دبلوماسية
الحوثيون يبددون تقدم السلام في اليمن خدمة لإيران
مع مواصلة هجماتهم، يضيّع الحوثيون "المتهورون" سنوات من التقدم نحو الحل السلمي في اليمن خدمة لإيران وأجندتها.
فريق عمل الفاصل |
حذر مسؤول أميركي أنه مع مواصلة الحوثيين شن هجماتهم في البحر الأحمر، فهم يعرضون للخطر سنوات من التقدم نحو حل الصراع اليمني عبر تحالفهم مع إيران التيتستمر بتسليحهم ودعمهم.
ففي جلسة استماع للجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بشأن القضايا الأمنية في اليمن والبحر الأحمر عقدت يوم 27 شباط/فبراير، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إن "اليمن يمر بلحظة حرجة".
وأضاف أن شعب اليمن يستحق أن يعيش بدون الحرب والجوع والمرض، الذين أودوا بحياة مئات الآلاف خلال العقد الماضي.
لكن "هجمات الحوثيين المتهورة تعرض للخطر الإنجازات الحقيقية التي حققتها الدبلوماسية المتعددة الأطراف على مدى السنوات الثلاث الماضية".
وتابع ليندركينغ أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، أعلن في كانون الأول/ديسمبر أن أطراف النزاع توصلوا إلى تفاهم سيشكل أساسا لخارطة طريق للسلام في اليمن.
وأشار إلى أن هذا التفاهم يشمل "وقفا دائما لإطلاق النار وعملية سياسية يمنية-يمنية شاملة"، مضيفا أن "خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة تظل أفضل أمل لليمن لإنهاء الصراع وتجنب الانزلاق مرة أخرى إلى حرب أهلية دامية".
وأردف ليندركينغ "لكن وكما رأينا جميعا منذ تشرين الأول/أكتوبر، ضيّع الحوثيون هذا التقدم خدمة لأجندتهم السياسية الخاصة وتحالفهم مع إيران على حساب الشعب اليمني".
وكشف أن "إيران تقوم بتجهيز وتسهيل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتشير تقارير عامة وموثوقة إلى أن عددا كبيرا من نشطاء حزب الله الإيرانيين واللبنانيين يدعمون هجمات الحوثيين من داخل اليمن".
وكان البيت الأبيض قد قال في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إن إيران "متورطة بعمق" في التخطيط للهجمات، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح ليندركينغ أن "تقريرا حديثا غير سري لوكالة الاستخبارات الدفاع، يؤكد استخدام الحوثيين للصواريخ والمركبات الجوية غير المأهولة الإيرانية لشن هجمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. "هذا الأمر يجب أن يتوقف".
التركيز على التقدم
ولفت ليندركينغ إلى أنه على الرغم من الهجمات البحرية غير القانونية والمتهورة التي يشنها الحوثيون، فإن هدنة نيسان/أبريل 2022 بين الأطراف المتحاربة في اليمن ما تزال صامدة.
فالسعوديون والعمانيون والإماراتيون ملتزمون بعملية السلام في اليمن ويواصلون الانخراط فيها بشكل بناء.
وقال إن العنف داخل اليمن ما يزال عند أدنى مستوياته منذ عام 2015، والأزمة الإنسانية في اليمن، رغم أنها تبقى حادة، إلا أنها أقل حدة مما كانت عليه في ذروتها.
وأضاف "قبل تصعيد الحوثيين، كان المواطن اليمني العادي قد بدأ يرى طريقا للعودة إلى الاستقرار". "ينبغي علينا ألا نغفل هذه الإنجازات المهمة، حتى عندما نضطر إلى إضعاف قدرات الحوثيين المسلحة وتدميرها وشجب هجماتهم على السفن المدنية".
وتابع أن الحوثيين يخاطرون بقتل بحارة من العديد من الدول في كل مرة يشنون فيها هجوما، وهذا ما فعلوه حتى الآن في أكثر من 45 مناسبة.
وأشار إلى أنه "من خلال مهاجمة ناقلات النفط والسفن الأخرى التي تحمل موادا خطرة، فهم مسؤولون عن كارثة بيئية في البحر الأحمر من شأنها أن تدمر صناعة صيد الأسماك في اليمن".
في 19 شباط/فبراير، استهدف الحوثيون سفينة تنقل الحبوب والمواد الغذائية كانت متجهة إلى عدن والحديدة، ملحقين الضرر بشعبهم.
وأضاف أنه عبر زيادة تكلفة حركة الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر وجعلها خطيرة، يتسبب الحوثيون في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في دول مثل مصر والسودان وإثيوبيا.
عزلة الحوثيين
أكد ليندركينغ أنه ردا على تهديداتهم في البحر الأحمر، اعتمدت الولايات المتحدة وشركاؤها استراتيجية عسكرية واقتصادية ودبلوماسية متعددة الجوانب لتغيير حسابات الحوثيين.
لكن إيران ووكلاءها مستمرون في تسليح الجماعة ودعمها.
وقال إن "اعتراضاتنا عطلت إعادة إمداد إيران للحوثيين، وقدمت دليلا ملموسا على استمرار دعمها لهجماتهم البحرية".
وذكر ليندركينغ أن "الحوثيين يرغبون في أن يُنظر إليهم كحكومة، لكنهم ينتهكون القانون الدولي ويتصرفون كميليشيا مسلحة دون احترام للأعراف الدولية".
وأضاف أن "الحوثيين يسعون للحصول على الشرعية على المسرح العالمي، لكن التحالف الواسع الذي شكلناه ويضم دولا تشاطرنا الرؤية نفسها يوضح عمق عزلتهم".
وأكد أن "كل دولة متصلة عالميا ستخسر من هجمات الحوثيين، بما في ذلك منافسونا الاستراتيجيون".
وأردف "حتى ونحن نعمل على تقليص قدرات الحوثيين وتعطيلها والضغط على تمويلهم الإرهابي وفضحهم على المسرح العالمي، علينا أيضا أن نسعى لإيجاد سبل دبلوماسية لوضع حد لهذه الهجمات الحوثية".
وقال "نحن نعمل عبر قنوات متعددة لنوضح للحوثيين أن إمكانية السلام ما تزال قائمة إذا أوقفوا هجماتهم فورا".
"لكن مع كل صاروخ يُطلق، فهم يعرضون أنفسهم لخطر وقوع كارثة أكبر يمكن أن تقضي على احتمالات التوصل إلى أي اتفاق".