إرهاب
ضربات جديدة تستهدف سلاح الحوثيين مع مواصلتهم هجماتهم في البحر الأحمر
استهدفت الضربات المشتركة منشآت تخزين تحت الأرض ومواقع قيادة وتحكم ومنظومات صواريخ ومواقع مسيرات ورادارات ومروحيات تابعة للحوثيين.
فريق عمل الفاصل |
شن الحوثيون المدعومون من إيران قرابة الـ 36 هجوما في البحر الأحمر منذ منتصف تشرين الثاني/يناير، مستهدفين بصورة عشوائية السفن التجارية التي لها صلة مباشرة بـ 55 دولة إلى جانب السفن الحربية.
وعقب زيادة حادة في النشاط العسكري الحوثي خلال الأسبوع الماضي، قامت القوات الأميركية والبريطانية في وقت متأخر من يوم السبت، 3 شباط/فبراير، بشن دفعة ثالثة من الضربات المشتركة التي استهدفت أسلحة الحوثيين في مناطق يمنية تسيطر عليها الجماعة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الجيش الأميركي استمر بتنفيذ الضربات يوم الأحد، مستهدفا 6 صواريخ هجومية برية وصواريخ موجهة مضادة للسفن "شكلت تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية".
وتم توجيه الضربات التي جرت ليل السبت بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلاندا، على 36 هدفا للحوثيين باليمن في 13 موقعا منفصلا.
وذكرت القيادة المركزية في بيان أن "ضربات التحالف متعددة الأطراف هذه ركزت على أهداف في مناطق اليمن الخاضعة للحوثيين كانت تستخدم لمهاجمة السفن التجارية العالمية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة".
وأوضحت أن الأهداف شملت "عدة منشآت تخزين تحت الأرض ومراكز قيادة وتحكم ومنظومات صواريخ ومواقع تخزين وعمليات مسيرات ورادارات ومروحيات".
وتابعت أن "هذه الضربات تهدف إلى الحد من قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة وغير القانونية ضد السفن الأميركية والبريطانية، فضلا عن الشحن الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
وفي وقت سابق من يوم السبت عند الساعة 7:20 مساء تقريبا بالتوقيت المحلي، نفذت القوات الأميركية ضربات أحادية في خطوة دفاع عن النفس ضد 6 صواريخ حوثية موجهة ومضادة للسفن كانت معدة للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر، حسبما قالت القيادة المركزية.
هجمات متواصلة
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن الحوثيين شنوا منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر أكثر من 30 هجوما على الشحن التجاري والسفن، في حين كثف وكلاء إيران الآخرون هجماتهم ضد القوات الأميركية في مختلف أنحاء المنطقة.
وكانت القوات الأميركية والقوات الحليفة لها في العراق وسوريا والأردن قد تعرضت لما لا يقل عن 165 هجوما منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وقد تبنت ما يسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق، وهي ائتلاف فضفاض مؤلف من جماعات مسلحة مرتبطة بإيران، العديد من هذه العمليات.
وفي 28 كانون الثاني/يناير، اصطدمت مسيرة كانت قد أطلقتها المقاومة الإسلامية في العراق بقاعدة في الأردن، ما أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وقد ردت الولايات المتحدة يوم الجمعة بضربات ضد عشرات الأهداف في سبع منىشآت مرتبطة بطهران في العراق وسوريا.
ونفذت الضربات الأميركية والبريطانية الأخيرة ضد سلاح الحوثيين في اليمن بعد وقت قصير من ضربات يوم الجمعة في العراق وسوريا.
وسبقها وابل من الهجمات التي شنها الحوثيون في البحر الأحمر وخليج عدن الأسبوع الماضي.
وشاركت المدمرة يو إس إس لابون ومقاتلات من طراز إف/إيه 18 من مجموعة حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور يوم الجمعة في العمليات وأسقطت 7 مسيرات فوق البحر الأحمر.
