إقتصاد

الصيادون اليمنيون يفقدون مصدر رزقهم إثر الهجوم الحوثي على حركة الملاحة بالبحر الأحمر

دت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر إلى تعطيل سبل العيش في الحديدة، حيث تعتمد معظم الأسر على صيد الأسماك كمصدر رئيسي للدخل.

تعطلت سبل عيش الصيادين اليمنيين بسبب هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر. [فؤاد الأهدل]
تعطلت سبل عيش الصيادين اليمنيين بسبب هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر. [فؤاد الأهدل]

فيصل أبو بكر |

عدن - أعرب العديد من الصيادين اليمنيين عن ترددهم في الصيد بالبحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على السفن في الممر المائي الرئيسي، وتخوفهم من الوقوع وسط الصراع القائم.

وقالوا إن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون تعرّض مهنة صيد الأسماك ودخل أكثر من مليون أسرة تقيم في المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر للخطر، علما أن معظم هذه المناطق واقعة في محافظة الحديدة غربي اليمن.

ومنذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر، تم شن أكثر من 25 هجوما على السفن التجارية التي تعبر جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال عبده أحمد وهو صياد في الثلاثينيات من عمره من منطقة الخوخة، "دفعنا خوفنا من الصواريخ إلى التوقف عن الصيد".

صيادون في ميناء بمحافظة الحديدة يجلسون في قواربهم ويخشى الكثير منهم الخروج إلى البحر نظرا لهجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر. [صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]
صيادون في ميناء بمحافظة الحديدة يجلسون في قواربهم ويخشى الكثير منهم الخروج إلى البحر نظرا لهجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر. [صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

وأحمد أب لـ 4 أطفال وهو واحد من نحو 10 آلاف صياد في الخوخة يعانون من الوضع نفسه.

وقال للفاصل "لقد توقف الصيد الذي يشكل مصدر دخلنا الوحيد، لأن مواصلة هذا العمل ستعرّض حياتنا للخطر".

وقال صياد آخر هو أحمد القديمي من الحديدة، إن الصيادين في منطقته يعانون بشدة من "لعنة الحرب".

وأضاف لموقع الفاصل "كنا نكسب لقمة عيشنا من البحر، لكن بات علينا اليوم الاعتماد على الأرض لإعالة عائلاتنا"، علما أن مصادر الدخل محدودة في البر.

وتابع أنه نتيجة لذلك، يبحث العديد من صيادي الحديدة عن طرق لمغادرة المنطقة والانتقال إلى الخارج.

مطاردة الموت

وفي هذا السياق، كشف علي حميد الأهدل مدير مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة أن 80 في المائة من سكان المحافظة أي أكثر من 300 ألف نسمة، يعتاشون من صيد الأسماك الذي يعد مصدر دخلهم الوحيد.

وأضاف أن الرجال اليوم مترددون في الذهاب إلى البحر بسبب الخطر الذي يواجهونه وسط الاشتباكات بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الدولية التي تتصدى لهجماتهم.

وأشار إلى أن الصيد تحول راهنا إلى مهنة "البحث عن الموت"، خاصة في ظل سيطرة الحوثيين على الحديدة.

وتابع في حديثه للفاصل أنه في حال لم تتغير الظروف، قد تتسبب الأوضاع الراهنة بمجاعة ستطال أكثر من مليون أسرة في الحديدة.

وقال الأهدل إن المجاعة ستؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها تلك الأسر أصلا منذ عام 2015 عندما بدأت الحرب مع الحوثيين.

كذلك، تؤدي هجمات الحوثيين إلى خفض احتمالات السلام في اليمن.

وقال المحلل السياسي فارس البيل إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية أثرت بدون شك على الصيادين اليمنيين فقضت على سبل عيشهم وحولت المنطقة إلى ساحة حرب.

وأضاف للفاصل "لقد ضعفت حركة الصيد المحلي ووصلت إلى أدنى مستوياتها، في حين تزايد الصيد غير المحلي في المياه اليمنية أي ذاك الذي تمارسه الشركات الأجنبية، وهو أمر غير قانوني وغير عادل".

وبدوره، ذكر المحلل السياسي محمود الطاهر أن "هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر لن تؤثر على مهنة صيد الأسماك فحسب، بل ستؤدي أيضا إلى ارتفاع الأسعار داخل اليمن وهو ما يثير قلق اليمنيين وخاصة من يعيشون في غربي البلاد".

وأضاف أن الحوثيين يتسببون من خلال أفعالهم هذه بمعاناة كبيرة لليمنيين ويشكلون تهديدا شاملا للمنطقة بأكملها، لافتا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات "للقضاء على جماعة الحوثي في الساحل الغربي لليمن".

وحذر الطاهر من التهاون مع الأنشطة التدميرية للحوثيين والنظام الإيراني في البحر الأحمر.

وتابع في حديثه للفاصل "يجب أن يتوقف الحوثيون ودعم إيران لهم من أجل أن يتم تأمين ممرات الملاحة الدولية والسماح بعودة الصيادين اليمنيين إلى البحر وإلى عملهم".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *