أمن

هجمات الحوثيين تعوق جهود السلام في اليمن

سببت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والمياه الإقليمية والتي نفذت بفضل أسلحة إيران ومساعدتها، انتكاسة لجهود السلام في اليمن وعرضت الأهالي أكثر لخطر الكارثة الإنسانية.

حوثيون مسلحون بقاذفات آر بي جي وبنادق هجومية على متن عربة أثناء استعراض في صنعاء يوم 7 شباط/فبراير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
حوثيون مسلحون بقاذفات آر بي جي وبنادق هجومية على متن عربة أثناء استعراض في صنعاء يوم 7 شباط/فبراير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

مع استمرار الحوثيون المدعومون من إيران في إطلاق الصواريخ على السفن في البحر الأحمر هذا الأسبوع، توجه المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ إلى منطقة الخليج ليناقش مع الشركاء الحاجة الملحة لخفض التوترات الإقليمية في المنطقة.

وكان على رأس جدول الأعمال وضع حد لهجمات الحوثيين على السفن التجارية، والتي تجاوز عددها 40 هجوما منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وفق البنتاغون.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن هجمات الحوثيين المتواصلة "تقوض كلا من حرية الملاحة في البحر الأحمر والتقدم في عملية السلام باليمن".

وفي سلسلة من المقابلات مع وسائل إعلام إقليمية، ناقش ليندركينغ الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة للتخفيف من التهديد الذي يمثله الحوثيون وداعمتهم إيران ضد الشحن الدولي.

المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، يشارك في مؤتمر حول الحرب المدمرة في اليمن استضافه مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ستة بلدان، وذلك في العاصمة السعودية الرياض يوم 30 آذار/مارس 2022. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]
المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، يشارك في مؤتمر حول الحرب المدمرة في اليمن استضافه مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ستة بلدان، وذلك في العاصمة السعودية الرياض يوم 30 آذار/مارس 2022. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

ففي حلقة يوم الأحد (4 شباط/فبراير) من برنامج "تحدث بصراحة" على قناة عرب نيوز، أشار لندركينغ إلى أن القرار الأميركي الأخير بإعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية جاء "كنتيجة مباشرة لهجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر".

وقال إنه "من المخيب جدا للآمال" أن يختار الحوثيون مهاجمة التجارة الدولية والاقتصاد العالمي "بطريقة ليس لها أي علاقة بالغرض المزعوم لهذه الهجمات"

وأضاف أن أكثر من 50 بلدا قد تأثر بهذه الهجمات "التي بدأت تصبح مشكلة عالمية متصاعدة، إذ أنها تتسبب في رفع الأسعار وتكاليف النقل والتأمين، ليس فقط بالنسبة للأثرياء، بل أيضا لأولئك الذين ينقلون القمح" ...

وتابع أن "الأمر يبدو كما لو أن لدي مشكلة مع جاري فأذهب وأشعل النيران في متجر البقالة بالحي. هذا التصرف ليس منطقيا".

دور إيران كجهة تمكين

ويوم 11 كانون الثاني/يناير، صادرت البحرية الأميركية مكونات صواريخ إيرانية الصنع من مركب شراعي في بحر العرب كان في طريقه إلى الحوثيين في اليمن.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن "المواد المصادرة تتضمن أجهزة دفع وتوجيه ورؤوس حربية لصواريخ الحوثيين البالستية متوسطة المدى وصواريخ كروز مضادة للسفن، بالإضافة إلى مكونات مرتبطة بالدفاع الجوي".

وفي إشارة إلى الحادث، قال ليندركينغ لعرب نيوز "أعتقد أننا نرى هنا الدور السلبي جدا الذي تلعبه إيران".

وذكر أن "تلك الأسلحة التي يتم شحنها إلى الحوثيين لاستخدامها بطرق مختلفة لاستعداء المنطقة ومهاجمة الشحن الدولي ... هذه الأسلحة تأتي من إيران".

وتابع "إنها لا تأتي من بلاد أخرى، بل تأتي من إيران في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو لعدم تأجيج الصراع عبر إمداد الحوثيين بالأسلحة".

واتهم ليندركينغ إيران بالتصرف "ليس كعضو مستقيم في المجتمع الدولي، بل كجهة فاعلة مارقة".

