أمن

شركات الشحن الكبرى تعيد توجيه السفن وسط هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر

قالت فرنسا إن هجمات البحر الأحمر ʼلا يمكن أن تمر دون ردʻ، في وقت يتوجه فيه وزير الدفاع الأميركي إلى المنطقة لمناقشة الجهود المبذولة لتشكيل تحالفات متعددة الأطراف.

صورة التقطت بتاريخ 10 آب/أغسطس 2018 لجندي إماراتي وهو يراقب من طائرة عسكرية سفينة تعبر مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت بتاريخ 10 آب/أغسطس 2018 لجندي إماراتي وهو يراقب من طائرة عسكرية سفينة تعبر مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

انضمت شركة الطاقة البريطانية العملاقة بي بي يوم الاثنين، 18 كانون الأول/ديسمبر، إلى 4 شركات كبرى أخرى لتعليق العبور عبر البحر الأحمر، في ظل استمرار الحوثيين المدعومين من إيران بمهاجمة ممرات الشحن العالمية.

وتأتي عمليات التعليق وسط جهود مكثفة من جانب الولايات المتحدة لبناء تحالف بحري لحماية السفن في الممر المائي الاستراتيجي.

وجاء في بيان أنه "في ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر، قررت شركة بي بي إيقاف جميع عمليات العبور مؤقتا".

وأضاف البيان "سنبقي هذا التوقف الاحترازي قيد المراجعة المستمرة، وفقا للظروف التي تتطور في المنطقة"، مشيرا إلى أن الشركة تعطي الأولوية "لسلامة وأمن" الموظفين.

مواطن مصري ينظر إلى المدمرة البريطانية إتش إم إس دايموند وهي تبحر عبر قناة السويس في 2 كانون الأول/ديسمبر 2012. وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في 16 كانون الأول/ديسمبر 2023 إن المدمرة أسقطت مسيرة هجومية مشتبه بها كانت تستهدف الشحن التجاري في البحر الأحمر. [مراسل حر/وكالة الصحافة الفرنسية]
مواطن مصري ينظر إلى المدمرة البريطانية إتش إم إس دايموند وهي تبحر عبر قناة السويس في 2 كانون الأول/ديسمبر 2012. وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في 16 كانون الأول/ديسمبر 2023 إن المدمرة أسقطت مسيرة هجومية مشتبه بها كانت تستهدف الشحن التجاري في البحر الأحمر. [مراسل حر/وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي غضون ذلك، قالت وكالتان بحريتان إن "انفجارا محتملا" ضرب ممرا ملاحيا رئيسيا قبالة اليمن يوم الاثنين، في آخر حادث يشهده الممر المائي الحيوي.

وبدورها، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أصدرت تحذيرا من احتمال وقوع انفجار بالقرب من سفينة تمر عبر مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

وقالت شركة أمبري للأمن البحري إن قبطان السفينة أبلغ عن وقوع "انفجار" على بعد ميلين بحريين منها أثناء مرورها.

واوضحت القيادة المركزية التابعة للجيش الأميركي أن مدمرة أميركية أسقطت يوم السبت 14 مسيرة في البحر الأحمر كانت قد انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وأضافت أن السفينة يو إس إس كارني "تصدت بنجاح لـ 14 نظام مسيرات تم إطلاقها دفعة واحدة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

وتابعت أن المسيرات "حددت على أنها طائرات هجومية بدون طيار في اتجاه واحد وتم إسقاطها دون وقوع أضرار في السفن بالمنطقة أو الإبلاغ عن إصابات".

وأعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس يوم السبت أن المدمرة البريطانية إتش إم إس دايموند أسقطت أيضا مسيرة هجومية مشبوهة "كانت تستهدف الشحن التجاري في البحر الأحمر".

وكشف أنه "تم إطلاق صاروخ من طراز سي فايبر ودمر الهدف بنجاح".

ضمان حرية الملاحة

وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين أن ما لا يقل عن 6 سفن تجارية كانت تعبر البحر الأحمر، تعرضت خلال الشهر الجاري لهجمات بمسيرات وصواريخ لدى اقترابها من باب المندب.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت بريطانيا أنها سترسل إلى الخليج السفينة إتش إم إس دايموند وهي مدمرة من طراز 45 تعد واحدة من أكثر سفنها البحرية تقدما.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن السفينة انضمت إلى الفرقاطة إتش إم إس لانكستر التي انتشرت في المنطقة العام الماضي، بالإضافة إلى 3 صائدي ألغام وسفينة دعم.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن السفينة إتش إم إس دايموند تجري عمليات لضمان حرية الملاحة وطمأنة السفن التجارية وضمان التدفق الآمن للتجارة.

وحذر شابس من أن "الموجة الأخيرة من الهجمات غير القانونية تمثل تهديدا مباشرا للتجارة الدولية والأمن البحري في البحر الأحمر".

وأضاف أن "المملكة المتحدة تظل ملتزمة بصد هذه الهجمات لحماية التدفق الحر للتجارة العالمية".

ويوم السبت أيضا، أسقطت القوات الجوية المصرية مسيرة قبالة سيناء على طول الساحل من الحدود الإسرائيلية، حسبما ذكرت وسائل إعلام مرتبطة بالدولة.

وقال الحوثيون إنهم أطلقوا عدة طائرات مسيرة على جنوب إسرائيل.

وذكر شهود أنهم رأوا تحطم جسم طائر ثان عند هبوطه على مسافة أبعد من الساحل.

وأفادت قناة القاهرة التلفزيونية المصرية بـ"تحطم جسم طائر مجهول في المياه الإقليمية المصرية بالقرب من مدينة دهب".

ونقلت القناة على لسان شهود قولهم إن "الدفاعات الجوية رصدت الجسم الطائر وتعاملت معه على الفور".

شركات الشحن تعيد توجيه السفن

وردا على الهجمات، قالت 5 شركات شحن كبرى إنها ستعيد توجيه سفنها بعيدا عن البحر الأحمر.

وأعلنت شركتا ميرسك وهاباغ لويد يوم الجمعة تعليق المرور عبر مضيق باب المندب، وتبعتهما شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة وهي شركة عملاقة إيطالية-سويسرية وشركة سي إم ايه - سي جي أم الفرنسية يوم السبت.

وقالت شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة وهي إحدى أكبر خطوط شحن البضائع في العالم، إن إحدى سفن الحاويات التابعة لها استهدفت في البحر الأحمر يوم الجمعة وإنها ستوقف حركة المرور عبر المضيق حتى تصبح آمنة.

وذكرت أنه لم يصب أحد على متن السفينة إم إس سي بالاتيوم 3، لكنها تعرضت لأضرار بسبب الحريق.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن شركة مارين تراكر التي تتتبع الشحن العالمي أشارت إلى أن السفينة إم إس سي بالاتيوم 3 مرت عبر المضيق وبعد تعرضها للهجوم استدارت بدلا من الاستمرار في التقدم شمالا بالقرب من الساحل الخاضع للحوثيين.

وقالت شركة سي إم ايه - سي جي أم إنها أمرت جميع سفنها بمغادرة المنطقة.

وأضافت أن "الوضع مستمر في التدهور وهناك مخاوف أمنية متزايدة".

وأدانت غرفة الشحن الدولية يوم الجمعة هجمات الحوثيين التي "تهدد حياة البحارة الأبرياء وسلامة الشحن التجاري".

وأكدت أن هذه الأحداث تنتهك القانون الدولي ويجب على دول المنطقة أن تعمل على تهدئة الوضع.

وتمر آلاف السفن عبر مضيق باب المندب كل عام.

وأشارت الهيئة إلى أن تحويل مسار الشحن المتجه إلى آسيا من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا من شأنه أن يزيد التكاليف والتأخير.

وقدرت شركة ستاندرد آند بور الاستشارية العالمية أن تحويل المسار هذا سيزيد المسافة بين روتردام في هولندا وسنغافورة بنسبة 40 في المائة.

الاستجابة الدولية

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا يوم الأحد خلال زيارة لها إلى إسرائيل، إن الهجمات الأخيرة ضد سفن الشحن في البحر الأحمر "لا يمكن أن تمر دون رد".

وأوضحت أن "هذه الهجمات لا يمكن أن تمر دون رد ونحن نبحث في عدة حلول"، بما في ذلك "دور دفاعي لمنع تكرار ذلك".

ويوم الاثنين، وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى البحرين حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، وذلك في إطار جولة على الشرق الأوسط ستضم أيضا قطر وهي وسيط رئيسي في المفاوضات مع حماس، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الأميركية في نهاية الأسبوع أنه سيناقش في المنامة "جهود الولايات المتحدة لعقد تحالفات متعددة الأطراف للرد على الاعتداءات في البحر التي تهدد حركة الشحن والاقتصاد العالمي".

وزعم متحدث باسم الحوثيين يوم السبت أن الجماعة شاركت في محادثات بوساطة عمانية مع "أطراف دولية" بشأن عملياتهم في البحر الأحمر وبحر العرب، حسبما ذكرت رويترز.

وذكرت إذاعة صوت أميركا أن هذا الادعاء جاء مع وصول وسطاء عمانيين إلى اليمن يوم السبت لمناقشة هدنة جديدة بين الحوثيين والسعودية.

وقال محللون إن تورط الحوثيين في الحرب بين إسرائيل وحماس سوف يطيل أمد الحرب في اليمن ويعقد الحوار المستمر للبحث عن حل للصراع، كما أنه سيفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

وأوضحوا أن "السياسة الغربية ركزت حتى الآن على الحماية البحرية، لكن التصعيد الأخير يتطلب ردا أقوى"، حسبما ذكرت صحيفة ذا تلغراف في مقال افتتاحي بتاريخ 13 كانون الأول/ديسمبر أعيد طبعه من قبل شركة استخبارات المجال البحري درياد إنترناشيونال.

وجاء في المقال "هناك خطر حقيقي من تصعيد بقيادة إيران ضد السعودية، وهو خطر قد تكون له عواقب وخيمة على إمدادات النفط".

وأضاف المقال "من الضروري وقف الدعم المالي وإمدادات الأسلحة من إيران للحوثيين"، داعيا الغرب إلى "مواجهة هذا التحالف بالقوة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *