أمن
موجة هجمات حوثية وإيرانية جديدة في البحر الأحمر وخليج عدن
مع شن الحوثيين مجموعة أخرى من الهجمات على السفن العالمية في الممرات المائية الإقليمية، قامت إيران الجهة الداعمة لهم باحتجاز سفينة قبالة ساحلها.
فريق عمل الفاصل |
في خطوة تحدوا بها التحذيرات الدولية التي تطالبهم بوقف ممارساتهم، واصل الحوثيون تنفيذ الهجمات بالصواريخ والمسيرات وتهديد السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كذلك واصلت الجهة الداعمة، وهي إيران، تهديد السفن في الممرات المائية الإقليمية،حيث قد قام الحرس الثوري الإيراني يوم الأحد، 28 كانون الثاني/يناير باحتجاز "ناقلة نفط أجنبية" بالقرب من الساحل الجنوبي لإيران، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، كانت السفينة تحمل علم "دولة من أوقيانوسيا". وأضافت الوكالة أنه تم احتجاز 14 فردا من الطاقم "هم من دولتين آسيويتين"، من دون الكشف عن جنسياتهم.
وكان هذا الحادث الأحدث في سلسلة من الهجمات التي نفذت خلال عطلة نهاية الأسبوع بالممرات المائية الإقليمية وبدأت بعد ظهر الجمعة.
وقالت القيادة المركزية التابعة للجيش الأميركي إن الحوثيين أطلقوا عند الساعة 1:30 من بعد ظهر الجمعة تقريبا بالتوقيت المحلي صاروخا بالستيا مضادا للسفن من اليمن باتجاه المدمرة الأميركية يو إس إس كارني في خليج عدن.
لكن المدمرة نجحت بإسقاط الصاروخ.
وفي وقت لاحق من يوم الجمعة أي عند الساعة 7:45 مساء تقريبا، أطلق الحوثيون صاروخا بالستيا آخر مضادا للسفن من اليمن استهدف الناقلة مارلين لواندا التي تحمل علم جزر مارشال والمملوكة لبرمودا في خليج عدن.
وأوضحت القيادة المركزية أن الناقلة كانت تنقل شحنة نفثا للاستخدام التجاري، وهو خليط من الهيدروجين السائل شديد الاشتعال.
وتسبب الاستهداف الصاروخي باندلاع حريق كبير في أحد مخازن الشحن.
وذكرت القيادة أن الناقلة أطلقت نداء استغاثة واستجابت له على وجه السرعة كل من يو إس إس كارني والفرقاطة التابعة للبحرية الفرنسية إف إف ألزاس والفرقاطة التابعة للبحرية الهندية آي إن إس فيساخاباتنام، فوفرت المعدات الأساسية اللازمة لإخماد الحريق والمساعدة للطاقم المدني.
وفي هذا السياق، قالت البحرية الهندية إن فريق إطفاء مؤلفا من 10 عناصر من البحرية الهندية عملوا على مكافحة الحريق على مدى 6 ساعات إلى جانب طاقم السفينة إلى حين السيطرة عليه، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن "الطاقم متعدد الجنسيات الذي عرّض الحوثيون حياة أفراده للخطر، كان يتألف من 22 مواطنا هنديا وفرد من الجنسية البنجلادشية".
وتابعت أنه "تم إخماد النار بفضل هذه الاستجابة السريعة من قبل قوات البحرية الأميركية والهندية والفرنسية. ولم يتم تسجيل إصابات في الهجوم ولا تزال السفينة قادرة على الإبحار وقد عادت إلى مسارها السابق".
وقالت "نتقدم بالشكر لشركائنا في القوات البحرية المشتركة على تعاونهم الممتاز في البحار وتجنبهم كارثة هددت الأرواح وصلاحية السفينة للإبحار وشكلت خطرا بيئيا كبيرا".
هجمات على السفن البريطانية والأميركية
هذا وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في بيان على تطبيق إكس إن السفينة الحربية البريطانية إتش إم إس دايموند نجحت يوم السبت "بصد هجوم بمسيرة نفذه الحوثيون المدعومون من إيران في البحر الأحمر".
وأوضح أن "دايموند قامت بنشر منظومة الصواريخ سي فايبر الخاصة بها، ودمرت مسيرة كانت تستهدفها من دون أن يتم تسجيل ضحايا أو أضرار بالسفينة أو طاقمها".
وأكد أن "هذه الهجمات غير القانونية والتي لا تحتمل هي مرفوضة تماما ومن واجبنا حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر".
وأشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أن القوات الأميركية نفذت في وقت لاحق من يوم السبت ضربة ضد صاروخ حوثي مضاد للسفن كان موجها نحو البحر الأحمر وكان معدا للإطلاق.
وقالت إن "القوات الأميركية رصدت الصاروخ في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن، وحددت أنه يشكل خطرا وشيكا على السفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة".
وأضافت "قامت القوات الأميركية بالتالي بضرب وتدمير الصاروخ في خطوة دفاع عن النفس. وسيحمي هذا الإجراء حرية الملاحة كما سيجعل مياهنا الدولية أكثر أمانا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية".
ويوم الأربعاء، أطلق الحوثيون 3 صواريخ بالستية مضادة للسفن من اليمن باتجاه السفينة التجارية ميرسك ديترويت التي تحمل علم الولايات المتحدة في خليج عدن.
وذكرت القيادة المركزية أن أحد الصواريخ سقط في البحر، في حين تم بنجاح اعتراض الصاروخين الآخرين وإسقاطهما من قبل المدمرة الأميركية يو إس إس غرافي.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "يؤكد ذلك بوضوح أن الحوثيين ينوون مواصلة تنفيذ هذه الهجمات، ما يعني أنه سيتوجب علينا القيام باللازم لحماية حركة الشحن هذه".
مضايقة السفن التجارية
كذلك يوم الأربعاء، ذكرت الشركة الدنماركية العملاقة ميرسك أن سفينتين تابعتين لشركة فرعية أميركية كانتا متوجهتين إلى البحر الأحمر غيرتا مسارهما بعد سماع انفجارات بالقرب من منطقة شهدت هجمات حوثية.
وأوضحت الشركة أن ميرسك ديترويت وميرسك شيسابيك كانتا تعبران باب المندب مع مواكبة من البحرية الأميركية عند سماع الانفجارات، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت ميرسك في بيان "أبلغت السفينتان عن مشاهدة انفجارات قرب مسارهما وقامت المواكبة المتمثلة بالبحرية الأميركية أيضا باعتراض عدة مقذوفات".
وأضافت أن "الطاقم والسفينة والشحنة بخير ولم تتعرض لأذى. وقامت البحرية الأميركية بمواكبة السفينتين وإعادتهما إلى خليج عدن".
وعقب الهجمات الحوثية على السفن التجارية والعسكرية، عمد عدد من شركات الشحن الكبرى إلى تغيير مسار هذه السفن بعيدا عن البحر الأحمر فباتت تتخذ طريقا أطول وأعلى كلفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.
واتخذت شركة ميرسك هذا القرار أيضا في مطلع كانون الثاني/يناير، ولكن سفينتا ميرسك ديترويت وميرسك شيسابيك اللتين تبحران بأعلام أميركية هما تابعتان لإدارة الشركة الفرعية الأميركية لميرسك وهي ميرسك لاين المحدودة.
وأعلنت ميرسك لاين المحدودة عقب الحادث عن وقف أية حركة المرور بالمنطقة حتى إشعار آخر، حسبما ذكرت شركة الشحن الدنماركية.
يُذكر أن تجنب المنطقة وتحويل حركة المرور عبر رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لإفريقيا من أجل الربط بين أوروبا وآسيا، يتسبب بإطالة فترات التسليم وزيادة رسوم الشحن بشكل ملحوظ.
وتأتي هذه الزيادات في أعقاب سنوات صعبة عاشها القطاع في ظل جائحة كوفيد، عندما بلغت رسوم الشحن مستويات غير مسبوقة بسبب العقبات في سلال التوريد.
الحوثيون يكثفون دعايتهم
ونشر الحوثيون يوم السبت فيديو مدته 18 دقيقة يظهر مقاتلين بالزي العسكري وهم ينفذون مناورات عسكرية ضد أهداف محتملة.
ونشر الفيديو من قبل أحد الأذرع الدعائية للجماعة وأظهر المقاتلين وهم يستخدمون آليات عسكرية ودبابات وقذائف صاروخية لضرب المباني.
وفي هذه الأثناء، حولت الجماعة المدعومة من إيران سفينة الشحن غالاكسي ليدر التي اختطفتها في تشرين الثاني/نوفمبر إلى "معلم سياحي" محلي، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية يوم الاثنين.
ومقابل نحو دولار واحد لكل جولة، تستطيع مجموعات مؤلفة من ذكور فقط الصعود على متن قوارب خشبية 5 مرات في الأسبوع لزيارة حاملة الآليات المخطوفة والتي يعتبرها الحوثيون غنيمة.
وقام الزوار على متن السفينة بمضغ القات والتقاط صور بهواتفهم، كما أدى البعض رقصة تقليدية مستخدمين الخناجر التي يحملها العديد من اليمنيين في أحزمتهم ومطلقين هتافات تعظّم الحوثيين.
وعلى متن غالاكسي ليدر، لم يقل أي من الزوار الذين قابلتهم وكالة الصحافة الفرنسية إنهم رأوا الطاقم المؤلف من 25 فردا وهم من جنسيات بلغارية وفلبينية وأوكرانية ومكسيكية ويبقى مصيرهم مجهولا.
وبعد مرور أيام على مصادرة السفينة، نشر الحوثيون فيديو يظهر ضابطا عسكريا وهو يرحب بمجموعة قالوا إنها الطاقم، إلا أن الجماعة لم تقدم أي معلومات عن مصير هؤلاء منذ ذلك الحين.
علي اسرائيل ان توقف الحرب علي اهلينا في فلسطين ..اذا توقفت الحرب كل شيء سوف يرجع لحال سبيله...