فريق عمل الفاصل | 2024-01-04

واشنطن -- حذر تحالف من الدول بقيادة الولايات المتحدة يوم الأربعاء، 3 كانون الثاني/يناير، بصورة مشتركة الحوثيين المدعومين من إيران وطالبتهم بوقف هجماتهم ضد السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر على الفور.

وأشار البيان المشترك الذي نشره البيت الأبيض إلى الإجماع الواسع الذي عبرت عنه 44 دولة في 19 كانون الأول/ديسمبر ومجلس الأمن الأممي في 1 كانون الأول/ديسمبر، مدينا هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية.

ولفت إلى "تصعيد ملحوظ خلال الأسبوع الماضي استهدف السفن التجارية بالصواريخ والقوارب الصغيرة ومحاولات الخطف".

وذكر أن "الهجمات الحوثية المتواصلة في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة ومزعزعة بشدة للاستقرار. ما من مبرر قانوني للاستهداف المتعمد للملاحة المدنية والسفن البحرية".

وقال إن الهجمات على السفن باستخدام القوارب الصغيرة والصواريخ، بما في ذلك أول استخدام للصواريخ البالستية المضادة للسفن، "تعد تهديدا مباشرا لحرية الملاحة التي تشكل حجر الأساس للتجارة العالمية".

وأوضح أن "هذه الهجمات تهدد حياة الأبرياء من كل أنحاء العالم وتمثل مشكلة دولية كبيرة تستلزم إجراء جماعيا".

وجاء في البيان "فلتكن رسالتنا واضحة: نطالب بوقف فوري لهذه الهجمات غير القانونية وإطلاق سراح السفن والطواقم المحتجزة بصورة غير شرعية على الفور".

وأضاف البيان أن "الحوثيين سيتحملون مسؤولية التداعيات في حال استمروا بتهديد حياة الأشخاص والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة".

ʼرسالة واضحة للغايةʻ

ووصف مسؤول أميركي رفيع الرسالة بأنها "واضحة جدا".

وقال "لا أتوقع تحذيرا آخر. أعتقد أن هذا البيان واضح بحد ذاته".

وذكر المسؤول أنه "من الواضح جدا أن [الصواريخ الحوثية] تأتي من إيران".

وكان من أوائل الموقعين على البيان المشترك الذي نشر الأربعاء كل من الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلاندا وسنغافورة والمملكة المتحدة.

وفور صدور البيان انضمت سنغافورة إلى المجموعة، حسبما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي خلال إحاطة يوم الأربعاء.

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن مشاورات مع فريق الأمن القومي التابع له يوم رأس السنة "للبحث في الخيارات المتاحة" بشأن الهجمات الحوثية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن بريطانيا، التي تعد حليفا مقربا للولايات المتحدة في الملف الأمني، أصدرت تحذيرها الخاص باتخاذ "إجراء مباشر"، علما أن رئيس الوزراء ريشي سونا قال إن على الحوثيين "وقف هجماتهم القاتلة والمزعزعة للاستقرار على السفن".

وكتب على موقع أكس أن "المملكة المتحدة ستتخذ الإجراءات اللازمة دوما للدفاع عن حرية الملاحة".

وقال كيربي إن "الولايات المتحدة تبقى مصممة على العمل مع مجموعة من الشركاء لمساعدة إسرائيل على الدفاع عن نفسها وتأمين المساعدة الإنسانية للمدنيين في غزة، وطبعا الدفاع عن مصالح الأمن القومي الخاصة بنا في المنطقة".

وتابع "يشمل ذلك من دون شك حماية التدفق الحر للتجارة الدولية في البحر الأحمر. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، أنشأنا تواجدا لقوة مهمة في الشرق الأوسط وسنستمر بالحفاظ عليها".

'وجود كبير للقوة'

وقال إن "ذلك يشمل حاملة طائرات هجومية تتمحور حول يو إس إس دوايت د. أيزنهاور مع جناحها الجوي المؤلف من نحو 80 طائرة، إلى جانب مجموعة برمائية جاهزة ووحدة الاستطلاع البحرية الـ 26 التابعة لها".

وذكر كيربي أن "هذه المجموعة البرمائية الجاهزة بقيادة السفينة الهجومية يو إس إس باتان نقلت إلى شرقي المتوسط في الأيام القليلة الماضية، تزامنا مع مغادرة حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد".

وأضاف "واليوم بين باتان والسفينتين الأخريين من مجموعتها، وهما يو إس إس ميسا فيردي ويو إس إس كارتر هول، يشكل ذلك في هذا الجزء من المتوسط ما مجموعه أكثر من 4000 بحار وعنصر في البحرية وأكثر من 50 طائرة".

وأشار إلى أن المجموعة البرمائية الجاهزة المتمركزة في البحر قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من العمليات وتبقى خيارا مرنا للغاية فيما يتعلق بأي استخدام محتمل للقوة.

وتابع أن هذه السفن مدعومة بـ 3 أسراب برية من المقاتلات والطائرات الهجومية وبسفن حربية إضافية ذات قدرات عالية، بما في ذلك عدد من المدمرات التي صممت خصيصا للدفاع الصاروخي البالستي.

وقال كيربي إن "بعض هذه السفن الحربية تعمل في البحر الأحمر حيث تستمر إلى جانب السفن والطائرات والقدرات التي وفرتها أكثر من 20 دولة أخرى، بمواجهة الهجمات الحوثية ضد الشحن البحري المدني".

ولفت إلى أنها تقدم "قدرة استثنائية للدفاع الجوي والصاروخي، إضافة إلى قدرات استخبارات ومراقبة ورصد قوية وقدرة عسكرية دفاعية وهجومية".

وأكد أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الدخول في صراع مع أية دولة أو جهة في الشرق الأوسط، "كما أننا لا نريد أن نرى تمددا للحرب بين إسرائيل وحماس".

وقال "ولكننا لن نتراجع عن مهمة الدفاع عن أنفسنا ومصالحنا وشركائنا والدفاع عن التدفق الحر للتجارة الدولية".

الشركات تغير مسار سفنها

هذا وذكرت المنظمة البحرية الدولية الأممية في اجتماع لمجلس الأمن بالأمم المتحدة يوم الاثنين أن 18 شركة شحن عمدت إلى تغيير مسار سفنها حول إفريقيا لتجنب البحر الأحمر نظرا لتصاعد الهجمات.

حيث قال رئيس المنظمة أرسينيو دومينغيز إن العبور في محيط إفريقيا عوضا من عبور قناة السويس يعني تمديد الرحلات لـ 10 أيام إضافية.

وأعلن الحوثيون يوم الأربعاء عن آخر هجماتهم التي فاقت الـ 20 هجوما، قائلين إنهم هاجموا سفينة شحن تحمل علم مالطا. لكن السفينة لم تصب.

وبعد الهجوم الأخير، أعلنت شركة سي إم أي سي جي إم الفرنسية عن ارتفاع كبير في الأسعار، مع ازدياد كلفة حاوية سعة 40 قدما متوجهة بين آسيا وغربي المتوسط من 3000 إلى 6000 دولار.

كذلك، رفعت الشركة الإيطالية-السويسرية إم إس سي أسعارها في ظل تحويل السفن لتمر حول جنوبي إفريقيا بدل العبور في البحر الأحمر المرتبط بالمتوسط من خلال قناة السويس.

هذا وقامت شركة ميرسك يوم الثلاثاء بتعليق الخدمات عبر البحر الأحمر وخليج عدن جنوبي اليمن "حتى إشعار آخر".