سياسة
وسائل الإعلام الحكومية الروسية تدعم الحوثيين في ظل استفادة الكرملين من فوضى البحر الأحمر
أثار تقرير بثته وسائل الإعلام الروسية وزعم أن الحوثيين يمتلكون صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت تساؤلات حول دوافع الكرملين الكامنة وراء هكذا معلومات.
فريق عمل الفاصل |
مع تصعيد الحوثيين لتهديداتهم ضد الشحن التجاري، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الروسية تقريرا مشكوكا في صحته ونواياه، يدعي أن الجماعة المدعومة من إيران تمتلك في ترسانتها صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت.
وفي أعقاب بث التقرير الصادر عن وكالة الأنباء الروسية الرسمية، ريا نوفوستي، والتي نقلت هذا الادعاء عن مسؤول دون ذكر اسمه، أكدت الولايات المتحدة أنه "لا يوجد أي مؤشر على الإطلاق" يدل على أن الحوثيين يمتلكون صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت.
وكانت إيران قد زعمت في حزيران/يونيو، 2023، أنها ستكشف النقاب عن أول صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، واستخدمته روسيا في هجومها المستمر على أوكرانيا.
وقال مراقبون إنه من خلال نشر أنباء عن امتلاك الحوثيين لمثل هذا الصاروخ، ربما يحاول الكرملين تضخيم قدرات الحوثيين أمام المجتمع الدولي.
ويثير هذا الأمر التساؤل حول ما الذي يستفيده الكرملين من نشر هكذا معلومات.
وتأتي أخبار الصاروخ الجديد الذي تفوق سرعته سرعة الصوت في الوقت الذي أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في 14 آذار/مارس، أن الجماعة ستبدأ في استهداف السفن المتجهة نحو رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الجماعة هاجمت حتى الآن بشكل كثيف السفن المتجهة إلى البحر الأحمر بالقربمن مضيق باب المندب.
وقالت الصحيفة إن "مثل هذا التصعيد سيستهدف الطريق البديل الأطول الذي تستخدمه بعض السفن"، مضيفة أنه "ما يزال من غير الواضح كيف سينفذ [الحوثيون] أي هجوم محتمل".
وقال مراقبون إنه من خلال إعلانها عن امتلاك الحوثيين لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، وهو ما قد يمكّنهم من تنفيذ هجوم على مسافة أطول، تؤكد روسيا على ما يبدو تهديدات الحوثيين بتقديم "مفاجآت" في المعارك البحرية.
والجدير ذكره أن تقرير وسائل الإعلام الرسمية الروسية يأتي في الوقت الذي يواصل حلفاء إيران، روسيا والصين، الاستفادة من اضطراب البحر الأحمر.
وكان الحوثيون قد حيدوا السفن الروسية والصينية بشكل خاص، ووعدوها بتأمين مرور آمن لها عبر البحر الأحمر، حتى عندما يهاجمون سفن العديد من الدول الأخرى.
ورجح المراقبون أن تكون التلميحات بامتلاك الحوثيين قدرات صاروخية جديدة في الوقت الذي تصعد الجماعة تهديداتها على جميع السفن باستثناء السفن الروسية والصينية، تخدم مصالح الكرملين الخاصة.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، في 14 آذار/مارس، "لا يوجد أي مؤشر على الإطلاق على أن الحوثيين لديهم إمكانية الوصول إلى سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت".
ولفت المراقبون إلى أنه حتى لو كان لدى الحوثيين مثل هذا السلاح في ترسانتهم، فمن المحتمل أنهم قد حصلوا عليه من داعمتهم إيران، أو من حليفتها روسيا.