وذكرت القيادة المركزية أن القوات الأميركية ضربت ودمرت أيضا يوم الجمعة 4 مسيرات حوثية كانت معدة للإطلاق، في حين تحركت المدمرة يو إس إس كارني وأسقطت مسيرة فوق خليج عدن.
وأضافت أن القوات الأميركية أسقطت يوم الخميس مسيرة فوق خليج عدن ودمرت في وقت لاحق سفينة سطحية مسيرة ومفخخة تعود للحوثيين كانت تهدد السفن في البحر الأحمر.
وتابعت أن تدمير هذه السفينة أدى إلى "انفجارات ثانوية كبيرة"، غير أنه لم يتم تسجيل أية أضرار أو إصابات.
كذلك يوم الخميس أطلق الحوثيون صاروخين بالستيين مضادين للسفن، "يرجح أنهما كانا موجهان نحو" السفينة كوي التي تحمل علم ليبيريا والمملوكة لبرمودا في البحر الأحمر.
وقالت القيادة المركزية إن "الصاروخين سقطا في المياه من دون إصابة السفينة".
ويوم الخميس، دمرت القوات الأميركية 10 مسيرات حوثية ومركز تحكم بري بعد وقت قصير من منتصف الليل بالتوقيت المحلي. ويوم الأربعاء أيضا، أسقطت سفينة حربية أميركية صاروخا أطلقه الحوثيون إضافة إلى 3 مسيرات إيرانية.
ودمرت القوات الأميركية يوم الأربعاء صاروخا أرض-جو تابعا للحوثيين قالت القيادة المركزية إنه شكّل خطرا وشيكا على "الطيران الأميركي". وكانت غارات جوية سابقة قد ركزت على الحد من قدرة الحوثيين على تهديد الشحن الدولي.
أمن البحر الأحمر
وشددت الولايات المتحدة على أن الضربات الأخيرة التي نفذتها مع بريطانيا بدعم متعدد الجهات هي "منفصلة ومختلفة عن الإجراءات متعددة الجنسيات المنفذة بشأن حرية الملاحة ضمن عملية حارس الازدهار".
وعملية حارس الازدهار هي قوة مهام بحرية متعددة الجنسيات أنشأتها الولايات المتحدة تحت رعاية القوات البحرية المشتركة للمساعدة في حماية الشحن بالبحر الأحمر من الهجمات المتكررة للحوثيين على ممر العبور.
وفي هذه الأثناء، يسعى الاتحاد الأوروبي لإطلاق مهمته البحرية الخاصة في البحر الأحمر للمساعدة في حماية الشحن الدولي.
وعبّرت دول الاتحاد عن تأييدها الأولي للخطة، وتنوي وضع اللمسات الأخيرة عليها خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 19 شباط/فبراير.
وإلى جانب تحركها العسكري الأخير والمتواصل، سعت الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغط دبلوماسي ومالي على الحوثيين، مع إعادة تصنيفهم كتنظيم إرهابي في مطلع كانون الثاني/يناير.
ومع ذلك، فقد تواصلت هجمات الجماعة.
وتحت مظلة "محور المقاومة" المزعوم المؤلف من جماعات مدعومة من إيران، عمل الحوثيون على مضايقة حركة الشحن في البحر الأحمر منذ أشهر عديدة، ما دفع شركات الشحن الكبرى إلى تحويل مسارها حول جنوبي إفريقيا لتجنب البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، ذكر صندوق النقد الدولي في 31 كانون الثاني/يناير أن حركة شحن الحاويات عبر البحر الأحمر تراجعت بنحو الثلث هذه السنة في ظل استمرار هجمات الحوثيين.
حيث قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "شحن الحاويات... تراجع بنحو 30 في المائة"، مضيفا أن "التراجع في حركة التجارة تسارع في مطلع العام الجاري".
وتشير منصة بورت ووتش التابعة لصندوق النقد الدولي إلى أن إجمالي حجم العبور في قناة السويس تراجع بنسبة 37 في المائة حتى 16 كانون الثاني/يناير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.