أمن
دول الخليج تعزز قوتها البحرية وسط التهديدات البحرية المتزايدة
تعزز دول الخليج قدراتها البحرية في ظل نشر الميليشيات المدعومة من إيران الأسلحة المتطورة، ما يهدد الممرات البحرية الحيوية.
نور الدين عمر |
تعمل دول مجلس التعاون الخليجي على توسيع قدراتها البحرية ردا على التهديدات البحرية المتصاعدة.
ويأتي التهديد الأكثر إلحاحا من الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن والذين يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن بمجموعة واسعة من الأسلحة، أغلبها مقدمة من قبل النظام الإيراني.
وتشمل هذه الأسلحة صواريخ بالستية مضادة للسفن وصواريخ كروز مضادة للسفن ومسيرات هجومية انتحارية وسفن سطحية غير مأهولة وسفن مسيرة غير مأهولة تحت الماء، بحسب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية.
وفي إطار برنامج رؤية 2030، تقوم السعودية بإنشاء قطاع دفاع محلي مع قدرات لبناء السفن.
واشترت المملكة سفنا حربية صغيرة من طراز أفانتي 2200 مزودة بأنظمة سونار متطورة من شركة بناء السفن الإسبانية نافانتيا، كما تعتزم شراء 4 سفن سطحية متعددة المهام لدعم أسطولها البحري.
وقال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري للفاصل إن هذا التحديث من شأنه أن يشمل ترقية الفرقاطات والغواصات ومنصات الطائرات البحرية وأجهزة المراقبة البحرية والرادارات.
وفي هذه الأثناء، اشترت قطر غواصات مصغرة إيطالية الصنع صممت للبيئات البحرية الصعبة، كما أنها عززت أسطولها بسفن التدريب وسفن الإنزال.
وسيؤمن اتفاق أبرم عام 2016 مع شركة فينكانتييري الإيطالية لقطر سفينة برمائية مع سطح لهبوط المروحيات و4 فرقاطات وسفينتين حربيتين صغيرتين.
كما تعزز الإمارات تواجدها البحري من خلال مشروع ميسترال ومقره أبو ظبي، وهو مشروع مشترك بين فينكانتييري ومجموعة إيدج، لتسليم 10 سفن دوريات بحرية لسلاح خفر السواحل بها.
كذلك، تعمل الإمارات على تطوير سفن سطحية غير مأهولة يمكنها مواجهة الألغام البحرية الإيرانية.
شراكات استراتيجية
وأضاف الشهري أن المسألة الأكثر إلحاحا بالنسبة لجيوش مجلس التعاون الخليجي هي تدريب العناصر على تشغيل الأنظمة المتطورة بشكل فعال، مشيرا إلى أن الشراكات الاستراتيجية، ولا سيما مع الولايات المتحدة، تقدم دعما حيويا.
يُذكر أن البحرية الأميركية قد نفذت مهام اعتراض منتظمة في مياه المنطقة، حيث تقوم باعتراضالأسلحة على السفن المرسلة إلى الحوثيين.
وقال الشهري إن "القوات البحرية الدولية تنفذ مهمات متنوعة كالمراقبة ومنع التهديد الأمني ووقف عمليات تهريب الأسلحة والمواد الممنوعة والمخدرات".
من جهته، قال الخبير العسكري الإماراتي عبد الله العامري لموقع الفاصل إن مقاربات الدفاع الجماعية مهمة، مشيرا إلى أن دعم القدرات البحرية "يكون أفضل من خلال التنسيق المشترك كون المصلحة والنتيجة مشتركة".
وأكد العامري على أهمية إشراك مصر في المبادرات الأمنية الإقليمية، مشيرا إلى موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر والتحديثات البحرية الأخيرة.
وقال إن التهديدات البحرية الإيرانية تخرج عن إطار الأمن الإقليمي لتطال التجارة الدولية، ولا سيما ممرات الشحن بقناة السويس.