أمن
شركة ميرسك توقف الشحن عبر البحر الأحمر 'حتى إشعار آخر' مع شن الحوثيين لهجمات جديدة
بعد وقت قصير من إعلان عملاق الشحن، شن الحوثيون هجوما جديدا على السفن التجارية في البحر الأحمر.
فريق عمل الفاصل |
أعلن عملاق الشحن الدنماركي ميسرك يوم الثلاثاء، 2 كانون الثاني/يناير، أنه لن يستأنف المرور عبر البحر الأحمر "حتى إشعار آخر" مع استمرار الحوثيين المدعومين من إيران شن هجمات على السفن التجارية في الممر المائي الدولي الرئيس.
وقالت الشركة في بيان "لقد قررنا إيقاف كل عمليات المرور عبر البحر الأحمر/خليج عدن حتى إشعار آخر".
وأضافت الشركة "في الحالات التي يكون فيها الأمر منطقيا لعملائنا، سيتم تغيير مسار السفن ومواصلة رحلاتها حول رأس الرجاء الصالح".
وهذه هي المرة الثانية التي تعلق فيها الشركة عمليات الشحن عبر البحر الأحمر.
ففي منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر، ومثلما فعلت كل شركات الشحن العملاقة الأخرى، قامت الشركة الدنماركية بإيقاف عبور سفنها عبر هذا المسار، وذلك عقب الهجمات التي شنها الحوثيون.
وأعلنت أنها ستستأنف عمليات الشحن يوم 24 كانون الأول/ديسمبر، لكنها قامت بتعليق المرور مرة أخرى يوم 31 كانون الأول/ديسمبر، أي بعد أسبوع.
ففي نحو الساعة 9:30 مساء بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، أطلق الحوثيون صاروخين بالستيين نحو سفن تجارية تمر بالقرب من مضيق باب المندب، حسبما ذكر الجيش الأميركي.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان على موقع إكس إن "العديد من السفن التجارية في المنطقة أبلغت عن ارتطام الصواريخ البالستية المضادة للسفن بالمياه المجاورة، علما أنه لم تذكر أي سفينة تعرضها لأضرار".
وأضافت القيادة أن "هذه الأعمال غير القانونية عرضت للخطر حياة عشرات البحارة الأبرياء وتستمر في تعطيل التدفق الحر للتجارة الدولية".
فضلا عن الإضرار بالتجارة الدولية، تقوّض هجمات الحوثيين الاقتصاد اليمني الهش أصلا، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، وتضعف احتمال إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ تسع سنوات.
الهجمات على السفن التجارية
ويوم الأحد، أغرقت مروحيات البحرية الأميركية ثلاثة قوارب صغيرة تابعة للحوثيين بعد مهاجمتها لسفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر مع استجابة المروحيات لنداء استغاثة من السفينة، حسبما ذكر الجيش الأميركي.
وفي الساعة 6:30 صباحا بالتوقيت المحلي، وجهت سفينة الحاويات ميرسك هانغزهو نداء استغاثة ثان في أقل من 24 ساعة، أوردت فيه أنها تتعرض للهجوم من زوارق صغيرة قادمة من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
فقد فتح المسلحون النيران على سفينة الحاويات التي تحمل علم سنغافورة والتي تمتلكها وتشغلها الدنمارك من على زوارق صغيرة، بعدما اقتربوا لمسافة 20 مترا من السفينة وحاولوا الصعود على متنها.
وقام فريق أمني على متن السفينة بالرد على النيران.
وقالت القيادة المركزية إن مروحيات أميركية من حاملة الطائرات يو إس إس إيزنهاور والمدمرة غرافلي استجابت لنداء الاستغاثة.
وأضافت أنه "أثناء توجيه تحذيرات شفهية للزوارق الصغيرة، أطلقت الأخيرة النيران على المروحيات الأميركية".
"فردت مروحيات البحرية الأميركية على النيران دفاعا عن النفس، وأغرقت ثلاثة من الزوارق الأربعة الصغيرة، وقتلت أفراد أطقمها. أما الزورق الرابع، فقد فر من المنطقة".
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن الناطق باسم الحوثيين يحيى سريع أكد أن عشرة عناصر من القوات البحرية التابعة للجماعة "قتلوا أو فقدوا" في الضربة الأميركية.
وفي نحو الساعة 8:30 مساء بالتوقيت المحلي يوم السبت، أصدرت ميرسك هانغزهو أول نداء استغاثة، أفادت فيه أنها تعرضت للقصف بصاروخ أثناء عبورها في جنوب البحر الأحمر، في طريقها من سنغافورة إلى ميناء السويس في مصر.
وطلبت السفينة المساعدة، فاستجابت المدمرة غرافلي والمدمرة لابون، وقامت غرافلي بإسقاط صاروخين بالستيين مضادين للسفن أطلقا من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن نحو السفن في هذه الأثناء.
وعقب حادث يوم الأحد، علقت شركة ميرسك عمليات مرور سفنها عبر البحر الأحمر لمدة 48 ساعة، وهو توقف قامت الشركة بتمديده إلى أجل غير مسمى.
ويوم 28 كانون الأول/ديسمبر، أسقطت مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ميسون مسيرة وصاروخا بالستيا مضادا للسفن في جنوب البحر الأحمر أطلقهما الحوثيون.
ويوم 26 كانون الأول/ديسمبر، أسقطت القوات الأميركية 12 مسيرة انتحارية وثلاثة صواريخ بالستية مضادة للسفن وصاروخي كروز للهجوم البري في جنوب البحر الأحمر بعد أن أطلقها الحوثيون على مدار فترة عشر ساعات.
المملكة المتحدة مستعدة لاتخاذ 'إجراء مباشر'
في هذه الأثناء، أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن بريطانيا "مستعدة لاتخاذ إجراء مباشر" ضد الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن عقب الهجمات المتكررة على السفن في البحر الأحمر.
وكانت مدمرة بريطانية قد أسقطت مسيرة هجومية حوثية مشتبه بها في البحر الأحمر في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر.
وبعد ساعات من حادث يوم الأحد الذي تعرضت له السفينة ميرسك هانغزهو، قال شابس إن بريطانيا يمكن أن تكثف تدخلاتها العسكرية.
وكتب في صحيفة ذا ديلي تلغراف "نحن مستعدون لاتخاذ إجراء مباشر، ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لردع التهديدات الموجهة لحرية الملاحة في البحر الأحمر".
وتابع "ينبغي على الحوثيين أن يدركوا بما لا يرقى إلى الشك، أننا ملتزمون بمحاسبة الجهات الفاعلة الشريرة على عمليات الاستيلاء والهجمات غير القانونية".
ووصف شابس الوضع في المنطقة بأنه "اختبار للمجتمع الدولي" من الممكن أن يكون له تداعيات على الممرات المائية الأخرى التي يحتمل أن يكون متنازعا عليها.
وأضاف "إذا لم نحم البحر الأحمر، فذلك قد يشجع الذين يسعون للتهديد في أماكن أخرى، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي وشبه جزيرة القرم".
وأكد "نحتاج أن نقف بحزم مع حلفائنا وأن نكون حازمين دفاعا عن معتقداتنا ونقف بحزم دفاعا عن الأبرياء العالقين في هذه الأحداث".
استفزازات إيرانية
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأحد، إنه تحدث إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حول التوترات في البحر الأحمر.
وأعلن على مواقع التواصل الاجتماعي "أوضحت أن إيران تتشارك في المسؤولية في منع تلك الهجمات"، مشيرا إلى "دعم طهران الطويل" للحوثيين.
وأوردت وكالة روتيرز أن أمير عبد اللهيان التقى الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام في طهران يوم الاثنين، وشكر الجماعة على أنشطتها الأخيرة.
وبحسب الوكالة، فقد أعرب عبد السلام عن الامتنان لإيران على "دعمها السياسي المتواصل" لما يسمى "محور المقاومة"
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية الإخبارية يوم الاثنين أن السفينة الحربية الإيرانية ألبرز دخلت البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب.
ولم تقدم الوكالة أسبابا محددة على نشرها، لكنها أشارت إلى أن السفن الحربية الإيرانية كانت تعمل في المنطقة منذ العام 2009، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
الجهود الدولية
ومنذ أن أعلن وزير الخارجية الأميركي لويد أوستن إطلاق مبادرة أمنية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر يوم 18 كانون الأول/ديسمبر،أكدت أكثر من 12 دولة مشاركتها في العملية.
وعملية حارس الازدهارتعمل تحت رعاية القوات البحرية المشتركة وقيادة فريق المهام المشترك 153 الذي يركز على الأمن في البحر الأحمر.
وقالت القوات البحرية المشتركة إنها جهد دولي مركز للتعامل مع التحديات الأمنية البحرية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلاد وتعزيز الأمن الإقليمي.
وعلى نحو منفصل، تدرس ألمانيا وشركاء الاتحاد الأوروبي إمكانية إطلاق مهمة بحرية جديدة لحماية السفن التجارية المعرضة للهجوم في البحر الأحمر، حسبما أفادت وكالة رويترز يوم 28 كانون الأول/ديسمبر.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية "نحن كحكومة ألمانية مستعدون لهذا الأمر. من المهم أن نكون كاتحاد أوروبي قادرين على العمل بأسرع وقت ممكن في ضوء الهجمات المتواصلة".
وأضاف أن ألمانيا تستمر في دراسة المشاركة في المهمة التي تتولى الولايات المتحدة قيادتها.
وأجريت محادثات في بروكسل حول تمديد مهمة مكافحة القرصنة التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي، والتي تعرف باسم أتلانتا، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، لكن لم يتم بعد اتخاذ قرار، حسبما أوضح الناطق.