أمن

التحالف متعدد الأطراف يستهدف أنظمة أسلحة الحوثيين في اليمن

استهدفت الضربات الأميركية والبريطانية التي نفذت بدعم من الحلفاء قدرات المراقبة الصاروخية والجوية وموقع تخزين تحت الأرض.

طائرة تابعة للجيش الأميركي تستعد للإقلاع من يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور في البحر الأحمر يوم 22 كانون الثاني/يناير، في ظل تنفيذ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات ضد أهداف متعددة في 8 مواقع باليمن يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران. [البحرية الأميركية]
طائرة تابعة للجيش الأميركي تستعد للإقلاع من يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور في البحر الأحمر يوم 22 كانون الثاني/يناير، في ظل تنفيذ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات ضد أهداف متعددة في 8 مواقع باليمن يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران. [البحرية الأميركية]

فريق عمل الفاصل |

قال مسؤولون إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة استهدفتا أنظمة الأسلحة التابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في جولة جديدة من الضربات الهادفة إلى حماية الشحن الدولي في البحر الأحمر من هجمات الجماعة.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية ضربت ودمرت في ساعات الصباح الباكر من يوم الأربعاء، 24 كانون الثاني/يناير، صاروخين مضادين للسفن تابعين للحوثيين كانا معدين للإطلاق واستهداف جنوب البحر الأحمر.

وأوضحت القيادة في بيان أن الصواريخ "شكلت تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة"، مضيفة أنه تم تدمير الصواريخ "دفاعا عن النفس".

وتابعت أنه قبل منتصف ليل الاثنين مباشرة، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات على 8 أهداف للحوثيين في اليمن بدعم من 4 دول حليفة.

لقطة شاشة من مقطع فيديو نشرته القيادة المركزية للجيش الأميركي تظهر طائرة أثناء إقلاعها من حاملة طائرات في إطار الجهود الدولية المستمرة للرد على الأنشطة الحوثية المتزايدة المزعزعة للاستقرار وغير القانونية في المنطقة. [القيادة المركزية الأميركية]
لقطة شاشة من مقطع فيديو نشرته القيادة المركزية للجيش الأميركي تظهر طائرة أثناء إقلاعها من حاملة طائرات في إطار الجهود الدولية المستمرة للرد على الأنشطة الحوثية المتزايدة المزعزعة للاستقرار وغير القانونية في المنطقة. [القيادة المركزية الأميركية]

وكشفت القيادة أن "الأهداف شملت منظومات ومنصات إطلاق صواريخ وأنظمة دفاع جوي ورادارات ومنشآت تخزين أسلحة مدفونة بعمق تحت الأرض".

وقالت أستراليا والبحرين وكندا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في بيان مشترك إن الضربات كانت "متناسبة وضرورية".

وجاء في البيان أنها تأتي ردا على هجمات الحوثيين المستمرة على الشحن الدولي والتجاري والسفن البحرية التي تعبر البحر الأحمر.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر، إنه "بعد وقت قصير من تنفيذ هذه الضربات تم ضرب هدف حوثي إضافي من قبل الولايات المتحدة في خطوة دفاع عن النفس، ما أدى إلى تدمير صاروخ موجه مضاد للسفن كان جاهزا للإطلاق مشكّلا تهديدا وشيكا للسفن العاملة في المنطقة".

وأضاف رايدر أن الضربة الإضافية وقعت "على الأرجح بعد 15 إلى 30 دقيقة من تنفيذ العملية الرئيسية هناك".

ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، شن الحوثيون هجمات على ما لا يقل عن 33 سفينة تجارية باستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة.

وقال مسؤول رفيع في مجال الدفاع إن الجماعة المدعومة من إيران استخدمت في هجماتها صواريخ باليستية مضادة للسفن وصواريخ باليستية قريبة المدى وصواريخ موجهة للهجوم الأرضي وطائرات مسيرة ومركبات سطحية مسيرة.

ونفذت الولايات المتحدة جولات عدة من الضربات الأحادية الجانب للدفاع عن نفسها ضد تهديدات الحوثيين للسفن الأميركية والدولية.

