أمن

الحوثيون يشنون هجمات جديدة في البحر الأحمر وإيران تدعي 'الهيمنة'

في استمرار للتصعيد، شنت الجماعة التي تدعمها إيران هجوما فاشلا على سفينة تجارية باستخدام زوارق سريعة وحاولت الصعود على متنها.

السفينة غالاكسي ليدر التي تحمل علم جزر البهاما وتمتلكها شركة بريطانية وتشغلها شركة يابانية لكن لها روابط برجل أعمال إسرائيلي، كانت متجهة من تركيا إلى الهند حين استولى عليها الحوثيون وغيروا مسارها إلى ميناء الحديدة يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وفقا لشركة الأمن البحري أمبري. السفينة تشاهد هنا في صورة التقطت خلال جولة نظمها الحوثيون يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]
السفينة غالاكسي ليدر التي تحمل علم جزر البهاما وتمتلكها شركة بريطانية وتشغلها شركة يابانية لكن لها روابط برجل أعمال إسرائيلي، كانت متجهة من تركيا إلى الهند حين استولى عليها الحوثيون وغيروا مسارها إلى ميناء الحديدة يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وفقا لشركة الأمن البحري أمبري. السفينة تشاهد هنا في صورة التقطت خلال جولة نظمها الحوثيون يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

شن الحوثيون يوم الأربعاء، 13 كانون الأول/ديسمبر، سلسلة جديدة من الهجمات على سفينة تجارية في البحر الأحمر، فيما وجه النظام الإيراني تهديدا للمدافعين عن السفن مؤكدا هيمنته على الممر البحري الاستراتيجي.

وكان مسلحون حوثيون قد اقتربوا صباح الأربعاء من السفينة أردمور إنكاونتور التي تحمل علم جزر المارشال وأطلقوا النيران عليها في جنوب البحر الأحمر، ثم حاولوا الصعود على متنها، حسبما أفادت مصادر مختلفة.

وأوردت وكالة الأسوشيتيد برس أن السفينة، التي كانت قادمة من ميناء مانجالور الهندي، كانت محملة بوقود الطائرات وعلى متنها طاقم أمني مسلح.

وأضافت الوكالة أن الهجوم هو الأول الذي يستهدف فيه الحوثيون شحنة طاقة متوجهة إلى قناة السويس.

واستجابت مدمرة الصواريخ الموجهة الأميركية يو إس إس ميسون لنداء استغاثة من السفينة التي كانت تتعرض للهجوم من القوات الحوثية، حسبما أكدت القيادة المركزية الأميركية في بيان على موقع إكس.

وأضافت القيادة أن "تلك القوات حاولت في البداية الصعود على متن الناقلة باستخدام قوارب صغيرة".

وتابعت "وحين فشلت هذه المحاولة، أطلق صاروخان من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن على السفينة، لكنهما لم يصيبا الهدف".

وأردفت "وخلال استجابة المدمرة ميسون لنداء الاستغاثة، أسقطت مركبة جوية غير مأهولة [مسيرة] انطلقت أيضا من مناطق سيطرة الحوثيين".

"كانت المسيرة متجهة بصورة مباشرة نحو المدمرة ميسون وتم إسقاطها في إطار حق الدفاع عن النفس. لم تقع أي إصابات بين الأفراد ولم تصب أي من السفن بأضرار. وتمكنت السفينة آردمور إنكاونتور من مواصلة الإبحار دون أي حادث آخر".

تهديدات إيرانية

ووفق شركة فليتمون، وهي شركة تتابع السفن في البحر عبر خرائط AIS، فقد كانت السفينة آردمور إنكاونتور تعبر منطقة جنوب البحر الأحمر على بعد نحو 50 ميلا بحريا إلى الغرب من ميناء الحديدة حين اقترب منها زورق وفتح النيران عليها.

وأضافت الشركة أن "حراس الأمن على متن السفينة تبادلوا النيران مع المهاجمين، وأرغموهم على الفرار".

ولاحقا، تم استدعاء الناقلة من قبل جهة "زعمت أنها سلطة يمنية وطلبت من الناقلة الإبحار إلى المياه اليمنية"، بحسب فليتمون.

وذكرت الشركة أن السفينة واصلت الإبحار، فتم إطلاق صاروخين من الساحل اليمني.

وقالت شركة أمبري لإدارة المخاطر البحرية العالمية إنه تم استدعاء الناقلة من قبل جهة تزعم أنها البحرية اليمنية وطالبتها بتغيير مسارها، لكن سفينة حربية قريبة نصحت السفينة بمواصلة الإبحار في مسارها، بحسب ما أوردت وكالة رويترز.

وأفادت فليتمون أن "أفراد الطاقم بأمان، وواصلت الناقلة رحلتها من الهند إلى شمال أوروبا بحمولتها من وقود الطائرات".

وأوضحت أنه أفيد أن رجل أعمال إسرائيليا يمتلك حصة 5 بالمائة في ملكية الناقلة و"أن ذلك كان كافيا للحوثيين لمهاجمتها".

ومن جانبه، صرح جيكوب لارسين رئيس إدارة السلامة والأمن في منظمة الشحن بيمكو لوكالة رويترز، أن "الحوثيين يستمرون في مهاجمة الملاحة الدولية مع التركيز على السفن التي في رأيهم لها علاقة بالمصالح الإسرائيلية أو المواطنين الإسرائيليين".

وأضاف أن "تداعيات السلامة على الملاحة الدولية كبيرة ومقلقة جدا. فكون أن أحدا من البحارة لم يقتل حتى الآن هو مجرد حظ".

في هذه الأثناء، هدد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني أن الجهود الأميركية لتعزيز القوة متعددة الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر ستواجه "مشاكل غير عادية"، حسبما أفادت قناة الجزيرة يوم الخميس.

وصرح أشتياني لوكالة إسنا "إذا قاموا بمثل هذا التحرك غير العقلاني، فسيواجهون مشاكل غير عادية".

وأوضح، في إشارة إلى البحر الأحمر، "لا أحد يستطيع أن يقوم بتحرك ما في منطقة نهيمن عليها".

'لا يمكن التنبؤ بإعمالهم وهم خطيرون'

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أنه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، هدد الحوثيون بمهاجمة أي سفينة تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية وقاموا بتكثيف هجماتهم.

فيوم الثلاثاء، تبنت جماعة تدعمها إيران المسؤولية عن هجوم صاروخي استهدف ناقلة تحمل علم النرويج، وفي الشهر الماضي استولى الحوثيون على سفينة بضائع مرتبطة بإسرائيل، وهي السفينة غالاكسي ليدر، واحتجزوا طاقمها الدولي الذي يضم 25 فردا.

وقد أسقطت السفن الحربية الأميركية والفرنسية التي تنفذ دوريات في البحر الأحمر صواريخ ومسيرات حوثية عدة مرات منذ أن بدء المسلحون في تنفيذ الهجمات.

ويعد البحر الأحمر رابطا حيويا بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، ويمثل خط تجارة رئيسي للملاحة وإمدادات الطاقة العالمية.

ويمر نحو 40 بالمائة من التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيق يفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الأفريقي.

وفي حين أن السفن الحربية التي تمر عبر البحر الأحمر مجهزة على نحو جيد وتستطيع الرد على الهجمات، فإن السفن التجارية لا تحظى بنفس الحماية.

يذكر أن إيران كانت تمد الحوثيين بالمسيرات والصواريخ والأسلحة الأخرى، وهو اتهام تنكره طهران.

وقال الحوثيون إنهم يصنعون مسيراتهم محليا، مع أن المحللين يقولون إنها تصنع من مكونات إيرانية مهربة.

وتساءل فابيان هنز من المعهد الدولي للدارسات الاستراتيجية "السؤال الكبير بالطبع يتعلق بطبيعة المشاركة الإيرانية الفعلية في هذه الضربات".

وقال إن "المعدات الحوثية في أغلبها من التكنولوجيا الإيرانية، لكننا نعرف القليل جدا عن مشاركة طهران في عملية صنع القرار".

وفي حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الخبير بالشأن اليمني في المركز الفرنسي للبحوث العلمية، فرانك مرمير، إن "الحوثيين لا يمكن التنبؤ بأعمالهم على الإطلاق وهم خطيرون، والعمليات التي تؤدي إلى الحرب دائما لا يمكن التنبؤ بها".

وأضاف "حتى الآن، نفذ الحوثيون ضرباتهم دون أن تؤدي إلى رد انتقامي كبير، لكن الأمر يمكن أن يخرج عن السيطرة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

الغرب حريصون على حياة المدنيين حسب ادعاءهم اما حياة الأطفال والنساء الفلسطينيين الذين يقتلوا يوميا بفلسطين فليس لهم علاقة فيها
سبحان الله ازدواجية القوانين والقرارات