أمن

الولايات المتحدة تعلن عن مبادرة تضم عشر دول لقمع هجمات الحوثيين

ستعمل "عملية حارس الازدهار"، وهي مبادرة أمنية جديدة متعددة الجنسيات، تحت إشراف فريق مهام البحر الأحمر التابع للقوات البحرية المشتركة.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب يوم 18 كانون الأول/ديسمبر. [ألبرتو بيزولي/وكالة الصحافة الفرنسية]
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب يوم 18 كانون الأول/ديسمبر. [ألبرتو بيزولي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يوم الاثنين، 18 كانون الأول/ديسمبر، عن إطلاق مبادرة أمنية جديدة متعددة الجنسيات في البحر الأحمر، مع مواصلة الحوثيين لهجماتهم على السفن التجارية في الممر البحري الاستراتيجي.

وستعمل عملية حارس الازدهار تحت إشراف القوات البحرية المشتركة التي تضم 39 عضوا وقيادة فريق المهام المشترك 153 الذي يركز على الأمن في البحر الأحمر، حسبما قال.

وتضم المبادرة في عضويتها المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وجزر سيشل وأسبانيا، بهدف المشاركة في التعامل مع التحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

وهي تهدف لضمان حرية الملاحة لكل البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين، حسبما ذكر أوستن في بيان الإعلان عن المبادرة.

صورة ملتقطة خلال جولة نظمها الحوثيون المدعومون من إيران يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر تظهر سفينة البضائع غالاكسي ليدر، التي استولى عليها المقاتلون الحوثيون قبل يومين، وهي في البحر الأحمر قبالة ساحل محافظة الحديدة اليمنية. وكان الطاقم الدولي المؤلف من 25 فردا والعامل على متن السفينة التي تحمل علم جزر البهاما ومملوكة لبريطانيا وتشغلها شركة يابانية، قد احتجز من قبل الحوثيين يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر وما يزالون محتجزون في اليمن. [وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة ملتقطة خلال جولة نظمها الحوثيون المدعومون من إيران يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر تظهر سفينة البضائع غالاكسي ليدر، التي استولى عليها المقاتلون الحوثيون قبل يومين، وهي في البحر الأحمر قبالة ساحل محافظة الحديدة اليمنية. وكان الطاقم الدولي المؤلف من 25 فردا والعامل على متن السفينة التي تحمل علم جزر البهاما ومملوكة لبريطانيا وتشغلها شركة يابانية، قد احتجز من قبل الحوثيين يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر وما يزالون محتجزون في اليمن. [وكالة الصحافة الفرنسية]
حوثيون يقفون على حاملة صواريخ خلال عرض عسكري في صنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
حوثيون يقفون على حاملة صواريخ خلال عرض عسكري في صنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وجاء في البيان أن "التصعيد الأخير في الهجمات الحوثية المتهورة التي تشن من اليمن يهدد التدفق الحر للتجارة ويعرض البحارة الأبرياء للخطر وينتهك القانون الدولي".

وأضاف أن "البحر الأحمر ممر مائي حيوي وضروري لحرية الملاحة وممر تجاري رئيس يسهل التجارة الدولية".

وتابع "على البلاد التي تسعى لترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة أن تتكاتف لمواجهة التحدي الذي تشكله هذه الجهة من غير الدول التي تطلق الصواريخ البالستية والمركبات الجوية غير المأهولة (المسيرات) ضد السفن التجارية من الكثير من البلدان التي تعبر المياه الدولية بصورة قانونية".

وأكد أن "هذا تحديا دوليا يستوجب عملا جماعيا".

حرية الملاحة

وقال البنتاغون إنه خلال رحلة أوستن إلى الشرق الأوسط، عقد اجتماعا وزاريا افتراضيا مع ممثلي 43 دولة، وأيضا الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

وناقش وزراء ورؤساء دفاع وممثلون بارزون خلال هذا الاجتماع تصاعد التهديد للأمن البحري في البحر الأحمر.

وأعاد أوستن تأكيد التزام الولايات المتحدة بحرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية بالمنطقة، وأشار إلى تداعيات هجمات الحوثيين التي تزعزع استقرار الأمن البحري.

وأوضح أن الهجمات قد أثرت بالفعل على الاقتصاد العالمي وأنها ستستمر في تهديد الملاحة التجارية إذا لم يتكاتف المجتمع الدولي للتعامل مع هذه المسألة بصورة جماعية.

وقال كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، بمن فيهم قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا وقائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس الأميركي نائب الأدميرال براد كوبر، إن الحوثيين قد نفذوا أكثر من 100 هجوم بالمسيرات والصواريخ البالستية.

وأضافوا خلال إفادة للوزراء المشاركين أن هذه الهجمات استهدفت 10 سفن تجارية تابعة لأكثر من 35 بلدا.

وأشاروا إلى أن الطاقم الدولي الذي يتألف من 25 فردا للسفينة التجارية غالاكسي ليدر، والذي احتجز كرهائن من قبل الحوثيين يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ما يزال محتجزا ظلما في اليمن.

وحث أوستن المشاركين على الانضمام إلى المبادرات التي تتولى الولايات المتحدة قيادتها والمبادرات الدولية الأخرى والعمل مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والقوات البحرية المشتركة لاستعادة الأمن في البحر الأحمر وردع الاعتداءات الحوثية المستقبلية.

هجمات جديدة على الناقلات

في هذه الأثناء، صعّد الحوثيون من هجماتهم على الناقلات وسفن البضائع والسفن الأخرى في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة، ما يعرض للخطر ممر عبور ينقل ما يصل إلى 12 في المائة من التجارة العالمية.

وقالت الجماعة التي تدعمها إيران يوم الاثنين إنها قد هاجمت سفينتين "لهما ارتباط بإسرائيل" في البحر الأحمر بمسيرات بحرية، فيما أوقفت المزيد من شركات الشحن الكبرى عمليات العبور في الممر المائي.

وتمثل الهجمات على السفينتين النرويجيتين سوان أتلانتيك وإم إس سي كلارا آخر الهجمات في سلسلة من الحوادث البحرية التي تعطل التجارة العالمية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة سوان أتلانتيك "تعرضت للهجوم من مسيرة هجومية انتحارية وصاروخ بالستي مضاد للسفن أطلقا من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن".

وأضافت أن مدمرة الصواريخ الموجهة الأميركية يو إس إس كارني "استجابت لطلب تقييم الأضرار".

وأوضحت القيادة أنه في نفس الوقت تقريبا "أفادت سفينة البضائع السائبة (السفينة التجارية) كلارا عن وقوع انفجار في الماء بالقرب من موقعها".

وأضافت أنه لم يرد وقوع أي إصابات في أي من الهجومين.

من جانبها، قالت الشركة المالكة للسفينة سوان أتلانتيك، وهي شركة إنفنتور كاميكال تانكرز النرويجية، في بيان إن السفينة كانت تحمل مواد خام للوقود الحيوي من فرنسا إلى جزيرة ريونيون.

وأضافت أن السفينة، التي تديرها شركة سنغافورية، "ليس لها أي ارتباط بإسرائيل"، مبينة أن الطاقم الهندي لم يتعرض لأذى وأن السفينة تعرضت لأضرار محدودة.

أزمة أمن بحري

هذا وقد توقف العملاق الإيطالي السويسري ميديتيرينيان شيبينج (إم إس سي) وشركة سي إم إيه سي جي إم الفرنسية وشركة هاباغ-لويد الألمانية وشركة يورونايف البلجيكية وشركة إيه بي مولر-ميرسك الدنماركية عن استخدام البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

كما علق عملاق النفط البريطاني بي بي عمليات العبور عبر البحر الأحمر يوم الاثنين، في حين قالت شركة الشحن التايوانية أفرغرين إنها ستوقف شحنات البضائع إلى إسرائيل بأثر فوري.

فيما قالت شركة فرانت لاين، وهي إحدى أكبر شركات الناقلات في العالم، إنها ستغير مسار سفنها وإنها "لن تقبل من الشحنات الجديدة إلا" تلك التي تستطيع تغيير مسارها عبر طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

وهذا الطريق أطول بكثير ويستخدم المزيد من الوقود.

يذكر أن هجمات البحر الأحمر قد أجبرت شركات التأمين على زيادة أقساط التأمين بصورة كبيرة على السفن، ما يجعل المرور عبر قناة السويس غير اقتصادي لبعضها.

وفي هذه الأثناء، ضاعف الحوثيون يوم الثلاثاء عملياتهم، قائلين في منشور على موقع إكس إنهم لن يوقفوا الهجمات على السفن في البحر الأحمر "مهما كانت التضحيات" وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة عن إنشاء قوة حماية بحرية جديدة.

وقال توربجورن سولتفيديت من شركة التحليل فريسك مابلكروفت لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الهجمات قد أصبحت "أزمة أمنية بحرية" ذات "تداعيات تجارية واقتصادية في المنطقة وخارجها".

فيما قال أوستن في مؤتمر صحافي خلال زيارته لإسرائيل يوم الاثنين إن "هذه الهجمات متهورة وخطيرة وتنتهك القانون الدولي".

كما حذر أوستن إيران من تقديم المساعدات للحوثيين.

وأضاف أن "دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

حلوا مشكله فلسطين للاستقرار العالمي

فلسطين أولا