وقال الجيش الأميركي إن الضربات الدقيقة يوم الاثنين نفذها ودعمها تحالف متعدد الأطراف "منفصل ومتميز" عن المبادرة الأمنية التي تحمل اسم عملية حارس الازدهار والمؤلفة من 22 عضوا.

وجاء في البيان المشترك أن الضربات تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين "على تهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء"، واصفا الهجمات بأنها "تحدي دولي".

وأضاف البيان أن الضربات تأتي "كرد على سلسلة من الأعمال الحوثية غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار منذ الضربات التي نفذها التحالف في 11 كانون الثاني/يناير"، بما في ذلك هجمات بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن وبالمسيرات استهدفت سفينتين تجاريتين مملوكتين للولايات المتحدة.

وأشار البيان المشترك إلى أن عملية يوم الاثنين "استهدفت على وجه التحديد موقع تخزين تحت الأرض للحوثيين ومواقع مرتبطة بقدرات الجماعة الخاصة بالصواريخ والمراقبة الجوية".

منشأة تخزين تحت الأرض

وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع إن الضربات التي تمت ليل الاثنين نفذت من منصات جوية وسطحية وتحت سطح الأرض واستهدفت 8 مواقع مع "أهداف متعددة" في عدد من هذه المواقع.

وأردف المسؤول خلال إحاطة إعلامية عقدت في البنتاغون يوم الاثنين، "نفذنا الضربات باستخدام صواريخ توماهوك للهجوم البري وطائرات بطيار تابعة للبحرية الأميركية والقوات المسلحة البريطانية".

وأشار المسؤول إلى أن "الذخائر الموجهة بدقة استخدمت لتدمير الأهداف وكذلك لتقليل الأضرار الجانبية".

وفي منشور على موقع إكس، أشار الناطق باسم الحوثيين يحيى سريع إلى 18 غارة في محافظات صنعاء والحديدة وتعز والبيضاء، من دون ذكر وقوع أي ضحايا.

ومن جانبه، قال المسؤول الأميركي "يمكننا أن نقول لكم إننا لاحظنا تأثيرات ونتائج جيدة في المواقع الثمانية كافة، وتظهر تقديراتنا أننا قمنا بالفعل بتدمير الصواريخ والأنظمة الجوية المسيرة ومناطق تخزين الأسلحة".

وأضاف أن الولايات المتحدة لديها القدرة على تحديد مواقع أنظمة أسلحة الحوثيين واستهدافها، لافتا إلى أن انخفاض عدد وشراسة الهجمات يمكن أن يعزى إلى تراجع قدرة الحوثيين على تنفيذها.

وأكد المسؤول أن الضربات "تحقق التأثير المقصود".

وذكر المسؤول العسكري الرفيع أن التقديرات أشارت إلى أن منشأة التخزين تحت الأرض تحتوي على أسلحة تقليدية أكثر تقدما من المنشآت المستهدفة في الضربات السابقة.

وأكد على أن "هذه أول ضربة نقصف فيها منشأة تخزين من هذا النوع في اليمن".

دعم دولي

هذا وشاركت طائرات من دوايت دي. أيزنهاور ومجموعتها الضاربة من حاملات الطائرات في ضربات يوم الاثنين، إلى جانب مقاتلات من المملكة المتحدة.

وقال المسؤول العسكري "نحن راضون للغاية عن التعاون الفعال الذي يظهره هذا التحالف والكل مساهم فيه"، مضيفا "نعلم أننا نحظى بالدعم السياسي لعدد إضافي من الدول".

وجاء في البيان المشترك، "اعترافا منا بالإجماع الواسع للمجتمع الدولي، تصرفنا مجددا كجزء من تحالف يضم دولا تتشارك التفكير نفسه وتلتزم بدعم النظام القائم على قواعد".

وأوضح البيان أن ذلك يشمل "حماية حرية الملاحة والتجارة الدولية ومحاسبة الحوثيين على هجماتهم غير القانونية وغير المبررة على البحارة والسفن التجارية".

