إقتصاد
هجمات الحوثيين على الشحن الدولي تقوض الأمن الغذائي في اليمن
تشكل تكلفة الغذاء العالية ومحدودية توفره في اليمن الذي يعاني من الحرب وآثار الحرب، نتيجة رئيسية لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
فيصل أبو بكر |
عدن - قال خبراء إن الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران على سفن الشحن في البحر الأحمر تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن من خلال تأثيرها على الإمدادات الغذائية والأمن الغذائي بشكل عام.
وفي منتصف كانون الأول/ديسمبر، طالب الاتحاد الأوروبي الحوثيين بوقف هجماتهم على السفن التجارية والكف عن تهديد الأمن الغذائي في اليمن، في ظل الأزمة الإنسانية الأليمة التي تعيشها البلاد.
وجاء في البيان أن "الهجمات على السفن الدولية تقوض أمن اليمن بما في ذلك الأمن الغذائي، حيث تمر معظم واردات البلاد الغذائية عبر البحر الأحمر".
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فارس البيل للفاصل "من المؤكد أن اليمن يتأثر بشدة بما يحدث في البحر الأحمر، باعتباره الممر الوحيد لإيصال الإمدادات الغذائية إلى الموانئ اليمنية سواء كانت في البحر الأحمر أو بحر العرب".
وأشار إلى أن سلسلة الإمداد الغذائية ستتضرر إذا واصل الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية بدعم من إيران، مضيفا أن أنواعا أخرى من الواردات ستتأثر أيضا.
وأضاف أن اليمن ما يزال يعاني من التبعات الاقتصادية والإنسانية للحرب المستمرة والتي بدأها الحوثيون بالانقلاب الذي نفذوه في أيلول/سبتمبر 2014، متهما الجماعة بتدمير اليمن ومقدراته الاقتصادية.
وقال "والآن يدخل اليمن أزمة جديدة ودورة جديدة من المحن قد تكون الأصعب حتى الآن"، مشيرا بذلك إلى استهداف الحوثيين للسفن التجارية و"العواقب غير المحسوبة" لمثل هذه الأفعال.
التداعيات على اليمن
ومن جانبه، قال فهمي الزبيري المدير العام لمكتب حقوق الإنسان في صنعاء إن النتائج الأولية لهجمات الحوثيين هي "زيادة رسوم النقل ورسوم التأمين على السفن العابرة في البحر الأحمر".
وأضاف للفاصل أن "هذا الأمر سيضاعف معاناة الشعب اليمني إذ سيتسبب في ارتفاع مباشر في الأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية".
وتابع أن "اليمن لا ينقصه الألم"، لافتا إلى أنه يعاني أصلا من تبعات الحرب التي أهلكت السكان وخلقت أكبر مأساة إنسانية في التاريخ الحديث بحسب الأمم المتحدة.
وقال إن "الحوثيين لم يرهقوا الشعب اليمني بحربهم البرية فحسب، بل أظهروا أيضا فسادهم في البحر بهجماتهم على السفن التجارية".
ومن جهته، لفت الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للفاصل إلى إن "الفقر والمجاعة في اليمن سيتفاقمان مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية".
ونتيجة لذلك، أعلن عدد من شركات الشحن الكبرى في منتصف كانون الأول/ديسمبر عن إعادة توجيه مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر.
وحذر ثابت من أن توسع هذه الهجمات على السفن التجارية "قد يؤدي إلى توقف حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر بشكل تام، وسيوقف ذلك إيصال الإمدادات الغذائية والواردات الأخرى إلى اليمن".
طريق التجارة الدولية
وأضاف ثابت أن البحر الأحمر وبوابته الجنوبية أي باب المندب، هما الطريق الرئيسي للتجارة الدولية ولا سيما تجارة النفط.
وذكر أن "إغلاق هذا الطريق البحري أو تعطيله سيؤثر سلبا على التجارة العالمية ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع أسعار النفط".
وأكد أن ذلك سيؤدي أيضا إلى ارتفاع تكلفة الشحن لأنه سيتسبب بارتفاع رسوم التأمين وإجبار السفن على اتخاذ مسارات أخرى أطول، مضيفا أن هذه الزيادات في التكلفة ستطال المستهلكين.
وأشار ثابت إلى أن هذه التكاليف الجديدة تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية التي لا يستطيع المواطن اليمني العادي تحملها، لافتا إلى أن اليمنيين تعرضوا في مناسبات عدة لصدمات اقتصادية متتالية.
وقال إن "أكثر من 24 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بينهم أكثر من 4 ملايين نازح".
ولفت إلى أن اليمن يواجه راهنا وضعا كارثيا، "لا سيما في ما يتعلق بالإمدادات الغذائية التي يتم توصيلها عن طريق البحر، خاصة إذا واصل الحوثيون وإيران هجماتهم على سفن الشحن".