عدالة
الألغام البحرية الحوثية تهدد الأمن والتجارة في البحر الأحمر
تهدد الألغام البحرية التي زرعتها الجماعة المدعومة من إيران أمن البحر الأحمر والتجارة العالمية وقد تسببت بمقتل عشرات الصياديين اليمنيين.
فيصل أبو بكر |
عدن - قال خبراء عسكريون في اليمن إن جماعة الحوثي المدعومة من إيران لوثت بصورة عشوائية البحر الأحمر بالألغام البحرية على مقربة من الممر المائي الدولي ومضيق باب المندب.
وذكروا أن هذه الألغام تشكل خطرا على الملاحة الدولية وحياة الصيادين المحليين، وقد تسببت في السنوات الأخيرة بانفجارات متعددة طالت السفن التجارية والناقلات البحرية.
وأطلق الحوثيون سلسلة هجماتهم الحالية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر.
ولكن قبل ذلك أي في السنوات السابقة، هاجمت الجماعة التي تدعمها إيران عدة سفن تحمل أعلام 5 بلدان على الأقل هي السعودية والإمارات وتركيا واليونان وجزر مارشال.
وقام الحوثيون الذين أعادت الولايات المتحدة يوم 17 كانون الثاني/يناير تصنيفهم كجماعة إرهابية على خلفية هجماتهم المتكررة على الشحن الدولي، بمهاجمة موانئ في اليمن والسعودية.
تاريخ طويل من استخدام الألغام البحرية
وقال عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات لموقع الفاصل إن "جماعة الحوثي المدعومة من إيران باشرت بنشر الألغام البحرية أواخر العام 2015 بعد سيطرتها على محافظة الحديدة".
وأضاف أن القوات البحرية اليمنية اكتشفت في آذار/مارس 2017 لغما بحريا زرعه الحوثيون بالقرب من ساحل ميدي شمالي غربي اليمن.
وأشار محمد إلى أن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة ذكر في تقريره الصادر عام 2017 أنه حقق في 3 ألغام بحرية عثر عليها في ميناء المخا، قائلا إنها تتطابق في الشكل والحجم مع الألغام البحرية الإيرانية الصنع.
وتابع في حديثه للفاصل أن جماعة الحوثي اعترفت في فيلم وثائقي عام 2018 بأنها أنتجت نوعا ما الألغام البحرية باسم "مرصد".
وأضاف أن الجماعة قامت في آذار/مارس 2021 بعرض 11 نموذجا مختلفا من الألغام البحرية أطلق عليها أسماء كرار-1 وكرار-2 وكرار-3 وعاصف-2 وعاصف-3 وعاصف-4 وشواض وثاقب وعويس ومجاهد والنازعات.
وذكر أن لدى الحوثيين عدد كبير من كل شكل من هذه الألغام البحرية.
وأشار إلى أن الجماعة عرضت 6 نماذج ألغام في 23 أيلول/سبتمبر 2023.
’مخزون هائل من الألغام البحرية‘
وبدوره، قال فارس الحميري المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام إن الحوثيين لديهم مخزون هائل من الألغام البحرية.
وأضاف للفاصل أن "الألغام البحرية التي نشرها الحوثيون في المياه اليمنية والسواحل الغربية للبلاد تشكل واحدة من أهم مخاطر الأمن المائي اليمني".
وتابع أنها "تشكل أيضا مصدر تهديد لخطوط التجارة العالمية خطرا يترصد حياة الصيادين على امتداد الساحل الغربي اليمني".
وأكد أن "معظم الألغام البحرية التي زرعها ونشرها الحوثيون هي ألغام محلية الصنع صنعت بخبرات إيرانية".
وأوضح أنهم "نشروها بكثافة في المياه اليمنية والدولية وعلى سواحل البحر الأحمر وقرب مضيق باب المندب".
وذكر الحميري أن الحوثيين نشروا "الألغام البحرية الاعتراضية ذات الأحجام المختلفة على شكل سخانات المياه"، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة محشوة "بمواد شديدة الانفجار".
وقال إن الحوثيين عززوا مؤخرا نشر هذا النوع من الألغام حول جزيرة كمران والصليف والحديدة من أجل منع أية عمليات إنزال بحري وإحباط الهجمات العسكرية من البحر.
وتابع أن الحوثيين زرعوا أيضا عددا من الألغام البحرية الصوتية في المياه اليمنية والدولية بالبحر الأحمر بهدف استهداف السفن الكبيرة.
وذكر أن "الحوثيين يستخدمون كذلك نوعا آخر من الألغام البحرية وهي الألغام الطافية. وتعتبر من الألغام البدائية الصنع والتي تشبه إلى حد كبير عبوات الغاز المنزلي وتكون عادة مزودة بأكثر من رأس متفجر".
وقال إنه "تم اعتراض العشرات من هذه الألغام قبالة ميدي وفي المياه الدولية شمال البحر الأحمر"، لافتا إلى أن تلك الألغام كانت قد نشرت في أماكن أخرى إلا أن الرياح قامت بتحريكها.
ووفق الحميري، فإن الألغام المغناطيسية البحرية التي يتم إلصاقها بأسفل السفن ويمكن التحكم بها عن بعد هي نوع آخر من الألغام البحرية التي يمتلكها ويستخدمها الحوثيون.
وذكر أنه مع أنه لم يتم تسجيل انفجارات لهذا النوع من الألغام، إلا أنه من الممكن أن يتم استخدامها لمهاجمة السفن.
وأكد أن تطهير المياه من الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون سيتطلب عملا مضينا وكبيرا.
حياة الصيادين معرضة للخطر
ومن جانبه، قال الخبير العسكري العميد جميل المعمري إن الحوثيين نشروا مئات الألغام البحرية على الشريط الساحلي من ميدي إلى باب المندب.
وأضاف أن الغواصين اليمنيين اكتشفوا أكثر من 200 لغم بحري على ساحل اليمن، ذاكرا أن قوارب الصيادين ارتطمت بالألغام وانفجرت في عدد من الحوادث بالمياه اليمينية.
يُذكر أنه إلى جانب سبل عيش الصيادين، تشكل الألغام البحرية خطرا كبيرا على الملاحة الدولية وخطوط التجارة وإمدادات النفط العالمية.
وفي هذا الإطار، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إن وزارة حقوق الإنسان اليمنية أعلنت مقتل أكثر من مائة صياد يمني في انفجارات ألغام بحرية حتى تاريخه.