التنظيم مفككا ومعنوياته منهارة و عاجزا عن تجميع صفوفه ".

تنسيق سلس

وذكر النعمان أن العملية المشتركة جاءت تتويجا لعمليات سابقة للقوات العراقية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محافظتي الأنبار وديالى.

وأشار إلى أن 14 عنصرا من داعش قتلوا خلال عملية كبيرة نفذت في شهر آب/أغسطس.

وذكر أن من بينهم قادة الصف الأول أبو صديق (المكنى أبو مسلم) وهو "نائب والي العراق" وأبو عبد الرحمن "والي الجنوب" وأبو همام "والي الأنبار".

هذا ويمتد نجاح الجهود المشتركة للقضاء على داعش إلى سوريا، حيث تتعاون القوات الأميركية مع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) لقمع خلايا داعش.

وقال مسؤولون إنه مع أن حالة عدم الاستقرار في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد قد أثارت مخاوف من احتمال عودة ظهور تنظيم داعش من جديد، إلا أن الشراكة بين الولايات المتحدة وقوات قسد قد احتوت التهديد بشكل فعال.

وتعمل القوات الأميركية أيضا مع الجيش السوري الحر (المعروف سابقا باسم جيش مغاوير الثورة) على تطهير الحدود الجنوبية الشرقية لسوريا والمخابئ الصحراوية من فلول داعش.

وأشار النعمان إلى أن عملية القضاء على الرفاعي تُظهر الالتزام الثابت للقوات العراقية وقوات التحالف الدولي بالقضاء على داعش.

وتابع أن "هذه الشراكة والتعاون الاستخباري والعملياتي يمضي بقوة نحو أهدافه المتمثلة بتحطيم بنية فلول التنظيم وإضعاف قدراتهم وتهديداتهم".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *