أمن

الصين تستفيد من ’معاملة الحوثيين المميزة‘ لها في ظل مساعي الولايات المتحدة والعالم لحماية الشحن

تزايدت نسبة سفن الحاويات التي تنقل حمولات مرتبطة بالصين عبر البحر الأحمر في ظل تجنب البلدان الأخرى المنطقة بفعل هجمات الحوثيين.

سفينة بضائع تستعد للرسو في محطة الحاويات بميناء يانيونغانغ في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين يوم 6 كانون الأول/ديسمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]
سفينة بضائع تستعد للرسو في محطة الحاويات بميناء يانيونغانغ في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين يوم 6 كانون الأول/ديسمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

فيما تعمل القوات الأميركية والقوات متعددة الجنسيات جاهدة لحماية التدفق الحر للتجارة من هجمات الحوثيين، يتزايد الوجود الصيني في البحر الأحمر في ظل الحصانة الموعودة التي منحتها إياها الجماعة المدعومة من إيران.

وانخفض عدد سفن الحاويات التي تمر عبر البحر الأحمر مع مواصلة الحوثيين استهدافهم السفن التجارية، باستثناء السفن التي تشغلها الصين وروسيا.

وفيما عمدت شركات الشحن الكبرى إلى تحويل مسار سفنها حول طريق رأس الرجاء الصالح، تستفيد الصين وروسيا من علاقتهما المميزة بالجماعة الإرهابية التي وعدتهما بضمان العبور الآمن لسفنهما في منتصف كانون الثاني/يناير.

ومع توقف حركة العبور في اتجاه الجنوب، فإن الناقلات التي تحمل المنتجات النفطية النظيفة والتي لا تزال تمر هي كلها تقريبا من مصدر روسي، حسبما ذكرت شركة تحليلات النفط فورتكسا في تقرير صدر بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير.

صورة التقطت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر تظهر سفينة الشحن غالاكسي ليدر التي استولى عليها المقاتلون الحوثيون قبل يومين، في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن. [وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر تظهر سفينة الشحن غالاكسي ليدر التي استولى عليها المقاتلون الحوثيون قبل يومين، في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن. [وكالة الصحافة الفرنسية]

ووسط الفوضى السائدة، ظهرت شركة شحن صينية جديدة غامضة تعد بتوفير "أقصى قدر من الرعاية للطاقم والشحنات والسفن مع مستوى أمن عال" في البحر الأحمر، حسبما أفاد موقع لويدز ليست إنتليجنس في 23 كانون الثاني/يناير.

وتأسست شركة الشحن الجديدة وهي سي لجند شيبينغ في سنغافورة ولكن الصين تتحكم بها. وتتضمن الخدمات التي تعد بتقديمها عمليات مواكبة من قبل البحرية الصينية وحراس مسلحين خصوصيين على متن السفن.

وحصلت الشركة على موافقة وزارة النقل الصينية في شباط/فبراير 2023 لتشغيل خدمات خط حاويات دولي في الموانئ الصينية، بحسب شهادة نشرت على موقع الشركة.

وتملك شركة سي لجند وتشغل أسطولا يضم 10 سفن بطاقة إجمالية تبلغ 32750 حاوية شحن قياسية.

وكونها بهذا الحجم، قد تصنف الشركة في المرتبة 46 على قائمة أكبر مائة شركة شحن على مستوى العالم بحسب مؤشر ألفا لاينر، إلا أن الشركة غائبة على نحو غامض عن القائمة الموثوقة والمحدثة بصورة دورية.

ويشير ذلك إلى أن توسع الشركة السريع قد حدث مؤخرا، وفقا للويدز ليست.

يُذكر أن سي لجند مرتبطة بشركة شحن صينية أخرى جديدة نسبيا باسم ترانسفار شيبينغ.

ووفق هيئة المحاسبة وتنظيم الشركات في سنغافورة، فإن الجهة المساهمة في سي لجند هي شركة سي وورلد لجند هولدنغز المحدودة والتي لها عنوان متطابق مع الجهة المساهمة في شركة ترانسفار، أي شركة ترانسفار مارين هولدينغز المحدودة.

وأكد مسؤول تنفيذي كبير في ترانسفار للويدز ليست أن الشركة تشغل وتدير شركة سي لجند من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وبالمقابل قال مصدر في مجال شحن الحاويات للويدز ليست، إنه من الممكن أن ترانسفار تحاول من خلال إنشاء علامة تجارية منفصلة تخفيف المخاطر في حالة تعرض سفنها للقصف في البحر الأحمر.

ولكن يبدو الأمر مستبعدا.

السفن الصينية والروسية ’غير مهددة‘

وفي مقابلة نشرتها صحيفة إزفيستيا الروسية يوم 19 كانون الثاني/يناير، أصر المسؤول الحوثي الرفيع محمد البخيتي على أن المياه المحيطة باليمن آمنة طالما أن السفن غير مرتبطة بدول معينة.

وقال البخيتي إنه "بالنسبة لكل البلدان الأخرى بما فيها روسيا والصين، فإن شحنها في المنطقة غير مهدد".

ومع أن الحوثيين يصرون على أن هجماتهم لا تستهدف إلا السفن التي تحمل جنسيات معينة، إلا أن الولايات المتحدة أشارت إلى أن السفن لها صلات بعشرات الدول.

هذا وامتنعت بيجين عن إدانة الهجمات الحوثية بصورة رسمية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما امتنع الجيش الصيني عن الانضمام لقوة المهام متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة والتي تهدف إلى حماية الملاحة البحرية في المنطقة.

وخلال اجتماع عقد في بانكوك يوم 27 كانون الثاني/يناير مع وزير الخارجية الصينية وانغ يي، أثار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان "أهمية استخدام بيجين لنفوذها لدى إيران للمطالبة بوقف الهجمات ووضع حد فعلي لها".

وقال مسؤول بالبيت الأبيض شريطة عدم الكشف عن هويته، "يقول لنا الصينيون بصورة مباشرة إنهم يبحثون في هذه المسألة مع إيران. لكن... أعتقد أننا نتطلع فعليا [لرؤية] وقائع على الأرض ويبدو أن هذه الهجمات متواصلة".

تبادل تجاري متزايد بين الصين وروسيا

ومن إجمالي 27 سفينة مرتبطة بالصين عبرت البحر الأحمر منذ منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر، كانت 17 سفينة منها قد توقفت في موانئ روسية.

ومع أن تجارة الحاويات مع روسيا لا تنتهك بالضرورة العقوبات الغربية، إلا أنها تظهر مستوى من التواطؤ بين بيجين وموسكو اللتين يعتمد اقتصادهما بشكل كبير على التجارة العابرة في قناة السويس.

هذا واستقبل نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف في 25 كانون الثاني/يناير وفدا حوثيا لمناقشة التوترات في البحر الأحمر.

ولكن لم ينتقد أو يتهم الاجتماع والبيان اللاحق له الحوثيين بما يخص أعمالهم العدوانية. وبدلا من ذلك، أكدت روسيا وقوفها إلى جانب المعتدين، أي حلفاؤها المرتبطون بإيران.

وفي هذه الأثناء، استمرت إيران وحلفاؤها الرئيسيون أي روسيا والصين بالاستفادة من علاقتهما مع الحوثيين لإرسال السفن عبر البحر الأحمر.

فمرت سفينة البضائع الإيرانية غولسان يوم الثلاثاء، 6 شباط/فبراير، عبر باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حسبما أوردت صحيفة الشرق الأوسط.

كما عبرت سفينة البضائع الصينية لينهاي 1 المضيق أيضا مع وجود حراس مسلحين على متنها، حسبما أضافت الصحيفة.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

واضح ان المقاومه ارهاب فى سياستكم

خالصه