أمن
شركات الشحن العملاقة تستأنف عملياتها في البحر الأحمر بعيد إطلاق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة
أعلنت شركتان للشحن البحري على الأقل أنهما تعملان على زيادة عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس الآن بعد إطلاق عملية حارس الازدهار.
فريق عمل الفاصل |
أبدت شركات الشحن العملاقة استعدادها لاستئناف العبور عبر البحر الأحمر بعد إطلاق عملية بحرية بقيادة الولايات المتحدة لحماية السفن في الممر المائي الاستراتيجي.
وفي هذا الإطار، أكدت شركة سي أم إي سي جي أم الفرنسية يوم الثلاثاء، 26 كانون الأول/ديسمبر، زيادة عدد سفنها التي تمر عبر قناة السويس، لتنضم إلى شركة الشحن الدنماركية ميرسك في العودة إلى المنطقة.
وكانت شركة ميرسك قد اعتبرت يوم الأحد، أنه مع تنفيذ مبادرة الأمن البحري التي تقودها الولايات المتحدة، فإنها تستعد "للسماح لسفنها باستئناف العبور عبر البحر الأحمر شرقا وغربا".
وصرحت شركة ميرسك" في بيان لها "نحن نعمل حاليا على خطط من أجل قيام السفن الأولى بالعبور على أن يتم ذلك في أقرب وقت تسمح به القدرة التشغيلية".
هذا وتتجنب شركات الشحن العملاقة الأخرى، بما في ذلك شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن أم أس سي وهاباج لويد، بالإضافة إلى شركة الطاقة العملاقة بي بي، طريق البحر الأحمر بسبب تصاعد تهديد الحوثيين المدعومين من إيران بتكثيف هجماتهم.
وكان قد جرى تغيير مسار السفن لتمر عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة. فقناة السويس تعتبر أسرع طريق بحري بين آسيا وأوروبا.
وأشارت هاباج لويد يوم الثلاثاء إلى أنها ستعيد تقييم الوضع في البحر الأحمر يوم الأربعاء قبل أن تقرر كيفية المضي قدما.
وقالت ميرسك في بيانها إنه على الرغم من اتخاذ الإجراءات الأمنية، فإن "الخطر العام في المنطقة لم يتم راهنا القضاء عليه بعد".
وأردفت الشركة "لن تتردد شركة ميرسك في إعادة تقييم الوضع والبدء مرة أخرى في خطط تحويل مسار الشحن، إذا رأينا ذلك ضروريا لسلامة بحارتنا".
التحالف البحري
تأتي عمليات التعليق وسط جهود مكثفة من جانب الولايات المتحدة لبناء تحالف بحري لحماية السفن في الممر المائي الاستراتيجي.
وقد انضمت أكثر من 12 دولة حتى الآن إلى عملية حارس الازدرهار، وهي فرقة عمل دولية جديدة لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويضم التحالف المملكة المتحدة والبحرين وكندا والدنمارك واليونان وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وغيرهم.
إلى هذا، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على المساهمة في التحالف من خلال عملية أتلانتا للقوات البحرية للاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، العميد بات رايدر، للصحافيين في 21 كانون الأول/ديسمبر، إن الحوثيين "يهاجمون الرفاهية الاقتصادية والازدهار للدول في جميع أنحاء العالم"، وأصبحوا فعليا "قُطّاع طرق على طول الطريق السريع الدولي وهو البحر الأحمر".
ولفت إلى أن قوات التحالف "ستعمل بمثابة دورية على الطرق السريعة، حيث تقوم بدوريات في البحر الأحمر وخليج عدن للاستجابة ومساعدة السفن التجارية التي تعبر هذا الممر المائي الدولي الحيوي عند الضرورة".
وأضاف "إنه تحالف دفاعي يهدف إلى طمأنة الشحن العالمي والبحارة بأن المجتمع الدولي موجود للمساعدة في توفير ممر آمن".
القوات الأميركية تُسقط طائرات بدون طيار
إلى ذلك، صعّد الحوثيون هجماتهم على الناقلات وسفن الشحن والسفن الأخرى في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يُعرّض طريق العبور الذي يحمل ما يصل إلى 12 في المائة من التجارة العالمية للخطر.
وقال البنتاغون يوم الثلاثاء، إن القوات الأميركية أسقطت مؤخرا أكثر من 12 طائرة مسيّرة هجومية وصواريخ عدة أطلقها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر.
وأكدت القيادة المركزية للبنتاغون في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "عدم حدوث أضرار للسفن في المنطقة أو أي إصابات"، واصفة وابل من 12 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن وصاروخين للهجوم البري على مدى فترة 10 ساعات.
وأعلن الحوثيون في بيان عن "تنفيذ عملية استهداف لسفينة تجارية" عرّفوها باسم "إم إس سي يونايتد"، وعن إطلاق عدد من "الطائرات المسيرة ضد أهداف عسكرية".
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء أيضا، سُمعت انفجارات وشوهدت صواريخ بالقرب من سفينة تمر بالقرب من ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن، وفق ما ذكرت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (يو كي أم تي أو)، مطمئنة أن السفينة وطاقمها بخير.
وقالت "و كي أم تي أو إن السفينة واصلت لاحقا رحلتها، من دون الإبلاغ عن أي أضرار جسيمة أو إصابات بين أفراد الطاقم.
وأكدت وسائل إعلام مصرية مرتبطة بالدولة أيضا سماع دوي انفجارات قبالة سواحل شبه جزيرة سيناء المصرية يوم الثلاثاء.
وأوضح مسؤولون أمنيون لوكالة رويترز، أن طائرة بدون طيار أسقطت بالقرب من منتجع دهب المصري على البحر الأحمر لكن لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وكانت القوات الجوية المصرية قد أسقطت في وقت سابق من هذا الشهر طائرة مسيرة تم اكتشافها فوق المياه الإقليمية المصرية بالقرب من دهب.
إيران تستهدف سفينة في المحيط الهندي
وبشكل منفصل، أسقطت السفينة الحربية الأميركية لابون يوم السبت أربع طائرات مسيرة هجومية "قادمة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن"، وذلك بحسب ما ذكرت القيادة المركزية الأميركية في منشور على موقع X.
ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار.
وتابعت أن طائرة هجومية بدون طيار اقتربت أيضا من الناقلة إم في بلامينين التي ترفع العلم النرويجي، في حين أصيبت ناقلة أخرى، إم في سيبابا، التي ترفع العلم الهندي، بطائرة بدون طيار هجومية في اتجاه واحد من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن على الممرات الملاحية في البحر الأحمر يوم السبت من دون الإبلاغ عن تأثر أي سفن، وفق ما ذكرت القيادة المركزية الأميركية.
ووفقا للبنتاغون، شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ، مستهدفين 10 سفن تجارية تضم أكثر من 35 دولة مختلفة.
قالت الهند اليوم الاثنين، إنها ستنشر ثلاث سفن حربية وطائرات استطلاع في بحر العرب "من أجل الحفاظ على وجود رادع".
وأضافت في بيان أنه تم نشر ثلاث مدمرات مزودة بصواريخ موجهة بالإضافة إلى طائرات استطلاع بحرية بعيدة المدى من طراز P8I في أعقاب "موجة الهجمات الأخيرة في بحر العرب".
واتهمت واشنطن طهران بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة يوم السبت على ناقلة النفط إم في تشيم بلوتو التي ترفع العلم الليبيري والمملوكة لليابان على بعد 200 ميل بحري (370 كيلومترا) قبالة سواحل الهند.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها واشنطن إيران علانية باستهداف السفن بشكل مباشر منذ بدء الحرب في غزة.
وحذر مسؤول في الحرس الثوري الإيراني، السبت، من الإغلاق القسري للممرات المائية الأخرى في المنطقة.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن محمد رضا نقدي قوله إن الولايات المتحدة "وحلفائها يجب أن يتوقعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق الممرات المائية الأخرى".
ويعتبر البحر الأبيض المتوسط من بين الممرات المائية التي ذكرها، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
كيف يمكن هذا