أمن
العملية الدولية لحماية السفن التجارية بالبحر الأحمر تكتسب زخما
تتوسع عملية حارس الازدهار مع مشاركة 22 دولة فيها وتوقع انضمام المزيد من الدول إليها في الأسابيع المقبلة.
فريق عمل الفاصل |
قال الجيش الأميركي إنه منذ إطلاق عملية حارس الازدهار في 18 كانون الأول/ديسمبر، عبرت نحو 1500 سفينة تجارية البحر الأحمر بأمان، كما زاد التعاون مع قطاع الشحن البحري بشكل كبير.
وينمو التحالف البحري الدولي بسرعة، إذ تشارك 22 دولة في العملية ومن المتوقع أن يشارك المزيد من الدول فيها خلال الأسابيع المقبلة.
ومن جهة أخرى، واصل الحوثيون المدعومون من إيران مضايقة ومهاجمة السفن التجارية في الممر المائي الدولي الرئيسي وفي مضيق باب المندب الضيق عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
وتلقت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة يوم الاثنين، 8 كانون الثاني/يناير، تقريرا عن اقتراب مركبين صغيرين من سفينة تجارية على بعد حوالي 50 ميلا بحريا جنوبي شرقي ميناء المخا اليمني، حسبما أفادت وكالة رويترز.
ولم يتم رصد أي أسلحة وتم الإبلاغ عن سلامة السفينة وطاقمها.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن المدمرة الأميركية يو إس إس لابون أسقطت صباح يوم السبت مسيرة كانت قد انطلقت من المناطق الخاضعة للحوثيين في اليمن بالمياه الدولية جنوبي البحر الأحمر.
وأضافت أن الهجوم وقع على مقربة من عدة سفن تجارية، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات أو أضرار نتيجة الحادث.
وصباح يوم الخميس، انفجرت سفينة حربية مسيرة ذات اتجاه واحد تابعة للحوثيين في ممرات الشحن الدولية.
وقال نائب الأدميرال بالقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية براد كوبر خلال إحاطة صحافية يوم الخميس، "لحسن الحظ لم تقع إصابات ولم تُصب أي من السفن، لكن شن هجوم من سفينة حربية مسيرة ذات اتجاه واحد يشكل أمرا مثيرا للقلق".
وقال كوبر إنه تم منذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر تسجيل أكثر من 25 هجوما على السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وأضاف "تقييمنا هو أن 55 دولة لها اتصالات مباشرة مع السفن التي تعرضت للهجوم"، سواء عبر الدولة التي ترفع السفينة علمها أو الدولة حيث تم تصنيع البضائع أو حيث يتم إرسالها أو عبر ملكية السفينة أو جنسيات الطاقم.
وأشار إلى أن آثار هذه الهجمات "تمتد إلى جميع أنحاء العالم"، مؤكدا أن "هذه مشكلة دولية تتطلب حلا دوليا".
ولفت إلى أنه عندما تقترب السفن من نقطة تفتيش مثل باب المندب، "غالبا ما تشكل خطوطا ضيقة جدا في التحرك بالقرب من بعضها البعض"، مضيفا أنه حتى الآن حدثت جميع هجمات الحوثيين على السفن في ممرات الملاحة البحرية المزدحمة.
وتابع أن "ذلك إلى جانب واقع أن صواريخ الحوثيين غالبا ما تخطئ أهدافها المقصودة، يعني أن أي سفينة معرضة في أي وقت لخطر التعرض لأضرار جانبية عند مرورها عبر الأراضي الخاضعة للحوثيين بالقرب من جنوبي البحر الأحمر".
عرقلة دولية
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يوم الأحد إن هجمات الحوثيين على حرية الملاحة في البحر الأحمر "أثرت بشكل مباشر على المواطنين والبضائع والمصالح التجارية لأكثر من 40 دولة".
وذكر خلال مؤتمر صحافي عقد في قطر مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "لقد عطلوا أو حولوا مسار ما يقارب 20 في المائة من الشحن العالمي".
وقال إن "أكثر من 12 شركة شحن اضطرت إلى إعادة توجيه مسار آلاف السفن حول رأس الرجاء الصالح"، ما يعني أنها "ستستغرق وقتا أطول لإيصال البضائع إلى وجهتها".
وأكد أن ذلك يزيد التكلفة علما أن "هذه الزيادة تقع على عاتق المستهلكين حول العالم، سواء كانت البضاعة كناية عن مواد غذائية أو وقود أو أدوية أو مساعدات إنسانية".
وأضاف بلينكن "لذا فإن هذه الهجمات التي يشنها الحوثيون تلحق الضرر بالناس في جميع أنحاء العالم، وأكثرهم تضررا هم السكان الأكثر فقرا وضعفا، بما في ذلك في اليمن وفي غزة".
وشدد آل ثاني على أن موقف قطر "واضح للغاية بشأن حماية حرية الملاحة، وما يحدث من تصعيد في البحر الأحمر أمر غير مقبول ولا نريد أن نراه في بلادنا".
وأضاف أن قطر تأمل أن "يتوقف ما تتعرض له السفن المدنية في أقرب وقت ممكن عبر وسائلنا الدبلوماسية".
’تواجد مستمر‘
وقال كوبر إن عملية حارس الازدهار هي "ذات طبيعة دفاعية بشكل تام".
وأضاف أنها تعمل تحت رعاية فرقة العمل 153 التابعة للقوات البحرية المشتركة ما يجلب أعدادا أكبر من السفن إلى الممر المائي ويؤمن "تواجدا مستمرا" فيه، مشيرا إلى أن عدد الدول المشاركة قد تزايد.
وتابع أنه قبل بدء العملية، "كان الوجود البحري في جنوب البحر الأحمر عرضيا في أحسن الأحوال، لأنه بصراحة لم يكن ضروريا".
وذكر "لكن منذ بدء العملية، التزمت العديد من الدول بمواصلة الدوريات في هذه المياه، ونشكل معا الآن أكبر تواجد سطحي وجوي في جنوب البحر الأحمر منذ سنوات".
وأضاف "لدينا اليوم 5 سفن حربية تابعة لدول عالمية تجري دوريات في جنوبي البحر الأحمر"، بالإضافة إلى طائرات استطلاع مسيرة وغير مسيرة وطائرات تكتيكية وطائرات من حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور.
وقال كوبر إن "22 دولة تشارك الآن [في العملية منذ إطلاقها] وقد رأينا في الأيام القليلة الماضية اليونان والدنمارك تعربان علنا عن استعدادهما لإرسال السفن".
وتابع "نتوقع في الأسابيع المقبلة مساهمة دول إضافية، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز قدرتنا على الردع".
وأضاف أنه منذ بدء العملية، لم تصب أي طائرات مسيرة أو صواريخ أطلقها الحوثيون على الممرات البحرية الدولية أي سفن تجارية و"عبرت نحو 1500 سفينة بأمان عبر باب المندب".
وذكر "منذ بدء العملية، أسقطنا مع شركائنا 19 طائرة مسيرة وصاروخا وأغرقنا 3 قوارب صغيرة".
وقال "من بين الطائرات المسيرة والصواريخ الـ 19، كان 11 منها عبارة عن طائرات بدون طيار. وكان هناك صاروخان كروز و6 صواريخ باليستية مضادة للسفن".
تفاعل مع قطاع الشحن
وقال كوبر إنه من خلال عملية حارس الازدهار، "قمنا بالفعل بزيادة تفاعلنا إلى حد كبير مع قطاع الشحن من خلال اتصالات قوية ومتكررة ثنائية الاتجاه ونهج متعدد المستويات".
وأضاف "أعتقد أن العلاقات التي كانت دوما قوية أصبحت أقوى".
وأوضح كوبر "نملك سفنا في مناطق محددة منتشرة على طول جنوبي البحر الأحمر... وتقوم بدوريات نشطة للغاية وهي قادرة على إجراء هذه الدوريات جنبا إلى جنب مع مجموعة كبيرة من التجار العابرين والدفاع عنهم".
وأضاف أنه في بعض الأحيان، ستتحول هذه السفن "لمواكبة مجموعة من السفن أو الاقتراب منها من أجل ضمان مراقبة دقيقة للغاية".
وتابع "هذا هو المفهوم العام ونحن سعداء به وأعتقد أن ذلك سيستمر. ومع مساهمة المزيد من الدول بالسفن وتأكيد مشاركتها على الأرض والبعض منها يقطع مسافات طويلة لذلك، ستعتمد كلها هذا النموذج".
وقال إن التواجد المعزز "يعد بمثابة ضمانة للقطاع التجاري. وقد أعرب لنا هذا القطاع عن ذلك بصورة مباشرة في مناسبات عدة".
وختم قائلا "ومن الأمور المهمة بشكل خاص أننا نعمل في البحار. ففور مشاهدته خطرا ما، يمكنه الإبلاغ عنه والحصول على استجابة سريعة جدا. وأعتقد أن ذلك كان مفيدا للغاية".