وأشار إلى أن الحوثيين بدورهم "هاجموا أكثر من 40 سفينة في سلسلة من الهجمات العشوائية والمتهورة التي تجبر التجارة الدولية على الابتعاد عن البحر الأحمر".

وأكد أن "ذلك ليس جيدا لأي بلد في المنطقة، ولا سيما اليمن"، مضيفا أنه فيما تقوم الشركات بالتحول بعيدا عن المنطقة، فإن الاقتصادات الإقليمية وشعوب المنطقة تعاني.

وقال ليندركينغ أيضا في مقابلة مسجلة أخرى، "لدينا شعور طاغ بأن إيران تسعى لتحقيق النصر بسهولة عبر الحوثيين"، حسبما أوردت قناة العربية يوم الأربعاء.

وأضاف أن إيران "تساعدهم وتتواطأ معهم وتشاركهم المعلومات الاستخبارية وتساعدهم في استهداف السفن وتحدد السفن التي تمثل أهدافا أكثر جذبا. نرى مجددا الدور السلبي للغاية الذي تلعبه إيران في المنطقة عبر تأجيج هذا الصراع".

وأوضح ليندركينغ أن الحوثيين أيضا "يضرون بعملية السلام في اليمن"، مشيرا إلى أن "هذا النوع من الأنشطة يدفع الجهات المانحة بعيدا".

وأكد أن الولايات المتحدة داعم قوي لعملية السلام في اليمن وأكبر مانح للمساعدات الإنسانية فيه، إذ قدمت أكثر من 738 مليون دولار أميركي العام الماضي، بإجمالي مساعدات بلغ أكثر من 5 مليار دولار أميركي على مدى سير الصراع.

هجمات على الشحن

ويوم الثلاثاء أطلق الحوثيون ستة صواريخ بالستية مضادة للسفن من مناطق سيطرتهم باليمن في اتجاه جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأميركية.

وأضافت القيادة أن ثلاثة من تلك الصواريخ كانت تحاول ضرب سفينة نقل البضائع ستار ناسيا التي ترفع علم جزر مارشال وتملكها وتشغلها اليونان، وذلك أثناء عبورها في خليج عدن، في حين أن الصواريخ الثلاثة الأخرى ربما كانت تستهدف السفينة مورنينغ تايد.

والسفينة مورنينغ تايد هي سفينة بضائع مملوكة للمملكة لمتحدة وترفع علم جزر باربادوس.

واعترضت المدمرة يو إس إس لابون الصواريخ البالستية الثلاثة المضادة للسفن التي كانت تستهدف السفينة ستار ناسيا، وأسقطت واحدا منها.

وقالت وزارة البحرية التجارية اليونانية إن السفينة ستار ناسيا تعرضت لأضرار مادية لكن يبدو أن بدنها لم يخترق، كما لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بين أفراد طاقمها الفلبيني.

أما الصواريخ الثلاثة التي استهدفت السفينة مورنينغ تايد، فقد سقطت في المياه بالقرب من السفينة.

وقالت القيادة المركزية إن القوات الأميركية نفذت ضربة يوم الاثنين دفاعا عن النفس ضد زوارق سطحية مسيرة مفخخة.

وفي وقت مبكر من صباح الأحد، نفذت القوات الأميركية "ضربة دفاعا عن النفس ضد صاروخ كروز حوثي للهجوم البري"، حسبما أوردت القيادة.

وأضافت أنه في وقت لاحق من صباح الأحد، ضربت القوات الأميركية أربعة صواريخ كروز مضادة للسفن، كلها كانت معدة للإطلاق ضد السفن في البحر الأحمر.

وفي مقابلة مع صفيحة الشرق الأوسط، أكد ليندركينغ أن الإجراءات العسكرية التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لا تستهدف اليمن وشعبه، بل القدرات العسكرية للحوثيين.

وتحدث عن دور إيران في زعزعة الوضع عبر منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تلك كانت سمة مميزة للنظام الإيراني منذ عام 1979.

واستدرك أنه "بدلا من البحث عن حلول دبلوماسية بناءة للصراعات في المنطقة، فقد سعت إيران مرارا وتكرارا لزعزعة الاستقرار".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

تجمع الیهودوالنصاری لقتل المسلمین فی الغزە......اللهم انصر الحوثیین وسددرمیهم.