أمن
الحرس الثوري يتعهد بمواصلة التدخل في الخليج مع ʼالقوة المحيطيةʻ الجديدة
تهدف ʼالقوة المحيطيةʻ المزعومة التابعة لقوات الباسيج شبه العسكرية في إيران إلى تجنيد ما يكفي من المتطوعين لتشكيل قوة ظل بحرية في نهاية المطاف للحرس الثوري الإيراني. ويقول مراقبون إن المبادرة هي أشبه بالنكتة.
فريق عمل الفاصل |
أعلن الحرس الثوري الإيراني في 19 كانون الأول/ديسمبر أنه يتم حاليا تشكيل ʼقوة محيطيةʻ جديدة من المتطوعين برعاية قوات الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري.
ومعلنا عن الخطوة في مؤتمر حول دور التعبئة والقوة البحرية للجمهورية الإسلامية لإيران، قال قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري إن "القوة المحيطية للباسيج" هي جزء من جهد بحري أوسع نطاقا.
وزعم تنكسيري أن "55 ألف عنصر و33 ألف قارب" متمركزون في الخليج الفارسي ضمن قوة بحرية متواجدة أصلا للباسيج، قائلا إن مرحلة ثانية من القوة البحرية التطوعية شبه العسكرية مخططة لبحر قزوين.
وتركز هذه التعبئة الجديدة على المحيط وعلى جلب متطوعين من جنوبي إيران لديهم ما يلزم من الخبرة فيما يتعلق بالسفن المحيطية.
وذكرت وكالة تسنيم الإخبارية التابعة للحرس الثوري أن القوارب العسكرية الكبيرة "القادرة على الوصول إلى تنزانيا" باتت جاهزة "للقوة المحيطية" الجديدة.
وقال تنكسيري "لقد قمنا بوضع قوارب عسكرية خاضعة لسيطرة أفراد هم من قوات الباسيج" في بعض القرى.
وتابع "تم تركيب أسلحة مثل الصواريخ عيار 107 ميليمترا على القوارب، وهي أسلحة يمكن استخدامها عند الحاجة".
ونقلت وكالة فارس الإخبارية أن الهدف النهائي هو إنشاء "قوة ظل بحرية" من شأنها دعم وتعزيز بحرية الحرس الثوري.
وفي هذا السياق، قال محلل في المجال البحري مقيم في إيران لموقع الفاصل إن "القوارب المسلحة التي يفترض أنها خاضعة لسيطرة مواطنين عاديين تقدموا ليصبحوا جزءا من قوات الباسيج، تشكل على ما يبدو الجزء الأساسي من قوة الظل البحرية المزعومة التابعة للباسيج".
وذكر المحلل الذي طلب عدم كشف اسمه أن "القوة المحيطية المزعومة التابعة للباسيج هي أشبه بالنكتة بالنسبة لي".
وأضاف "في حال كانت كل هذه المعطيات دقيقة، فإنه من المدهش أن يقوم الحرس الثوري بتجنيد مواطنين عاديين لتشكيل قوة محيطية من دون على الأقل توفير أي معلومات عما إذا كان سيتم تدريب هؤلاء الأفراد".
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
وفي ظل استعداد إيران لاستعراض قوتها بحرا، عملت على دعم وكلائها الحوثيين في عمليات التعطيل التي ينفذونها في البحر الأحمر.
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، هدد الحوثيون بمهاجمة أية سفينة تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية، كما كثفوا هجماتهم على السفن التجارية بغض النظر عن انتمائها.
وتصر إيران على أنها لم تتورط في هجوم حماس على إسرائيل لا في التخطيط ولا في العملية نفسها، وأنها لا تساعد الحركة وسط الحرب الدائرة التي توسعت وأصبحت تتضمن هجمات على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل.
كما أنكرت إيران مرارا وتكرارا إرسال الأسلحة و"الدعم الفتاك" إلى الحوثيين، رغم أن أدلة كثيرة أثبتت عكس ذلك.
وقال مراقبون إنه حتى ما في حال عدم دعم النظام الإيراني أفعال حماس بشكل مباشر، إلا أن دعمه المتواصل للحوثيين بالأسلحة والتدريب والمساعدات المالية يدل على أنه متورط في نشر الفوضى في المنطقة.
وأضافوا أن مزاعم إيران الجديدة بأنها تقوم بتوسيع القوات البحرية للحرس الثوري وتعمل على إنشاء "القوة المحيطية للباسيج" تدل على أنها مصممة على الاستمرار بزعزعة أمن المنطقة وحركتها التجارية بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وفي 13 كانون الأول/ديسمبر، أي بعد إطلاق الحوثيين موجة جديدة من الهجمات على سفينة تجارية في البحر الأحمر، أصدر النظام الإيراني تهديدا للمدافعين عن السفينة وأكد هيمنته على الممر المائي الاستراتيجي.
ونتيجة هجمات الحوثيين، قامت بعض شركات الشحن العملاقة وشركات النفط بتغيير مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع وزاري بتاريخ 19 كانون الأول/ديسمبر في البحرين، "خلال الأسابيع الأربعة الماضية، هاجم المقاتلون الحوثيون أو احتجزوا سفنا تجارية 12 مرة ولا يزالون يحتجزون 25 فردا من طاقم (السفينة التجارية) غالاكسي ليدر كرهائن في اليمن".
وقام الحوثيون بالاستيلاء على السفينة غالاكسي ليدر في البحر الأحمر بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ومعها الطاقم الدولي المؤلف من 25 فردا.
مبادرة أمنية متعددة الجنسيات
هذا وأعلن أوستين في 18 كانون الأول/ديسمبر عن إطلاق مبادرة أمنية جديدة متعددة الجنسيات في البحر الأحمر.
وستجري عملية حارس الازدهار تحت مظلة القوات البحرية المشتركة المؤلفة من 39 عضوا وبقيادة قوة المهام المشاركة 153 التابعة لها والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر.
وتضم المبادرة في عضويتها المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وجزر سيشيل وإسبانيا، وذلك لتقوم بصورة مشتركة بمعالجة التحديات الأمنية في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن.
وأعلنت اليونان أيضا في 21 كانون الأول/ديسمبر عن انضمامها إلى التحالف الجديد.
وقال أوستين إن بعض هذه الدول ستجري دوريات مشتركة، في حين ستوفر دول أخرى دعما استخباريا في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن.
وذكر مسؤولون أميركيون أن بعض الدول غير تلك المذكورة كأعضاء في قوة المهام، التزمت بتوفير أشكال مختلفة من المساعدة بما في ذلك الأصول أو الاستخبارات ولكنها اختارت أن تبقي دورها سريا.
كذلك، أشار البنتاغون إلى أن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية هما يو إس إس كارني ويو إس إس ميسون تتجهان إلى مضيق باب المندب بهدف ردع هجمات الحوثيين والرد عليها.
وجاءت خطوة إعداد العملية البحرية الموسعة بعد استهداف 3 سفن تجارية بصواريخ أطلقها الحوثيون في 3 كانون الأول/ديسمبر.
وجاءت الهجمات في إطار حملة تصعيد للعنف شملت أيضا مسيرات مسلحة ومسيرات أخرى أطلقت باتجاه السفن الحربية الأميركية.