وتابع "يبقى هدفنا تهدئة التوترات وإعادة إحلال الاستقرار في البحر الأحمر"، محذرا مرة جديدة قيادة الحوثيين من الاستمرار بتهديداتهم.

وقال وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون إن الحوثيين نفذوا أكثر من 12 هجوما على الشحن في البحر الأحمر منذ المجموعة الأولى من الضربات المشتركة في 11 يناير/كانون الثاني، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف كاميرون أن "هذه الهجمات غير قانونية وهي غير مقبولة".

وقال في بيان "ما فعلناه مجددا هو توجيه أوضح رسالة ممكنة تفيد بأننا سنواصل الحد من قدرتهم على تنفيذ تلك الهجمات... وبأننا ندعم أقوالنا وتحذيراتنا بالأفعال".

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن طائرات سلاح الجو الملكي قصفت موقعين عسكريين شمالي صنعاء، "كان يحتوي كل منهما على عدة أهداف محددة استخدمها الحوثيون لدعم هجماتهم على الشحن".

وأضاف أن الدليل الأولي لدى الحكومة هو أن "جميع الأهداف المقصودة قد دمرت".

كذلك، أعلنت نيوزيلندا يوم الثلاثاء عن إرسال فريق دفاع مؤلف من 6 أعضاء إلى الشرق الأوسط في إطار تحالف دولي لدعم الأمن البحري في البحر الأحمر، حسبما ذكر رئيس وزرائها كريستوفر لوكسون.

تهديد للشحن

يُذكر أن البحر الأحمر يشكل شريانا حيويا لنحو 15 في المائة من التجارة العالمية المنقولة بحرا، بما في ذلك 8 في المائة من تجارة الحبوب العالمية و12 في المائة من النفط المنقول بحرا و8 في المائة من تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية. وقد عرّض الحوثيون أمن البحر للخطر.

وتراجعت حركة الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر بنسبة 22 في المائة خلال شهر واحد بسبب هجمات الحوثيين على السفن الدولية، حسبما قال مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس يوم الثلاثاء.

وبدوره، ذكر المسؤول الرفيع في مجال الدفاع الأميركي أن "تلك الهجمات ولا سيما الاستخدام غير المسبوق للصواريخ الباليستية المضادة للسفن، عطلت بشكل كبير التدفق الحر للتجارة وحقوق الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم".

ومن الحوادث المثيرة للقلق، عملية الاستيلاء على سفينة مملوكة لليابان وعلى متنها طاقم متعدد الجنسيات وهجوم صاروخي على ناقلة نرويجية كانت تنقل الزيت النباتي وهجوم على سفينة مملوكة للولايات المتحدة كانت متجهة إلى نيويورك وعلى متنها وقود للطائرات.

ولفت المسؤول إلى أن السفن العسكرية والتجارية الأميركية تواجه أيضا تهديدات مستمرة تتمثل بصواريخ الحوثيين ومسيراتهم.

وذكر أن الحوادث البارزة تشمل الهجوم الذي استهدف في 14 كانون الثاني/يناير يو إس إس لابون والعملية التي نفذت في 9 كانون الثاني/يناير بإطلاق ما يقارب الـ 20 قطعة ذخيرة على البحرية الأميركية وعلى سفن تجارية ترفع العلم الأميركي.

وتم استهداف سفن مملوكة للولايات المتحدة في منتصف كانون الثاني/يناير، وبينها إم/في جينكو بيكاردي وإم/في جيبرالتار إيغل.

وأوضح المسؤول أن "الخطر المتزايد دفع أكثر من 14 شركة شحن إلى وقف عملياتها في البحر الأحمر، ما أثر بشدة على التجارة العالمية وعلى اقتصاد مصر والأردن".

وذكر أن إيران هي مورّد للحوثيين وتقدم المعدات والتدريب والخبرة لوكلاء آخرين لها في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم توصيل رسالة مفادها "أننا نعتبر هذا النشاط غير مقبول".

ورفض المسؤول التكهن بأي عملية مستقبلية.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *