فريق عمل الفاصل | 2024-01-16

أثر ارتفاع كلفة الشحن الناتج عن هجمات الحوثيين على السفن العابرة في البحر الأحمر، على التجارة العالمية وأثار مخاوف مرتبطة بالتضخم حول العالم.

وتواصلت الهجمات يوم الاثنين، 15 كانون الثاني/يناير، رغم الضربات الانتقامية الأميركية والبريطانية على الأهداف الحوثية في اليمن يوم الجمعة الماضي.

يُذكر أن نحو 12 في المائة من التجارة العالمية تمر عادة عبر البحر الأحمر.

وعمدت شركات الشحن الكبرى وعملاق النفط بي بي إلى إرسال السفن في رحلات أطول حول إفريقيا تجنبا للبحر الأحمر، الأمر الذي عطّل سلاسل الإمداد وشكّل ضغطا تصاعديا على التضخم.

وفي هذا السياق، حذر باولو جنتيلوني مفوض الاقتصاد بالاتحاد الأوروبي يوم الاثنين من أن أعمال العنف في البحر الأحمر قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة التضخم في الاتحاد.

وقال إن "ما يحصل في البحر الأحمر... لا يبدو أنه يتسبب حتى الآن بتداعيات على أسعار الطاقة والتضخم"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع "لكننا نعتقد أنه لا بد من مراقبته عن كثب، لأن هذه التداعيات قد تظهر على أرض الواقع في الأسابيع المقبلة".

وحذر محللون في جي بي مورغان من أن ارتفاع كلفة الشحن قد تتسبب في عكس حركة التراجع الأخير في معدل التضخم، حسبما نقلت وكالة أسوشيتيد برس يوم الجمعة.

هجمات على السفن الأميركية

هذا وذكرت وكالة أمنية وشركة أمن بحري بريطانية أن سفينة شحن مملوكة للولايات المتحدة استهدفت بصاروخ قبالة الساحل اليمني يوم الاثنين، أي بعد يوم من قيام الحوثيين بإطلاق صاروخ موجه على مدمرة أميركية.

حيث أفادت وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة على موقعها الإلكتروني من دون توفير تفاصيل إضافية أن "السفينة استهدفت من أعلى بصاروخ".

فيما أوردت شركة الأمن البحري البريطانية أمبري أن حريقا اندلع على متن ناقلة سائبة مملوكة للولايات المتحدة وتحمل علم جزر مارشال، إلا أنها ظلت صالحة للإبحار ولم يتم تسجيل أي إصابات.

وقالت أمبري إنه "بحسب تقييم [الشركة]، استهدف الهجوم مصالح الولايات المتحدة ردا على الضربات العسكرية الأميركية التي طالت مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن".

وجاء الهجوم الأخير فيما أسقط الجيش الأميركي يوم الأحد صاروخا موجها كان قد أطلق على سفينة حربية أميركية من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، وذلك فيما بدا أنه أول هجوم مباشر للجماعة على مدمرة أميركية.

وإيران "منخرطة إلى حد كبير" في هجمات الحوثيين، حسبما ذكرت واشنطن، لكن طهران نفت هذا الزعم.

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في 10 كانون الثاني/يناير إن "تلك الهجمات، التي لها تأثير حقيقي على الناس، جرت بدعم وتحريض من إيران التي قدمت التكنولوجيا والمعدات والاستخبارات والمعلومات".

وبدوره، اتهم وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون إيران بأنها "جهة خبيثة في المنطقة".

فترة انتظار أطول وكلفة أعلى

وبحسب محللين في الشؤون البحرية، فقد تراجع حجم حاويات الشحن العابرة في البحر الأحمر منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر بنسبة 70 في المائة.

وأصبحت شركة الناقلات الدنماركية تورم يوم الجمعة آخر شركة تعمد إلى وقف كل عمليات العبور في جنوبي البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

وتملك الشركة أسطولا مؤلفا من نحو 80 سفينة وهي متخصصة في نقل المنتجات النفطية.

هذا وتسبب تغيير مسار السفن حول طرف إفريقيا بتأخير ساهم في تراجع بنسبة 1.3 في المائة على مستوى التجارة العالمية في كانون الأول/ديسمبر، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي هذا الإطار، قال أرتور باريلاس المدير العالم لشركة أورفسي لتنظيم عمليات الشحن إن السفن تبحر حول إفريقيا عن طريق رأس الرجاء الصالح، وهو ما يؤخر الرحلة بين آسيا وأوروبا بنحو 10 إلى 20 يوما.

وأعلنت شركات الشحن بالفعل عن زيادة ملحوظة بالأسعار لتغطية الكلفة المرتبطة بتغير المسار.

وضاعفت مجموعة الشحن الفرنسية سي إم إي سي جي إم رسم نقل حاوية بطول 40 قدما (12 مترا) بين آسيا والبحر المتوسط إلى 6000 دولار.

وبدورها، رفعت الشركة الإيطالية-السويسرية البارزة إم إس سي رسومها من 2900 إلى 5900 دولار للخدمة نفسها.

ومن جانبه، أوضح جوناثان روتش محلل شحن البضائع في شركة برامار لاستشارات الشحن ومقرها لندن، لصحيفة وول ستريت جورنال أن "الخدمات ستستمر بالتأخر، كما ستكون أوقات العبور أطول على المدى القصير".

وتابع أنه "نتيجة لذلك، ستبقى رسوم الشحن بشكل عام مرتفعة ومتقلبة".

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن كلفة نقل الحاويات بين الصين وهولندا ازدادت بنسبة 115 في المائة في الأسبوع المنتهي بـ 4 كانون الثاني/يناير، مقارنة بالأسبوع المنصرم.

تفاقم المشاكل مع حلول رأس السنة الصينية

ويعاني القطاع من نقص في الحاويات بآسيا نظرا لفترات السفر الأطول، ما يتسبب بمشكلة قبيل حلول رأس السنة الصينية في الشهر المقبل.

وقال باريلاس إن "هناك تدفق فعلي [للبضائع] من آسيا".

وأضاف أنه في الفترة السابقة لرأس السنة الصينية في 10 شباط/فبراير، "كل السفن ممتلئة" ما يتسبب بارتفاع أسعار الشحن.

ويسارع العملاء لشحن بضائعهم قبل فترة توقف الأعمال على مدى أسبوع في الصين التي هي المصدّر الأكبر في العالم، نظرا للاحتفالات المحلية.

كذلك، تضاعف في غضون أسابيع قليلة المؤشر المرجعي لقياس رسوم تعريفة شحن البضائع المنقولة من الصين، وهو مؤشر شنغهاي لشحن الحاويات.

وقال نيلس راسموسن كبير محللي الشحن في شركة بيمكو لوكالة الصحافة الفرنسية أن رسم نقل البضائع قد تضاعف.

وأضاف "يعكس ذلك طبعا الوضع المأساوي الذي وصلنا إليه".

وأشار إلى أن معدل رسوم شحن البضائع من الصين عبر معظم مناطق أوروبا والمتوسط قد ارتفع بنسبة تتراوح بين 15 و20 في المائة.