إعلام
روسيا تحاول نشر الفوضى في الشرق الأوسط عبر حملات التضليل
تستخدم روسيا الدعاية لزعزعة استقرار الشرق الأوسط وعرقلة الملاحة الدولية ودعم مصالحها.
فيصل أبو بكر |
قال محللون إن روسيا تستخدم الدعاية المضللة حول الأحداث في البحر الأحمر لزعزعة استقرار الشرق الأوسط والإضرار بالملاحة الدولية في الممر المائي الاستراتيجي.
وتشن روسيا حملة تضليل حول البحر الأحمر زاعمة أن هناك "مواجهة بحرية [محتملة] بين روسيا وحلف شمال الأطلسي"، إضافة لحملات التضليل الروسية في الشرق الأوسط التي تروج للحوثيين وتستخدم السلوك الشبيه بالروبوتات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشير الحملة الدعائية بشأن البحر الأحمر والتي أطلقها بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يفترض أنه صدام وشيك بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وتعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عضوين رئيسيين في التحالف الغربي.
وفي 28 آذار/مارس، نشر المستخدم أليكس_أولوييدي2 الذي يحمل علامة التحقق على موقع إكس والذي ينشر بانتظام معلومات مضللة مؤيدة للكرملين، صورة لسفن حربية مع التعليق التالي:
"عاجل: مواجهة بحرية محتملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي
دخل أسطول المحيط الهادئ التابع للبحرية الروسية البحر الأحمر، وهو في طريقه إلى سواحل اليمن حيث توجد عدة سفن أميركية وبريطانية تنفذ ضربات ضد الحوثيين".
إثارة الفوضى
ولا تؤدي مثل هذه المعلومات المضللة إلا إلى الإضرار بالأمن والتجارة، في حين أنها تقوي قبضة الدول المارقة.
وفي هذا السياق، قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل في اليمن للفاصل إن "ترويج روسيا لاحتمالية مواجهات عسكرية روسية مع السفن البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي ليست لصالح استقرار البحر الأحمر".
وأضاف أن سلوك روسيا "يضر بالملاحة الدولية واستقرار الشرق الأوسط ويفيد إيران التي تستغل كل أنشطة العسكرة بالبحر الأحمر".
وذكر أن روسيا أثبتت دعمها للحوثيين من خلال استضافة وفد حوثي في موسكو بشهر كانون الثاني/يناير.
وأكد أن الدعاية الروسية بشأن مواجهات في البحر الأحمر "تعزز الفوضى".
وتابع أنه "في الوقت عينه، أجرت روسيا مناورات عسكرية مع إريتريا بصورة منفصلة وأجرت مناورات بحرية أخرى مع نظيرتيها الصينية والإيرانية في خليج عُمان".
روسيا تستغل الحوثيين في باب المندب
وبدوره، قال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي إن "روسيا تجد في الحوثيين [فرصة] استراتيجية لوجودهم في باب المندب".
يُذكر أن المضيق يفصل بين اليمن وجيبوتي وبين آسيا وأفريقيا ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي.
وأشار إلى أن الدعم الروسي للحوثيين ليس علنيا بل يتم بالسر، مؤكدا أن الكرملين يدعم الحوثيين بالأسلحة لرفع كلفة المواجهة في باب المندب.
وفي هذه الأثناء، قالت إيلين جانادزي وهي باحثة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط إن روسيا تستغل وجودها ونفوذها طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط لنشر معلومات مضللة باستخدام قنوات مختلفة، بما في ذلك وسائل الإعلام المدعومة من الدولة مثل شبكتي روسيا اليوم وسبوتنيك.
وذكرت في 29 نيسان/أبريل أن السفارات الروسية في الشرق الأوسط تنشط في نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة.