إرهاب

قادة حزب الله يساعدون في توجيه الهجمات الحوثية باليمن

تشير الأدلة إلى تواجد عناصر حزب الله في البحر الأحمر للمساعدة في تنظيم وتوجيه الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي ينفذها الحوثيون. ويوجد مركز عمليات مشتركة أيضا في جنوبي بيروت.

صورة التقطت في 8 كانون الثاني/يناير تظهر لافتة عليها صورة لأمين عام حزب الله حسن نصرالله على مبنى استهدف بهجوم بمسيرة أسفر عن مقتل زعيم لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 2 كانون الثاني/يناير. ويقوم حزب الله بإدارة غرفة عمليات مشتركة مع وكلاء إيرانيين آخرين في بيروت. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت في 8 كانون الثاني/يناير تظهر لافتة عليها صورة لأمين عام حزب الله حسن نصرالله على مبنى استهدف بهجوم بمسيرة أسفر عن مقتل زعيم لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 2 كانون الثاني/يناير. ويقوم حزب الله بإدارة غرفة عمليات مشتركة مع وكلاء إيرانيين آخرين في بيروت. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت -- قالت مصادر متعددة إن حزب الله اللبناني متورط في الهجمات المنفذة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر عبر غرفة عملياته المشتركة مع الحوثيين والخبراء في مجال الصواريخ الذين أرسلهم إلى اليمن للإشراف على عمليات الإطلاق.

ونقلت وكالة رويترز في 20 كانون الثاني/ يناير أن ضباطا من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني موجودون على الأرض باليمن للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر والإشراف عليها.

وكشفت الوكالة أنه بحسب 4 مصادر إقليمية ومصدرين إيرانيين، قامت إيران بتكثيف إمداداتها من الأسلحة للحوثيين منذ تشرين الأول/أكتوبر.

وقالت المصادر إن إيران قدمت مسيرات متطورة وصواريخ كروز مضادة للسفن وصواريخ بالستية دقيقة وصواريخ متوسطة المدى للحوثيين الذين بدأوا على الفور باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

مقاتل موال للحوثيين في اليمن يدير برجا هجوميا في آلية مدرعة أمام جامع الصالح الكبير في صنعاء بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2022. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
مقاتل موال للحوثيين في اليمن يدير برجا هجوميا في آلية مدرعة أمام جامع الصالح الكبير في صنعاء بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2022. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وبدوره، ذكر مصدر عسكري في اليمن لموقع الفاصل أن إيران تستخدم أيضا سفينة التجسس بهشاد لتزويد جماعة الحوثي بالمعلومات الاستخبارية بشأن حركة الشحن، ما يسمح للجماعة باستهداف السفن التجارية.

واتهمت الولايات المتحدة إيران في كانون الأول/ديسمبر بتورطها إلى حد كبير في عملية تخطيط الهجمات في البحر الأحمر، قائلة إن الاستخبارات التكتيكية التي تقدمها كانت أساسية في تمكين استهداف الحوثيين للسفن.

وأقدم الحوثيون على احتجاز السفينة غالاكسي ليدر المملوكة لبريطانيا وتحمل علم جزر باهاما وتشغلها شركة نيبون يوسين اليابانية، في البحر الأحمر بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر أثناء توجهها من تركيا إلى الهند.

وقاموا بتغيير مسار ناقلة الآليات لتوجيهها مع طاقمها نحو ميناء الحديدة اليمني، علما أن الطاقم لا يزال قيد الاحتجاز.

وفي مؤشر واضح على تحكم إيران بوكلائها في المنطقة، أظهر فيديو نشرته وكالة مهر الإخبارية الإيرانية عبر الإنترنت الحوثيين وهم يرفعون صورة القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني على متن غالاكسي ليدر.

مركز عمليات مشتركة في بيروت

وفي هذا الإطار، قال الخبير بالشؤون العسكرية الجنرال المتقاعد بالجيش اللبناني مارون حتي للفاصل إن حزب الله "منخرط بشكل فعلي بالصراع باليمن وما ينفذه الحوثيون من ضربات تطال السفن بالبحر الأحمر".

وأضاف أنه فيما لم تتضح بعد درجة انخراط حزب الله، إلا أنه من المؤكد أن الحزب اللبناني المدعوم من إيران والحوثيين والميليشيات التابعة لايران في العراق هم أدوات للحرس الثوري والنظام الإيراني.

وأشار إلى أنهم "أدوات طيعة تأتمر بأمرة الحرس الثوري"، لافتا إلى أن حزب الله "يملك مركز عمليات مشتركة بالضاحية الجنوبية ببيروت والحوثيون جزء منها".

وقال إنه من الأرجح أن غرفة العمليات المشتركة هذه تدير جزءا كبيرا من عمليات الحوثيين بالبحر الأحمر عن بعد.

وأضاف أن هذا الأمر غير مستبعد، "ذلك أن حزب الله يستضيف الحوثيين بالضاحية الجنوبية وأقام لهم مراكز تدريب".

وتابع أن الحزب يزود الحوثيين أيضا "بالدعم التقني والميداني والمخابراتي، فيما تزودهم إيران بالأسلحة".

وذكر "يجوز أن تلك العناصر [التابعة لحزب الله] هي من يشغل تلك الصواريخ بالبحر الأحمر، هذا عدا عن إرسال الخبراء إلى صنعاء".

وقال إن "مجريات الأحداث تشير إلى وجود حزب الله بأوامر إيرانية بالبحر الأحمر لتنظيم أعمال الحوثيين التخريبية، كون حزب الله وجماعة الحوثي يتبعان لقيادة الحرس الثوري".

وشدد على أن كل ما يقوم به حزب الله لصالح إيران "يورط ويعرض لبنان أكثر فأكثر لخطر الانزلاق لحرب عليه لا تعرف عواقبها"، مضيفا أن حزب الله "لا يأبه لنتائج" أفعاله على لبنان.

وأضاف أن مزاعم حزب الله بأنه يهتم لمصالح لبنان "هي مجرد كلام إعلامي للتمويه والتضليل"، مشيرا إلى ولائه الأولي لإيران عبر فكر ولاية الفقيه.

ويدعو هذا الفكر إلى الولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي.

عرقلة الملاحة البحرية

وبدوره، اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني خليل الحلو للفاصل أن حزب الله يجري زيارات إلى الحوثيين في صنعاء.

وقال "تلقى الحوثيون من حزب الله قبل الحرب الراهنة المساعدة والمهارات التقنية لكيفية تصنيع الصواريخ".

وذكر أن وحدة الساحات التي طالما تحدث عنها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، "مطبقة بالفعل بإشراف الحرس الثوري الإيراني".

وأشار إلى أنه انطلاقا من مبدأ وحدة الساحات، "تزود إيران الحوثيين بالصواريخ التي يطلقها على السفن بالبحر الأحمر، فيما يضطلع حزب الله بدور المدرب والمنسق لتلك العمليات عبر غرفة عمليات مشتركة".

ومن جهته، لفت منسق لقاء جنوبيون للحرية المعارض الشيعي حسين عطايا إلى تواجد مدربين ومستشارين من حزب الله إلى جانب الحوثيين.

وأشار أيضا إلى الانقلاب الذي نفذه الحوثيون في أيلول/سبتمبر 2014 واغتصابهم السلطة في أجزاء من اليمن، إلى جانب هجمات الجماعة واعتراضها السفن في البحر الأحمر.

وقال للفاصل إن ذلك "لم يكن ليتم لولا الدعم الكبير الذي تتلقاه من إيران والحرس الثوري وحزب الله".

وأضاف أن حلفاء الحوثيين "يواصلون تزويدهم بالعتاد العسكري من الذخيرة للسلاح الخفيف والصواريخ البعيدة المدى والمسيرات" وتدريبهم بمعسكرات في إيران.

وتابع "أما حزب الله، فيسجل وجوده إلى جانب الحوثيين عبر مدربين ومستشارين من قيادات ميدانية أمنية وعسكرية على مستوى عال".

وقال عطايا إن الحزب يزود الحوثيين بالتدريب على إطلاق الصواريخ والمسيرات والتحكم بها، وذلك منذ بدء الحرب اليمنية.

وذكر "كما يؤدي حزب الله دورا استخباراتيا إلى جانب الحرس الثوري"، إذ يزود الحوثيين بالمعلومات الاستخباراتية التي تمكّن الحوثيين من استهداف السفن التجارية التي تعبر في خليج عدن وباب المندب.

وحذر من أن انخراط حزب الله في هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر "يؤثر على لبنان كدولة وشعب ويدخل لبنان وشعبه بأزمات وحروب".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *