أمن

المملكة المتحدة وإيطاليا ترسلان سفنا حربية لدعم المبادة الأمنية الجديدة في البحر الأحمر

ستحمي المدمرة إتش إم إس دايموند، وهي إحدى أكثر المدمرات في البحرية الملكية البريطانية تقدما، والفرقاطة الإيطالية فيرجينيو فاسان الملاحة التجارية في الممر المائي الرئيس.

انضمت المدمرة دايموند التابعة للبحرية الملكية البريطانية إلى فريق مهام دولي جديد لحماية الملاحة في البحر الأحمر. [حكومة المملكة المتحدة]
انضمت المدمرة دايموند التابعة للبحرية الملكية البريطانية إلى فريق مهام دولي جديد لحماية الملاحة في البحر الأحمر. [حكومة المملكة المتحدة]

فريق عمل الفاصل |

أعلنت المملكة المتحدة وإيطاليا يوم الثلاثاء، 19 كانون الأول/ديسمبر، إنهما سترسلان سفنا حربية إلى البحر الأحمر دعما لمبادرة أمنية بحرية جديدة بقيادة الولايات المتحدة وسط الهجمات المتصاعدة التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن "المدمرة دايموند التابعة للبحرية الملكية قد انضمت إلى عملية حارس الازدهار، وهي فريق مهام دولي جديد لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن".

وأضافت أنه "إلى جانب المدمرة دايموند، يضم فريق المهام في الوقت الراهن ثلاث مدمرات أميركية وسفينة حربية فرنسية في المنطقة".

"وجميعها تعمل في الوقت الراهن في جنوب البحر الأحمر مع تركيز الشراكة متعددة الجنسيات على حماية حرية الملاحة والتجارة الدولية والحياة البشرية، عبر مواجهة الجهات الفاعلة غير المشروعة من غير الدول في المياه الدولية".

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أعلن يوم الاثنين عن إطلاق عملية حارس الازدهار، وهي شراكة أمنية جديدة متعددة الجنسيات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال إن عملية حارس الازدهار ستعمل تحت إشراف القوات البحرية المشتركة التي تضم 39 عضوا وقيادة فريق المهام المشترك 153 الذي يركز على الأمن في البحر الأحمر.

وتعرف مساهمة المملكة المتحدة في القوات البحرية المشتركة باسم عملية كيبيون، وهي أطول وجود بحري لها في الخليج والمحيط الهندي.

وتضم المبادرة في عضويتها المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وجزر سيشل.

وستشارك إسبانيا أيضا، إذ أوضحت وزارة الدفاع الإسبانية يوم الثلاثاء، أن البلاد "تعتمد على قرارات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لذا، فلن تشارك بصورة أحادية".

وفي بيان مشترك يوم الثلاثاء، دانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ومجموعة تمثل 44 من البلدان الحليفة والشريكة تدخل الحوثيين في حقوق وحريات الملاحة في البحر الأحمر.

وجاء في البيان أن تدخل الحوثيين "يهدد أيضا حركة الأغذية والوقود والمساعدات الإنسانية والسلع الأساسية الأخرى إلى وجهات وشعوب في جميع أنحاء العالم".

المدمرة دايموند

هذا ووصلت المدمرة دايموند إلى البحر الأحمر في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بعد أن وافق وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس على عملية النشر يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر، لحماية ودعم ممرات الشحن الرئيسة في البحر الأحمر والخليج.

وقال شابس إن "السفينة الحربية، وهي واحدة من أكثر السفن تقدما في البحرية الملكية البريطانية، قامت يوم السبت بإسقاط مسيرة هجومية مشتبه بها لاستهدافها السفن التجارية في البحر الأحمر".

وبالإضافة إلى المدمرة دايموند والمدمرة لانكستر، فقد تم في إطار العملية نشر سرب من ثلاث سفن متخصصة في إزالة الألغام (وهي بانغور وشيدينغ فولد وميدلتون) وسفينة دعم إضافية تابعة للأسطول الملكي (وهي السفينة كاريدغان باي).

وأضاف شابس أن "مياه الخليج تمثل ممرات حيوية للسفن التجارية، بما في ذلك للناقلات التي تحمل الكثير من إمدادات المملكة المتحدة من الغاز الطبيعي المسال".

وأوضح أن "نحو 50 سفينة تجارية ضخمة تمر كل يوم عبر مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، في حين أن نحو 115 سفينة كبيرة تمر عبر مضيق هرمز".

وتابع أن "هذه الهجمات غير القانونية تشكل تهديدا غير مقبول للاقتصاد العالمي وتقوض الأمن الإقليمي وتهدد برفع أسعار الوقود".

بدوره، قال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، "إننا واثقون من أن فريق مهام يضم سفنا من البحرية الأميركية والبريطانية على وجه الخصوص، إلى جانب حلفائنا الفرنسيين، سيوفر قدرة كبيرة على ردع الهجمات المستقبلية وحماية السفن التجارية".

إيطاليا ترسل فرقاطة

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن وزارة الدفاع الإيطالية أعلنت يوم الثلاثاء أنها سترسل فرقاطة إلى البحر الأحمر في إطار الجهود الدولية للمساعدة في حماية السفن ضد هجمات الصواريخ والمسيرات التي يشنها الحوثيون.

وقالت الوزارة في بيان إن الفرقاطة فيرجينيو فاسان ستتوجه إلى المنطقة في غضون "الساعات القليلة المقبلة".

فيما قال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كوسيتو إن "إيطاليا ستقوم بدورها إلى جانب المجتمع الدولي لمواجهة أنشطة الحوثيين الإرهابية المزعزعة للاستقرار ... وحماية التجارة وضمان حرية الملاحة والقانون الدولي".

هذا ولم يستبعد مصدر دفاعي إمكانية أن ترسل إيطاليا سفينة حربية ثانية إلى البحر الأحمر.

ومن المقرر أن تكون الفرقاطة فيرجينيو فاسان السفينة الرئيسة في مهمة أتالانتا لمكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الأوروبي في شرق إفريقيا اعتبارا من شباط/فبراير.

تحديات تواجه القوة الجديدة

في هذه الأثناء، حذر مسؤول حوثي بارز يوم الثلاثاء من أن أي بلد يتحرك ضد الجماعة ستتعرض سفنه للاستهداف في البحر الأحمر، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

إلا أن ضرب الحوثيين في اليمن يحمل في طياته خطر فتح جبهة جديدة ضد ما يسمى "محور المقاومة"، وهو تحالف معاد لإسرائيل والغرب تدعمه إيران يضم أيضا حركة حماس وحزب الله.

وكانت الحكومات الغربية حريصة على تجنب أي توسع للصراع بين إسرائيل وحماس إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى جر إيران بصورة أكثر مباشرة.

وفي هذه الأثناء، تواصل المملكة العربية السعودية والحوثيون مباحثات السلام لإنهاء الحرب في اليمن حيث لقي نحو 400 ألف شخص مصرعهم منذ العام 2014.

وقال ديرك سيبلز من ريسك إنتليجنس، وهي شركة دانماركية متخصصة في تقييم المخاطر والتخطيط، إنه "من غير المرجح أن يقدم الحوثيون على المخاطرة باتفاق محتمل عبر فعل شيء من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل سعودي".

من جانبه، قال هشام الغنام، مدير عام مركز البحوث الأمنية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض، إن المملكة العربية السعودية "ليس لديها أي نية لتجميد المفاوضات مع الحوثيين والعودة إلى الحرب معهم".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

خخخخ 77