إرهاب

الحوثيون المدعومون من إيران يطلقون صواريخ ضد سفينة متجهة إلى إيران

يظهر الحادث الأخير في ممر البحر الأحمر مدى عشوائية الحوثيين في شن هجماتهم على الشحن الدولي.

مقاتل حوثي يحمل سلاحا خلال تجمع حاشد في صنعاء يوم 9 شباط/فبراير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
مقاتل حوثي يحمل سلاحا خلال تجمع حاشد في صنعاء يوم 9 شباط/فبراير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

قال مراقبون إنه على الرغم من مهاجمة الحوثيين المدعومين من إيران السفن في البحر الأحمر والمياه الإقليمية خلال الأسابيع الماضية بصورة عشوائية، يعتبر هجومهم الأخير على سفينة شحن كانت متجهة إلى إيران لربما الأكثر إثارة للسخرية.

وذكرت القيادة المركزية التابعة للجيش الأميركي أن الحوثيون أطلقوا بين الساعة 3:30 و3:45 من بعد ظهر الاثنين، 12 شباط/فبراير، صاروخين من المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها باتجاه مضيق باب المندب.

وقالت القيادة في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس "تم إطلاق كلا الصاروخين باتجاه إم/في ستار أيريس، وهي سفينة شحن مملوكة من اليونان وترفع علم جزر مارشال وكانت تعبر البحر الأحمر محملة بالذرة من البرازيل".

وأضافت أن "السفينة أبلغت أنها صالحة للإبحار وتعرضت لأضرار طفيفة ولم تقع إصابات بين أفراد الطاقم".

وتابعت "يجدر ذكر أن وجهة إم/في ستار أيريس هي ميناء بندر الإمام الخميني في إيران".

وذكرت شركة الأمن البحري أمبري أن السفينة "استهدفت بصاروخين في حادثين منفصلين" وقعا في غضون 20 دقيقة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت أمبري إن "أنباء تحدثت عن إصابة السفينة وتعرضها لأضرار مادية في جانبها الأيمن"، مضيفة أن فريقا أمنيا مسلحا خاصا كان على متنها.

وأشارت الشركة إلى أن الجهة المالكة والمشغلة لسفينة الشحن التي استهدفت يوم الاثنين، تنقل البضائع بانتظام إلى إيران "لذلك تم افتراض أن هذه الأخيرة هي الوجهة المحتملة".

وأضافت "كانت الجهة المالكة للسفينة أيضا مدرجة في مؤشر سوق الأسهم الأميركية ناسداك، واعتبر هذا الأمر السبب المحتمل للهجوم".

وفي كلمة ألقاها يوم الاثنين، تفاخر المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع بالهجوم وتعهد بأن الجماعة "لن تتردد في تنفيذ المزيد من العمليات".

وزعم أن القوات البحرية التابعة للجماعة استهدفت "السفينة الأميركية" ستار أيريس في البحر الأحمر بـ "عدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الضربات دقيقة ومباشرة".

ولم يكن وصفه مضللا فعليا: فتعد البرازيل دولة كبيرة في أميركا الجنوبية واستهدفت ضربات الحوثيين السفينة بالفعل كما وعدت الجماعة، أثناء نقلها الذرة إلى إيران.

هجمات عشوائية

ويستهدف الحوثيون الذين ينتمون إلى "محور المقاومة" المزعوم المؤلف من جماعات مدعومة من إيران سفن الشحن في البحر الأحمر بشكل عشوائي منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما قوبل بردود فعل انتقامية أميركية وبريطانية.

وهاجمت الجماعة حتى الآن سفنا لها صلات بأكثر من 50 دولة، علما أن هذه كانت على ما يبدو المرة الأولى التي تهاجم فيها سفينة في طريقها إلى الجهة الداعمة لها أي إيران.

ومع أنها وعدت مؤخرا بتوفير "ممر آمن" للسفن الروسية والصينية، إلا أن السفن المرتبطة بهذه الدول قد استهدفت حتى.

وفي 26 كانون الثاني/يناير، ضرب الحوثيون الناقلة إم/في مارلين لواندا المملوكة من برمودا والتي تحمل علم جزر مارشال في خليج عدن بصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلق من اليمن، ما تسبب في نشوب حريق كبير في أحد عنابر الشحن.

وكانت مارلين لواندا تنقل شحنة نفثا للاستخدام التجاري وهو خليط هيدروجين سائل شديد الاشتعال، كان مصدرها روسيا.

وأصدرت السفينة نداء استغاثة واستجابت لها بسرعة كل من السفينة يو إس إس كارني والفرقاطة التابعة للبحرية الفرنسية إف إس ألزاس والفرقاطة التابعة للبحرية الهندية آي إن إس فيساخاباتنام وقدمت مواد مهمة لمكافحة الحرائق ومساعدة الطاقم المدني.

وتم إخماد الحريق وعادت مارلين لواندا إلى مسارها.

ضربات للدفاع عن النفس

هذا ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول جنوب إفريقيا لتجنب البحر الأحمر، وهو طريق حيوي ينقل عادة نحو 12 في المائة من التجارة البحرية العالمية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية نفذت بعد ظهر الثلاثاء عند نحو الساعة 2:35 ضربة دفاع عن النفس ضد صاروخ كروز متنقل مضاد للسفن، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وكان الصاروخ معدا للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر.

وفي سياق منفصل عند الساعة 9:20 مساء تقريبا، أطلق صاروخ باليستي مضاد للسفن أيضا من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن على خليج عدن.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن "سفن البحرية الأميركية تتبعت الصاروخ لكنها لم تتخذ أي إجراء لأنه لم يكن من المتوقع أن يسقط بالقرب من أي سفينة"، مشيرة إلى أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار بالسفن في المنطقة.

وتابعت القيادة المركزية أن القوات الأميركية نفذت بين الساعة الرابعة والخامسة من بعد ظهر السبت ضربات أخرى دفاعا عن النفس ضد سفينتين سطحيتين مسيرتين و3 صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن شمالي مدينة الحديدة اليمنية.

وأضافت أن الصواريخ والقوارب المسيرة "تشكل تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة".

وأردفت أنه قبل يوم من ذلك، استهدفت الضربات الأميركية زورقين متحركين مسيرين و4 صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن وصاروخ كروز متنقلا للهجوم الأرضي.

وفي 8 شباط/فبراير، نفذت القوات الأميركية 7 ضربات دفاع عن النفس ضد 4 زوارق مسيرة تابعة للحوثيين و7 صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

لا اله الا الله محمد رسول الله